نبوءة شعب المايا بنهاية العالم

Tuesday 18th of December 2012 08:00:00 PM ,
العدد : 2680
الصفحة : تقارير عالمية ,

أصبحت جبال سيربيا الغامضة هدفاً لتقاطر المصدّقين للنبوءة القديمة بزوال العالم في نهايات عام 2012.

ويقول أصحاب الفنادق الواقعة على محيط قمة راتانجي الأشبه شكلاً بهرم. إن طلبات الحجز تنهال عليهم بين دقيقة وأخرى، اعتقاداً منهم أن القوى الغامضة للمكان ستحميهم من الفناء.

والمعتقدون بصحة (سيناريو) نهاية العالم، يقولون إن الجبال التي يبلغ ارتفاعها 5.100 قدم، وهي جزء من سلسلة كارباثيان، تضم بناية هرمية الشكل، في داخلها، تركت من قبل مخلوقات زاروا المكان قبل آلاف الأعوام.

وتحدّث آرثر س. كلارك، الكاتب البريطاني المتخصص بالخيال العلمي، قد عرف المكان بـ(قمّة لها طاقة خاصة)، وأطلق عليها اسم (سرّة العالم).

ويعتقد المؤمنون بنهاية العالم، أن هذا الجبل يطلق طاقة خاصة يمكنها حمايتهم من نهاية العالم، ويقول صاحب فندق هناك (إن الناس يريدون جلب أسرهم إلى هنا، وأكثر من 500 شخص، يتصل يومياً لحجز الغرف).

إن التنبؤ بنهاية العالم أمر مرتبط بالحقيقة بتقويم قديم يعود إلى ما قبل 5.125 سنة لشعب المايا، الذي كان يعيش على الأرض الممتدة من جنوب مكسيكو والى أواسط أميركا، قبل عدة قرون، وذلك التقويم يقول إن نهاية العالم ستكون في الـ21/12/2020، أي يوم الجمعة.

وقد صدرت عدة مئات من الكتب عن (يوم نهاية العالم، كما احتلت النبوءة صفحات كثيرة من المواقع الالكترونية والبرامج التلفازية، ولكن الباحثين من شعب المايا يقولون إن الناس فسّرت النبوءة بشكل خاطئ، وإنها لا تعني نهاية العالم).

ولكن تلك التصريحات لم تضع حداً لمخاوف العالم التي انتشرت في العالم أجمع.

ومع تلك المخاوف التي زحفت إلى النفوس، احتشد الناس لشراء الشموع وحاجيات أخرى تبدو أساسية بالنسبة إليهم، وخاصة في الصين وروسيا، كما أن ملاجئ للبقاء أصبحت مطلوبة جداً في الولايات المتحدة الأميركية.

وتقول الأخبار إن جبلاً في منطقة البيرنيه الفرنسية، غدت المكان الوحيد الذي أوشك على الانغلاق أمام الزوار الذين يتدفقون إليه، ملتجئين إلى قمته.

أين تم العثور على التقويم القديم؟

والتقويم القديم الذي أثار الضجة والذعر بين الناس، تم العثور عليه في منزل قديم بـ(غواتيمالا) وهو لا يقدم إشارة ما إلى أن العالم موشك على نهايته، كما يقول الباحثون.

وتحكي جدران ذلك المنزل أقدم جداول الفلكية المعروفة في العالم، أي أن العلماء كانت لهم مثل تلك السجلات في السابق.

وتلك الجداول الفلكية قادت إلى تقويم المايا، الذي أثار اهتمام العالم في الأشهر الأخيرة لأنه يتضمن نهاية العالم في شهر كانون الأول (الحالي)، ولكن عددا من الخبراء يؤكدون أن التقويم لا يضم مثل هذه النبوءة، فالحسابات فيه تشير إلى زمن يمتد أكثر من 6000 سنة، أي أنه قد يمتد الى ما بعد عام 2012.

وقد أعلن هذه الحقيقة قبل أسبوع فريق من العلماء المتخصصين في جامعة بوسطن وجامعة كولغيت في نيويورك، وقد جاء ذلك إثر مشروع للبحث مموّل من قبل (ناشنال جيوغرفي).

ويقول العلماء إنهم قد عثروا على تقويم قديم، يحدد مواقع القمر المختلفة في خلال 13 سنة، ويتنبأ بمواقيت (القمر الكامل) لعدد كبير من الأعوام الآتية، وهذه التقارير التي تم العثور عليها في المناطق القديمة من ذلك الجبل، تشير الى مهارة الفلكيين آنذاك، وإنهم ربما كانوا يعملون لتقديم مشورات ونصائح للملك، عندما كان ينوي الخروج إلى الحرب، ومدى فاعلية أجواء الأشهر لزراعة الحبوب والخ.. إن الدين كما يقول العلماء كان تحت قيادة رجل الدين.

