ميسلون هادي: الروائي هو من يطالبه الناس بالصورة، والمؤرخ يطالبه الناس بالصدق

Monday 27th of March 2023 09:18:36 PM ,
العدد : 5398
الصفحة : عام ,

ترى أنها تجد مصطلح الأدب النسوي لا يعني جنسنة الكاتب، بقدر عنايته بترسيخ حضور المرأة داخل اللغة والمجتمع

حاورها/ علاء المفرجي

- 2 -

ميسلون هادي مؤلفة، كاتبة، صحفية وروائية عراقية، ولدت في الأعظمية في بغداد، وأكملت دراساتها الابتدائية في مدرسة الخنساء للبنات،

ودراستها المتوسطة والثانوية في متوسطة اليرموك وثانوية الوثبة للبنات. تخرجت في قسم الإحصاء في كلية الإدارة والاقتصاد جامعة بغداد عام 1976، وعملت في الصحافة الثقافية ثلاثين عاماً، وعملت سكرتيرة تحرير لعدة دوريات ثقافية كالموسوعة الصغيرة ومجلة الطليعة الأدبية، وفي القسم الثقافي لمجلة ألف باء، وهي الآن متفرغة للكتابة.. تزوجت من الناقد الدكتور نجم عبد الله كاظم ولهما ولدان وبنت.

بالإضافة للقصة والرواية كتبت في مجال العمود الصحفي والترجمة وأدب الأطفال. اهتمت بالكتابة عن الهوية والعولمة، ونشرت الكثير من المقالات في الشـأنين العربي والمحلي وكتبت عن مختلف قضايا المرأة العربية.

كتبَ عن تجربتها الروائية والقصصية الكثير من النقاد العراقيين والعرب وأُنجزت عن أعمالها الكثير من الرسائل الجامعية. تُرجمت بعض قصصها إلى لغات عديدة، كما صدرت الترجمة الإنكليزية لروايتها "نبوءة فرعون" عن دار أوثر للنشر عام 2011. ترشحت روايتها "شاي العروس" للقائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد عام 2011. ونالت جائزة الإبداع العراقي عن روايتها (جانو أنت حكايتي) عام 2019. كما فازت روايتها (العرش والجدول) بجائزة كاتارا للرواية العربية عام 2015. ارتبط اسمها بروايتها القصيرة الأولى "العالم ناقصا ًواحد" التي تعلقت بأذهان القراء والنقاد كعلامة من علامات مسيرتها الروائية. وفي روايتها "حفيد البي البي سي" انعطفت بتجربتها نحو حشد السخرية للتهكم على الواقع السياسي المرير في عراق ماقبل وبعد الاحتلال.. أما رواية "العيون السود" فكانت بانوراما لحياة العراقيين في تسعينات القرن الماضي وجاءت حافلة بالمفاجآت والمواقف الرومانسية وجماليات الحياة البغدادية.

ومن مؤلفاتها: فِكْشنري، رواية، دار المدى للنشر والتوزيع، بغداد،2019، سيارة مكشوفة في يوم مشمس، دار شهريار، البصرة، 2018، أخوة محمد، رواية، دار الذاكرة للنشر والتوزيع، بغداد، 2018، جانو أنت حكايتي، رواية، دار الحكمة، لندن، 2017، جائزة التوأم، رواية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2016، العرش والجدول، رواية، مؤسسة كاتارا، قطر، 2016 بثلاث طبعات عربية وإنكليزية وفرنسية، سعيدة هانم ويوم غد من السنة الماضية، رواية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2015، أجمل حكاية في العالم، رواية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 2014، التلصص من ثقب الباب، دار المأمون للترجمة والنشر، مقالات، بغداد 2013، هذه الدنيا كتاب، قراءات، مجلة الرافد، الشارقة 2013، أقصى الحديقة، قصص، المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت 2013، زينب وماري وياسمين، رواية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 2012، ماما تور بابا تور، قصص خيال علمي إلكترونية، الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت 2012، الليالي الهادئة، قصص، الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، القاهرة 2011، حفيد البي بي سي، رواية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 2011، شاي العروس، رواية، دار الشروق، عمان 2010، حلم وردي فاتح اللون، رواية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 2009، نبوءة فرعون، رواية، المؤسسة العربية للدرسات والنشر، بيروت 2007. دار أوثر للنشر لندن 2011، الحدود البرية، رواية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 2004. العيون السود، رواية، دار الشروق، عمّان 2002. المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 2010، يواقيت الأرض، رواية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، عمّان 2001. رومانس، مجموعة قصصية، الاتحاد العام للكتاب العرب، دمشق 2000. لا تنظر إلى الساعة، مجموعة قصصية، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد 1999. العالم ناقصاً واحد، رواية، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد 1996، دار أسامة للنشر، عمّان 1999. الطائر السحري والنقاط الثلاث، رواية للفتيان، وزارة الثقافة، عمّان 1995. رجل خلف الباب، مجموعة قصصية، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد 1994. لاالخطأ القاتل، رواية للفتيان، دار ثقافة الأطفال، بغداد 1993. أشياء لم تحدث، مجموعة قصصية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1992. سر الكائن الغريب، رواية للفتيان، دار ثقافة الأطفال، بغداد 1988. الخاتم العجيب، رواية للفتيان، دار ثقافة الأطفال، بغداد 1987. الهجوم الأخير لكوكب العقرب، رواية للفتيان، دار ثقافة الأطفال، بغداد 1987. الفراشة، مجموعة قصصية، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد 1986. أساطير الهنود الحمر، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد 1986. الشخص الثالث، مجموعة قصصية، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد 1985. صدر عن تجربتها الإبداعية، عدد من الكتب.

