النزاعات العشائرية في ذي قار: مقتل وإصابة 5 أشخاص في حادثين

Tuesday 21st of March 2023 11:26:57 PM ,
العدد : 5394 (نسخة الكترونية)
الصفحة : محليات ,

 ذي قار/ حسين العامل

اكدت مصادر امنية وطبية في محافظة ذي قار مصرع واصابة خمسة اشخاص في حادثين منفصلين في قضاء الشطرة اثر تجدد نزاعات عشائرية سابقة، فيما قامت القوات الامنية بحملة تفتيش واسعة لتعقب مثيري النزاعات والمتورطين فيها.

ويشهد قضاء الشطرة (40 كم شمال الناصرية) تجددا للنزاعات العشائرية بين آونة واخرى يذهب ضحيتها العديد من المدنيين، فيما اسفر احد النزاعات التي حصلت في نيسان 2022 عن مقتل ضابط برتبة عميد كان ضمن قيادة القوة التي تفصل بين الاطراف المتنازعة.

وافاد مصدر امني ان "قضاء الشطرة شهد هجومين مسلحين منفصلين اسفرا عن مقتل اربعة اشخاص واصابة اخر".

واَضاف المصدر، ان "أحد الهجومين نجم عن تعرض مركبة تستقلها عائلة لكمين مسلح في احدى القرى على خلفية نزاع عشائري سابق".

واشار، إلى ان "الحادث اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص واصابة رابع وان من بين الضحايا امرأتين كانتا ضمن العائلة المستهدفة"، مرجحا ان "تكون دوافع الجريمة تتعلق بثأر عشائري سابق".

وبين المصدر، أن "مسلحين مجهولين قاموا بإطلاق النار على احد الاشخاص قرب المعهد التقني وسط قضاء الشطرة واردوه قتيلاً"، مشيرا الى ان "القوات الامنية فتحت تحقيقا للوقوف على اسباب ودوافع الجريمة".

واشار شهود عيان الى ان "العشائر المتنازعة استنفرت افرادها اثر الحادث ما ينذر باندلاع مواجهات مسلحة بين الطرفين"، محذرين من "وقوع المزيد من الضحايا بين المدنيين".

وازاء ذلك اعلنت قيادة شرطة محافظة ذي قار عن استنفار امني ونشر المزيد من قوات الشرطة في القضاء.

وجاء في بيان للقيادة تابعته (المدى)، انه "تنفيذا لتوجيهات قائد شرطة المحافظة اللواء مكي شناع الخيكاني باهمية فرض القانون في قضاء الشطرة وملاحقة المجرمين والخارجين عن القانون وحصر السلاح بيد الدولة نفذت قوة امنية مشتركة عملية واسعة في ساعة متأخرة من الليل (ليلة الاثنين / الثلاثاء) تهدف إلى فرض القانون وملاحقة المجرمين والحد من النزاعات العشائرية وتعقب مثيري الخلافات والمسلحين".

وأشار البيان، إلى "مشاركة قسم شرطة قضاء الشطرة وأفواج الطوارئ الاول والثاني والرابع والخامس وسرية سوات وقوة الواجب وفصيل طوارئ مديرية الأفواج في العملية الامنية المشتركة"، ولفتت الى ان "القوة قامت بعمليات دهم وتفتيش لمنازل المطلوبين والمشتبه بهم".

وأكد، "تعزيز العملية الامنية بانتشار الدوريات الآلية والراجلة وكذلك نصب السيطرات المفاجئة واجراء التفتيش المشدد".

وشدد البيان، على "عدم التهاون مع كل من يحاول إرباك الوضع الأمني واتخاذ الإجراءات القانونية بحق جميع المخالفات القانونية بكل اشكالها حفاظا على السلم المجتمعي".

ومن جانب اخر شهد قضاء كرمة بني سعيد جنوب الناصرية استهدافا لمنزل مواطن برمانة يدوية تسببت بأضرار في واجهة المنزل.

وذكر شهود عيان لـ(المدى)، بأن "الانفجار الحق اضراراً بواجهة المنزل وتهشم زجاج النوافذ دون ان تلحق خسائر بشرية".

وتعود أسباب اندلاع النزاعات العشائرية المسلحة في الغالب إلى خلافات على المياه، أو تقسيم الأراضي، أو تجاوز على المحاصيل الزراعية، أو نتيجة خلافات أسرية وعشائرية، أو طلبا للثأر أو مشاجرات تحصل بين أبناء العشائر وحتى بين أبناء العشيرة الواحدة، كما يمكن لحيوان ضال يتجاوز على حقل أو مزرعة تعود للآخرين أن يتسبب بنزاع مسلح بين البعض من أبناء العشائر.

وتقول مصادر أمنية لـ(المدى)، إن "مخاطر النزاعات العشائرية لا تنحصر بمصير الاطراف المتنازعة وانما تتعداها لتشمل ضحايا اخرين من المدنيين بينهم اطفال ونساء".

وأشارت المصادر، إلى "لجوء الاطراف المتنازعة الى استخدام اساليب انتقامية فضيعة تتمثل بحرق الدور والمركبات وتهجير العوائل الامنة في بعض النزاعات العشائرية فضلاً عن استهداف المحال والمصالح الاقتصادية والتجارية".

وعزت المصادر، "أسباب تكرار النزاعات العشائرية إلى شيوع النعرات العشائرية وهيمنة العادات والتقاليد المتخلفة، وانتشار شتى أنواع الأسلحة من بنادق وقاذفات ومدافع هاون وأسلحة رشاشة في المناطق الريفية، فضلاً عن ضعف قبضة القانون وعجز القوات الأمنية عن الحد من تلك النزاعات والحيلولة دون اندلاعها".

ومضت المصادر، إلى أن "ما يفاقم مشكلة النزاعات العشائرية هو استقواء العشيرة بسياسيي السلطة والفصائل المسلحة المتنفذة وهذا ما يجعل سلطة العشيرة فوق سلطة الدولة والقانون".

وتشهد محافظة ذي قار استقراراً أمنياً ملحوظاً إلا أنها تشهد بين مدة وأخرى أعمال عنف غالبيتها جنائية، فيما تنفذ القوات الأمنية عمليات دهم وتفتيش للبحث عن مطلوبين للقضاء.

وكانت قيادة عمليات سومر قد افادت العام الماضي، بمقتل ضابط برتبة عميد في الجيش العراقي، إثر نزاع عشائري شمالي محافظة ذي قار.