وهناك جدار في ذلك الموقع، عليه أرقام تشير إلى أربعة امتدادات زمنية من 935 والى 6،700 سنة، وليس واضحاً ما الذي تعنيه تلك الأرقام، وقد تكون رموز رياضيات وحسابات لعدد من الخبراء القدامى، تشير إلى أحداث هامة تحصل مستقبلاً، وعن حركة (المريخ أو الزهرة أو القمر) وقد أثارت هذه الاكتشافات ضجة علمية في العالم نظراً لأهميتها العلمية.

وعلق على هذا الكشف، سيمون مارتن، المشرف على معرض أقامته جامعة سلفيننا في متحفها الخاص قائلاً: (نحن لم نصل بعد إلى أسس تلك الحسابات القديمة).

ويضيف الخبير قائلاً: (هذا الكشف له أهمية خاصة، ونحن لم تتبين لنا حتى اليوم إلا لمحة واحدة منه فقط وسيكشف المستقبل المزيد عن تطور علم الفلك آنذاك).

نهاية العالم وشيكة!!

هل ترى أنت ذلك؟ النهاية وشيكة أو هكذا يقول المراقبون، ويقولها ايضاً التقويم القديم، ويقال أن ذلك التقويم بدأ من تاريخ 3114 قبل الميلاد وتواصل حتى توقف بشكل مفاجئ عند تأريخ 21 كانون الأول 2012، ولذلك فإن المخاوف التي يثيرها البعض لها مصادرها وخاصة بالنسبة لأولئك الناس الذين يميلون إلى مثل هذه الأمور.

وعلى الرغم من أن هذه المخاوف لم تنتقل بشكل جاد الى بريطانيا، فان فكرة اقتراب الكارثة، بدأت تثير القلق من موسكو إلى باريس والى أميركا والبرازيل، وقد كتبت النيويورك تايمز، أن الروس يتهالكون ويتدافعون لشراء عيدان الثقاب والوقود والسكر للتهيؤ لمرحلة ما بعد الكارثة، وهؤلاء ليسوا وحدهم إذ يشير استطلاع حديث لـ(إبسوس) الى أن واحداً من سبعة أشخاص يعتقدون ان العالم سينتهي في خلال حياتهم، ويشير نفس الاستطلاع الى أن واحداً من عشرة قد مرّوا بمرحلة قلق وخوف حول ما سيحدث في خلال هذه الأيام.

والجواب عن ذلك موجود إذ أن الحكومات المختلفة في العالم، بدأوا يأخذون تلك النبوءة بجدية، وذلك بإعلانهم لشعوبهم أنهم لا يحسبون حساباً جاداً لذلك الموضوع وقد نشر في موقع حكومي في الولايات المتحدة، يوم الاثنين الماضي، ما يؤكد للناس، أن شائعات تدور حول نهاية العالم في 2012، وهي مجرد شائعات.

أما وكالة ناسا للفضاء، فقد بدأت حملة لضخ الحقائق للقضاء على المخاوف المنتشرة، وذلك عبر بثها فيلم (فيديو) طوله 6،5 دقيقة، يتحدث فيه رائد الفضاء والعالم في ناسا، ديفيد موريسون، عن الحقائق المتعلقة بحركة الأرض وعدم صحة تلك الأقوال، وفي الشهر الماضي، نشرت وكالة ناسا، تفاصيل لخمس (سيناريوهات) لنهاية العالم على موقعها وتتضمن: ضربة مفاجئة من نيزك أو حركة قطب، عندما تتعاكس حركة دوران القطبين المغناطيسية، وهذه الحالة لا تحصل الا كل 400،000 سنة، وكما تعترف ناسا، وحسب معلوماتنا،  "فان هذه الحركة لن تحدث أي أذى للحياة على الأرض، ويؤمن العلماء أن هذا الأمر سيحصل بالتأكيد في الأفّيات القليلة من الأعوام".

وقبل بضعة أيام، تطرقت رئيسة وزراء استراليا الى هذا الموضوع في حديث لها تلفازي وقالت، (إن نهاية العالم قادمة، ويبدو أن تقويم المايا كان صحيحاً.. ولا ندري إن كانت الضربة النهائية ستأتي من قبل آكلي لحوم البشر، أو شياطين جهنم ووحوشه، وإن تأكدوا من شيء واحد عني فهو: أنني سأناضل دائماً من أجلكم حتى النهاية). وفي روسيا، أدلى وزير الحالات الطارئة بتصريح يقول فيه، إن العالم لن ينتهي في خلال هذا الشهر، وهو تصريح وافقت عليه الكنيسة الأرذودكسية.