 ما يعرف بـ (الأدب النسوي) هل ترين اصطفاف جميع الكاتبات تحت خيمة هذا المصطلح (النقدي).. أم ان لك رايا آخر؟

- الناقدة نازك الأعرجي تدافع عن مصطلح الأدب النسوي، وتدعونا (نحن الكاتبات) لأن نتمسك به ونحبه ونعمل داخله كفريق واحد للتباري وإثبات الجدارة مع أدب آخر هو الأدب الذي يكتبه المجتمع ممثلاً بالرجل.. كما كانت في كتابها(صوت الأنثى) عنيفة في رد فعلها ضد الكاتبات اللواتي (احتقرن) أنوثتهن واخترن الانضمام إلى صف الرجل/ المجتمع، طلباً للحماية وحباً بالسلامة، فهي لاتريد المهادنة مع الأفكار والمواضعات والأعراف الاجتماعية السائدة، بل تريد أن يكون للمرأة التي تنبعث لتوها، والتي خيم عليها الصمت طويلاً، صوتاً أنثوياً لا يكفي للإفصاح عن جنسها وانبعاثها فحسب، ولكن يكفي لإزعاج سلام الجنس الأخر وإقلاق راحته والحد من هيمنته و غروره.

أما أنا فأجد مصطلح الأدب النسوي لا يعني جنسنة الكاتب، بقدر عنايته بترسيخ حضور المرأة الفاعل داخل اللغة والمجتمع، واستعادة علاقتها المتوازنة والطبيعية مع العالم الذي تعيش فيه، وهويؤرخ نقديا لمرحلة معينة، وقد يزول ذات يوم مثل زوال مصطلح الأجيال، لتحل محله الأسماء أو (التواقيع) التي تحمل كل واحدة منها ملامح صاحبها، ومدرسته الخاصة به.. أما بعد ذلك فقد تظهر مصطلحات أخرى جديدة تتناسب مع عصر الذكاء الصناعي الذي نعيش فيه.. فهناك الآن تطبيق اسمه الجي بي تي جات GPT Chat، لا يجيب فقط على أسئلة المستخدمين كما يفعل غوغل، ولكنه يستطيع تأليف قصيدة أو قصة قصيرة، وحالياً يتم تغذيته بـقاعدة بيانات (داتا) أكثر، لكي يتمكن من كتابة سيناريو أو إخراج فلم طويل بمجرد أن تعطيه الفكرة وأسماء الشخصيات.. إذن من يعلم كيف ستكون عليه الكتابة في المستقبل القريب، وأية مصطلحات ستستجد في عالم اللوحيات والهواتف الذكية هذا.

 بماذا تفسرين تصدي المرأة في العالم العربي بشكل كبير للكتابة الرواية في العقدين الأخيرين؟ هلو هو رد على هذا الادب الذي يكتبه المجتمع ممثلاً بالرجل؟

- فعلاً شهد عصرنا الأدبي ما يشبه الثورة في مجال الرواية النسوية، وهذا نتاج طبيعي لأسباب عدة منها أن المرأة لم تعد ثانوية في المجتمع، بل أصبحت تقتحم شتى المجالات، وتدير الكثير من الوزارات والمؤسسات، وأصبح نجاحها هذا أمراً من البديهيات، فكيف لا تعبر عن هموم المجتمع الحقيقية وهواجسه عندما تكون في ملعبها كواحدة من الساردات؟. لقد فتح لها عالم السرد منفذاً لتكون ملكة على منصتها التي ورثتها من جداتها الحكاءات، وعندما تتحدث ستتحول المشاعر السلبية السابقة تجاهها إلى الضد، أي الى الجانب الآخر من المعادلة، لأن المرأة عندما تبُدع، فانها تعرض على الملأ فطنتها وحكمتها ونادراً ما تخوض في المباذل أو التفاهات. وإذا كان قدر هذه المرأة الحكيمة أن تكون موهوبة لتحكي أو ترسم أو تكتب، فإن ما تقوله سيختصر نوازع أكثر النساء وهواجسهن، وسينصت لها أيضاً الرجل الذي كان لا يؤمن بجدارتها ولا يعتبرها نداً له في أي شيء... إنها تستطيع الآن أن تعدل هذا الميل في الميزان، وشئنا أم أبينا، فإن تفاعل المجتمع مع حركة الزمن ومتغيرات العصر الآخذة بالتمدد والانتشار، هو الذي سيؤرجح كفتي الميزان، ويقول كلمته الأخيرة في هذا السجال.

