طالباني والحكيم يشددان على الالتزام بالدستور في حل الأزمة بين بغداد وكردستان

Tuesday 4th of December 2012 08:00:00 PM ,
العدد : 2666
الصفحة : سياسية ,


بدأ رئيس الجمهورية جلال طالباني، أمس الثلاثاء، في العاصمة بغداد سلسلة مشاوراته مع قادة الكتل السياسية بلقاء نائبه خضير الخزاعي ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم لبحث جهود حل الازمة الراهنة بين اقليم كردستان والحكومة المركزية.
يأتي هذا في وقت اعلن عن وصول رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي الى اربيل بالتزامن مع وصول وفد يمثل حكومة الاقليم الى بغداد يرأسه القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح.
ويعيش العراق، منذ مطلع تشرين الثاني، ازمة خانقة اندلعت اثر تشكيل عمليات دجلة وتحريك قطعات عسكرية باتجاه مدينة كركوك التي يطالب بها اقليم كردستان. وقالت مصادر كردستانية في وقت سابق لـ"المدى" ان التحالف الكردستاني سيطلب من كتلة التحالف الوطني التي ينتمي اليها رئيس الحكومة نوري المالكي "تعديل سياسات رئيس مجلس الوزراء او استبداله". كما نفت المصادر ان يكون على جدول اعمال الرئيس طالباني في الايام الاولى لزيارته "لقاء بالمالكي" مشددة على ان الرئيس سيبدأ جولة محادثات واسعة لمراجعة سياسات الحكومة.
وبعد يوم واحد من وصوله الى بغداد، استهل الرئيس جلال طالباني مشاوراته السياسية بلقاء زعيم المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم.
وبحسب بيان لمكتب الرئاسة، حصلت "المدى" على نسخة منه أمس الثلاثاء، فان اللقاء "استعرض مجمل التطورات الجارية في البلاد والمشكلات التي تعيق التفاهم السياسي وتجاوز الاختناقات التي تعترض مسار العملية السياسية".
واضاف البيان "تم التأكيد خلال اللقاء على أهمية العمل الحثيث والجهد المخلص من أجل تأمين مساحة حوار وطني بعيد عن التشنج والشد الإعلامي، وذلك بالركون إلى مبادئ التفاهم القائم على الالتزام بالدستور والاتفاقات الوطنية والحرص على الديمقراطية والشعور العالي بالمسؤولية إزاء التحديات التي تواجه البلد والعملية السياسية في هذا الظرف العصيب".
ونقل البيان عن الحكيم تأكيده على "أهمية الدور الوطني والمشرف الذي يؤديه الرئيس طالباني في هذه الظروف الحرجة للحيلولة دون توسيع رقعة الخلافات وحسم المشاكل وتقريب وجهات النظر".
وفي وقت سابق التقى طالباني نائبه خضير الخزاعي. وقال بيان آخر لمكتب الرئيس "تم تداول الأوضاع السياسية في ضوء المستجدات والتطورات وتم التأكيد على ضرورة مواصلة الجهود من اجل تهيئة الاجواء للحوارات الجادة لحل المشكلات وتذليل العقبات امام وصول الاطراف السياسية الى الاتفاق".
ونقل البيان عن الخزاعي إشارته إلى "أهمية عودة الرئيس ودوره التأريخي الوطني وضرورة  وجوده  في هذه المرحلة الحساسة لحسم المشاكل العالقة، حيث يعلق العراقيون والقوى السياسية الآمال الكبيرة ويعولون على حكمة فخامته لتقريب وجهات النظر ولإنهاء السجالات والمشكلات السياسية".
وفي وقت متأخر من مساء امس الثلاثاء، أعلن مصدر في حكومة إقليم كردستان عن وصول رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي الى أربيل. وقال مصدر مطلع في رئاسة إقليم كردستان، لوكالة "السومرية نيوز"، أمس إن "رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي وصل، إلى مدينة أربيل ودخل  فور وصوله في اجتماع مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني لبحث الأزمة الحالية بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم". وكان النجيفي قد حذر قبل توجهه الى اقليم كردستان، من تطور الازمة بين بغداد واربيل، مبديا خشيته من وقوع "نزاع مسلح" بين الجانبين. ونقل بيان لمكتب رئيس مجلس النواب، حصلت "المدى" على نسخة منه، عن النجيفي تحذيره من إن "الأزمة السياسية بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان مازالت متفاعلة بشكل كبير، ووصلت إلى مرحلة التهديد بالمواجهة العسكرية".
وكان رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي، طرح خلال مؤتمر صحفي يوم الاحد، مبادرة قال انها حظيت بقبول المالكي ومن المفترض ان يعرضها على بارزاني. وتتضمن مبادرة النجيفي سحب القوات العسكرية التابعة للجيش العراقي والبيشمركة الكردية وإحلال قوات محلية مكانها لحفظ الامن في المناطق المتنازع عليها في كركوك على ان يتم مراعاة التوازن القومي والديني في تشكيل هذه القوات.
وفي وقت سابق من توجه النجيفي الى اربيل، اعلنت حكومة اقليم كردستان ان رئيس حكومة الاقليم السابقة برهم صالح وصل الى بغداد على رأس وفد يمثل الإقليم لاجرار مباحثات مع جميع الكتل السياسية بشأن الأزمة القائمة بين بغداد وأربيل.
 وقال المتحدث الرسمي باسم حكومة الإقليم سفين دزي، امس الثلاثاء، إن "وفدا من إقليم كردستان يترأسه رئيس حكومة الإقليم السابق برهم صالح وصل، ظهر اليوم (أمس)، إلى بغداد"، مبينا أن "الوفد سيجري مباحثات مع جميع الكتل السياسية، للخروج بحل للأزمة القائمة بين بغداد وأربيل".
وأضاف دزي أن "الإقليم يحاول أن يحل المشكلة بالحوار"، مؤكدا أن "الإقليم ينتظر نتائج الحوار والاجتماعات التي يقوم بها الوفد الكردي".
ويتهم المالكي اقليم كردستان بخرق الدستور ومنع الجيش العراقي من الوصول الى المناطق المختلطة قوميا. لكن القادة الكرد يطالبون بحل عمليات دجلة كأساس لأي اتفاق يتم التوصل اليه بين بغداد واربيل. وانضم النجيفي الى المعترضين على هذه التشكيلات العسكرية مثل السيد مقتدى الصدر وعدد من زعماء التحالف الوطني والقائمة العراقية، وقال النجيفي ان هذه التشكيلات يجب ان تحظى بموافقة البرلمان حسب الدستور.