وسط العنف شباب يدعون إلى التسامح : مد يدك للسلام

Saturday 15th of December 2012 08:00:00 PM ,
العدد : 2677
الصفحة : شباب وجامعات ,


قوة التسامح والحب بين الشباب يمكن أن تصنع المعجزات. التسامح هو الممحاة التي تزيل آثار الماضي المؤلم ، فهل التسامح يمنحنا كل ما نريد، وما هو الشعور السائد لدى الشباب؟
في وقتنا الحاضر تجعلنا الحياة من اليسير أن نعتقد أن المال وتراكم الأشياء المادية حولنا هما اللذان سيوفران لنا السعادة ولكن المشكلة هي أنه كلما تراكمت الأشياء احتجنا إلى المزيد ومهما يكن ما تملكه لا يبدو كافياً أبداً فالمغريات كثيرة في هذه الحياة ونلقي تبعية تعاستنا أو قلة ما نملكه من أموال ومقتنيات وإننا لو نظرنا حولنا سوف نرى أشخاصاً لديهم أكثر ما لدينا ويبدو أنهم أكثر منا سعادة ونرى أشخاصاً آخرين وننشد ملء الفراغ الكامن في نفوسنا من خلال علاقتنا بهم ، ونظل ندور في حلقة مفرغة محبطين وتعساء لأنه لا المال ولا الأشياء المادية ولا حتى علاقاتنا الاجتماعية تجعلنا سعداء قد نملك اللحظات السعيدة ولكنها تبدو غير ملائمة وقد تبدأ في الشعور بأننا محاصرون في الحياة ، وقد نتساءل ما البديل ما هذا الشيء الذي بداخلنا ويجعلنا ننشد السعادة من خارج أنفسنا عندما نحاكم الآخرين ونكبح السماحة من أن تنطلق ونتمسك بالشكوى والألم والإحساس بالذنب فيما نحسه في مثل تلك الأوقات والذي يقودنا الى أن نجرب الحب والسلام والسعادة فيضاعف شعورنا بالتعاسة ويصبح الشاب كالباحث عن أخطاء الغير ولوم العالم والظروف من حولنا عن تعاستنا .‏
ماذا يقول الشباب عن تجربتهم حول التسامح؟‏ـ الشاب علاء محمد شاب تجاوز 30  من العمر يعمل في تجارة المواد الغذائية ولديه علاقات اجتماعية كثيرة وزبائن ضمن العراق وخارجه يقول بأن التسامح والمحبة هما جواز السفر لدخول قلب الآخرين والسكن فيه وكونه يقع في خلافات ومشاكل كثيرة مع الناس بحكم عمله وتعاملاته المادية وكثيراً ما تصل تلك الخلافات إلى طريق شائك ومسدود فلا يجد حلاً أمامه لإنهائها وقطعها من جذورها سوى التسامح والمحبة بدلاً من الحقد والكراهية والتسامح برأيه هو العنوان العريض للسعادة واستمرار علاقات المودة والمحبة بين الناس جميعاً وينصح جميع من حوله أن يكون لهم التسامح سلاحاً يستخدمونه كلما تعثرت الأمور وازدادت سوءاً في ما بينهم ، في حين يرى الشاب طارق بأنه يتوافق تماماً مع ما قاله صديقه علاء إلا أن طبيعة الفرد وصفاته تلعب الدور الحاسم في هذا المضمار وهو شخصياً لا يستطيع أن يتسامح مع من يخطئ معه وكما يحترم الآخرين ويحافظ على حقوقهم وطلباتهم يرغب منهم أن يعاملوه بالمثل ويعترف طارق بأن عدم قدرته على التسامح والمحبة مع الآخرين تسبب له آلاماً ومشاكل كثيرة تفقده الكثير من أصدقائه والناس المحيطين به وهو يسعى جاهداً لتجاوز هذه المشكلة والتخلص من الغل والحقد ليزرع مكانه الحب والتسامح وليكون إنساناً فاعلاً وناجحاً في الحياة كبقية الشباب من حوله وكما يرى الشاب المندفع والمتحمس نحو الحياة سالم حميشو بأن خير الأمور أوسطها فلا الحقد والكراهية في طريقة التعامل مع الآخرين هما السبيل لاستمرار العلاقات مع الناس ولا التسامح التام والعفو الدائم يمكن أن يجعل صاحبه سعيداً ومتوازناً وهو شخصياً يسامح ويعفو حينما يكون الموقف يتطلب ذلك ويتخذ موقفاً حاسماً ورادعاً أيضاً عندما يرى أن الأمر يتطلب ذلك ، أما الطالبة الجامعية ظلال علي فترى أن التسامح والمحبة هما قمة العطاء ومن الخطأ رد الإساءة بمثلها وتسعى في حياتها اليومية لأن يكون التسامح ملازماً لها لا يفارقها وهي على استعداد تام للتسامح مع الجميع ومهما عظم الذنب وكبر وذلك لأن التسامح يريح صاحبه ويكسبه محبة الآخرين وولاءهم المطلق وتنهي حديثها بأن مبدأ إفعل خيراً وإرمه بالبحر هو المبدأ السليم والصحيح للوصول إلى النجاح والتميز ومن ينظر إلى الخلف كثيراً لابدُّ له من أن يقع .‏
الباحث النفسي احمد العزاوي يقول الهدف الأساسي من التسامح هو ليس تغيير الشخص ولكن تغيير الأفكار المتناقضة والسلبية داخل عقله .‏
ويضيف انه بوسعنا أن ننظر إلى التسامح وكأنه رحلة عبر جسر خيالي من عالم نعاني فيه دائماً من السخط إلى عالم من الوئام ومن خلال التسامح نتقبل كل ما تهفو إليه قلوبنا فنتخلص من خوفنا وغضبنا وآلامنا لننسجم مع الآخرين ونشعر بسمو الروح فالتسامح يخرجنا من الظلمة إلى النور ومهمتنا على الأرض أن نسمح لأنفسنا بأن ندرك أننا كالنور للعالم ويسمح لنا التسامح بالفرار من الماضي .