 هل برأيك أن الرواية استطاعت خلال العقود الثلاثة الأخيرة أن تزيح الشعر من عرشه في العراق، خاصة وأن المشهد الثقافية منتجين وقراء ينحازون الى هذا الراي؟

- العالم أصبح على درجة كبيرة من التعقيد، لذلك تبدو الرواية هي على الأقدر على الخوض في تعقيداته وانعطافاته الكثيرة، كما أنها نظرياً قد تؤثر في وعي الناس كثيراً، ولكننا عملياً نجد القصائد المجيدة لشعرائنا الكبار هي المحفورة في وجداننا، وهي التي تتداولها الألسن وتحفظها الذاكرة. فإذن حياتنا العنيدة بحاجة إلى القصائد مثل حاجتها للقصص والروايات، وهي قادرة على اختصار مشهد جبار في نص قصير له شجن وسحر خاص.. ولكن الجوائز الأدبية، التي اهتمت بالرواية تحديداً، جعلت الأدباء يمشون في اتجاه واحد دون باقي الاتجاهات.

 يُؤخذ على الجوائز الأدبية نها أشاعت نمطاً من الإستسهال في الكتابة الروائية، نتج عنها الكثير من الاعمال الروائية الهابطة، في حين يرى بعض آخر أن الجوائز الروائية أسهمت بشكل كبير في شيوع وتطور هذا النمط الأدبي.. ما الذي تقوله ميسلون هادي؟

- الجوائز عادة تكون تتويجاً لتاريخ الكاتب وإنجازاته، أما الجوائز الحالية فقد فعلت العكس، وأحدثت نوعا من الكتابات فيه بعض التسرع والاستسهال، ولا أقصد بهذا أن ألوم الجوائز، بالعكس، فأغلب الروايات التي نالت جائزة البوكر مثلاً تستحقها بالفعل، ولكن هناك كماً من الروايات أصبح ينشرها بعض الكتاب الجدد قبل أن تكتمل أدواتهم الفنية، ويتساقط عنهم ريش الأوهام... المشكلة الأخرى هي أن هذه الجوائز أخذت تحل محل النقد والصحافة الثقافية في توجيه القارئ النوعي الباحث عن الكتاب الجيد، فالروايات التي تفوز هي التي تتصدر المشهد الإعلامي، وقد تأخذ حق روايات أفضل منها، لا يمكن أن يكتشفها القارئ إلا عن طريق الصدفة، مع هذا أقول إن الكتاب الجيد سيفرض نفسه في النهاية، والزمن، كما يقال، هو أفضل النقاد جميعاً.

 ما الأثر الذي تركه الراحل الناقد الكبير د. نجم عبدالله كاظم، على ميسلون هادي إن كان في ابداعها أم في تفاصيل حياتها؟

- الدكتور نجم لم يجعلني أواصل حلم الكتابة حسب، وإنما وجدت بجانبي من يؤمن به إلى حد كبير، ويوفر لي كل الظروف المادية والمعنوية لتحويله إلى أعمال وإنجازات.. أهم ما فعله نجم هو إيمانه بالحلم الذي حلمته، وشعوره النبيل بأنه معني بمسيرتي الأدبية، ومسؤول عنها مثلي تماماً... ولأن حلم الكتابة كان مشتركاً بيننا، فقد كان هذا يمنحنا الألفة والتقارب من بعضنا البعض في مساحة رحبة تجعل الدنيا جميلة، وعائلتنا تعيش حياة هانئة مع من منحها الحنان والأمان.. لو قلت لك أنه أب حنون جداً، وزوج حبيب وصديق، لانطبق هذا على الكثير من الآباء والأزواج، ولكني لو تركت كل هذا جانبا، لكفاني هذا الدعم المعنوي الذي كان يشملني به، فكان يذكرني ويشيد بي في كل محفل أو مناسبة، ويجعل إحساس الفرح موجوداً بداخلي حتى لو كانت الظروف صعبة أو متعبة.. بالإضافة لهذا، فقد كان نجم يراني، كناقد، في مكانة أعلى مما أظنها أنا نفسي، ويعتقد أنني لم أنل استحقاقي الذي يظنه. فكنت أقول له: وهل هناك من نال استحقاقه في هذا البلد؟ فخيرة العلماء والمفكرين يعيشون خارجه، والدكتور نجم نفسه أفنى عمره في النقد والفهرسة، وقد لا يعرف القارئ إن مقابل هذا الجهد العظيم لا يوجد أي مردود مادي يستحقه الكاتب، ولكن يبقى الأثر الذي تركه هو الأهم والأجمل، واسمه الذي هو موضع تقدير واهتمام في جميع المحافل الأدبية.

 ما الذي تقرأه ميسلون هادي في المشهد الثقافي العراقي الان وبالأخص المشهد الروائي؟

- بداية أقول أني لا أحب للمثقف النظر إلى الأمور من زاوية طوباوية متطرفة في مثاليتها، فيبدو في إمساكه بالخيط من طرف اليسار لا يقل غلواً عمن يمسك به من طرفه اليمين. نحن في مرحلة شد وسحب، وبإمكان الكاتب أن يكون أقل يأسا من غيره، وأخف توتراً، فيجذب إلى أفكاره المتنورة الكثير من الناس عندما يشدد على الأمل، ويؤكد على إمكانيات التقدم والرخاء.. أنت لو فتحت الموبايل الآن لانسدل(الهوم) محتشداً بمئات الصور والأخبار والتعليقات التي تطال بنقدها حتى رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية، وهذا الهامش من حرية التعبير لم يكن متوفراً في الماضي، وقد يراه البعض ديموقراطية زائفة لا تقدم ولا تؤخر، لكن على المثقف أن يجعلها ديموقراطية حقيقية من خلال موقعه المؤثر، والمكانة التي وفرتها له مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث تصل كلمته للقارئ بدون فاصل أو مسافة، وبشكل أسرع وأقوى من الصحيفة أو الكتاب.. هذا النوع من التفاعل سيؤتي ثماره بعد فترة زمنية، فتجد الغلواء تقل، والرأي المختلف يُقال بطريقة أقل توتراً وعصبية.. ستكون هناك حاسة مضيئة سادسة يخلقها المثقف، وتجعلنا نتجاوز الخلاف مع وجود الاختلاف.

بالنسبة للمشهد الروائي فهو الآخر مفعم باختلاف الثقافات.. ليس بالمعنى السلبي للكلمة، وإنما أقصد بهذا الاختلاف كعامل قوة وتألق وجمال.. كما أنه جزء أصيل من الشخصية العراقية.. لأن العراقي بطبيعته يمتلك عقلاً فعالاً لا يركن إلى اليقين، ولايرضى بسهولة، ولهذا فهو ينتمي لأكثر شعوب العالم كرهاً لزعامة رئيس واحد لا يتغير.. ولأن الرواية هي انعكاس لهذه الطبيعة الصاخبة، فستجدها عبارة عن كاليري للوحات منوعة كل واحدة منها معسكر قائم بذاته.. وهذا ينطبق على جيل الكبار مثل انطباقه على سائر الأسماء من الأجيال اللاحقة، ففؤاد التكرلي لا يشبه محمد خضير، ولطفية الدليمي لا تشبه عبد الخالق الركابي، وعبد الرحمن الربيعي لا يشبه طه حامد الشبيب، وعلي بدر لا يشبه وارد بدر السالم أو انعام كججي أو نجم والي أو مرتضى كزار أو أحمد السعداوي أو رغد السهيل أو هدية حسين أو عبد الستار البيضاني.. هنا اختفت ظاهرة تجميع الأدباء في جيل واحد. وحتى مصطلح أدباء الخارج والداخل غير صحيح، لأن الجميع يمتلكون موضوعة العراق ومآسي العراق. ولكن المعسكرات قائمة، ولا توجد فيها العصبية المركزية التي نجدها في مصر، والنمط الحكائي المتعارف عليه هناك.. وإذا استثنيا الحدث أو الواقعة، فبالكاد تجد مشتركات بالحروف الكبيرة لمدرسة واحدة. ولكني أتمنى، ولا أستثني نفسي من هذا القول، أن نكسر موضوعة الأحزان في الرواية العراقية، ولا نجعلها تكريساً أو صدىً للمشهد الإعلامي القاتم الذي ظلم العراق طويلا، وخير ما يفعل ذلك هو حس الفكاهة أو السخرية، والتي أجدها حاضرة أحياناً في أعمال بعض كتابنا كعلي بدر وأزهر جرجيس، وهذا الحس هو الأقدر على تذويب المشاعر السلبية وتخفيفها بالنكتة، حتى وإن كانت من الكوميديا السوداء.