نجوم هوليوود ونهاية العالم

ومع تصاعد حمّى نهاية العالم اختار الرأي العام البريطاني، حسب الاستطلاعات، على سؤال له علاقة بالموضوع: (من هو الشخص الذي تريدون ان يتولّى مهمة إنقاذكم؟)، وكانت النتيجة: بروس ويليس وسيغورني ويفر.

وقد تم اختيارهما، من قبل المشاركين لأنهم يثقون بـ (ويليس)، الذي لعب دور (هاري ستامبر) في فيلم "أرماغدون" واختيرت ويفر نسبة إلى دورها في فيلم "سكان الفضاء في إلينز".

وقد أجرى الاستطلاع موقع (وَن بول) وأظهر أن 57% من الناس يعلمون بموضوع نبوءة الالمايا، أما بصدد نهاية العالم، فقد اعترف 13% منهم فقط بقلقه وخوفه.

وجاء في الاستطلاع ايضاً، أن ارتطام كوكب صغير بالأرض، هو في مقدمة الأمور التي تؤدي إلى نهاية العالم، وتعقبه مباشرة كارثة طبيعية، أو انفجار نووي.

وأظهر الاستطلاع ايضاً، المكان الذي يعتقد الناس فيه بالاطمئنان والأمان، إذ فضّل 27% الذهاب إلى ملجأ تحت الأرض و26% يفضل البقاء في البيت، فيما اختار 6% البقاء تحت (اللحاف) وفي السرير.

وفي سؤال عن أفضل فيلم سينمائي، تحدث وقدم صورة لنهاية العالم وكيف ستكون، اختار غالبيتهم، (ما بعد الغد)، الذي عرض عام 2004، ودار حول دلالة ارتفاع درجة الحرارة في العالم تدلّ على مجيء عصر جليدي جديد.

وقالت ناقدة للأفلام وهي ناتالي هاينيز، (كانت هوليوود مهووسة بتقديم أفلام عن الكوارث: أفلام الأكشن والتهويل فيها، أو أناس يتحولون الى وحوش، أو تأتي كائنات من الفضاء لتقتل البشر وتدمّر الكرة الأرضية، وقد اتسعت مداركنا مع مشاهدتنا تلك الأفلام، ولذلك تعتبر كارثة الالمايا، انعكاساً لاضطراباتنا العصبية المعاصرة. لقد اعتدنا الخوف من أزمات سببها الإنسان ومنها الحرب النووية، أما هذا الأمر فهو يتجاوز سيطرتنا عليه - سواء أكان كوكباً صغيراً، أو مرضاً خطراً أو وحوشاً قادمين من الفضاء، لقد اجتازت خيالاتنا أموراً فظيعة ونحن نبحث حالياً عمن ينقذنا).

وكانت نتيجة التصويت: 5000/1 نهاية العالم في 21/12/2012، و3000/1 نهاية العالم في أي يوم من الأيام المتبقية من العام.

وعن الاستطلاع تحدث الناطق باسم "بادي َوَر" قائلاً: كيفما فكرت في الموضوع، فان شعب الالمايا، قد تمكنوا من تقديم حدث مثير جداً من الدرجة الأولى، ومع أننا واثقون من أنهم بالغوا كثيراً في الأمر، إذ لن يحدث شيء ما على الكرة الأرضية في هذا الشهر.

وماذا عن روسيا والصين؟

ومع تلك التأكيدات من عدم حدوث الكارثة، فان الخوف منها ينتقل من مكان الى آخر، وما أن وصل الخبر إلى سيبيريا في روسيا، حتى ارتفعت أسعار الشموع والمشاعل الكهربائية من نوع (البطاريات) وأيضاً حافظات المياه والكيروسين.

وتقول الأنباء إن 80% من المسيحيين الأرذوكس في المجتمع الروسي، يتفاعلون مع التقويم المذكور، حتى من دون رؤيته: إن نهاية العالم قد تعني أزمة اقتصادية تعصف بالعالم، ومن الممكن تجاوزها، دون ضرر ما.

وتحدث ديمتري ميديفيديف، رئيس الوزراء، في لقاء مع 5 قنوات للتلفزيون، مشيراً إلى نبوءة (المايا) للتعبير عن تفاؤله، وقال، (لا أؤمن بنهاية العالم، وبشكل غامض، في هذا العام، على الأقل).

أما في الصين، فان (نهاية العالم) هي محط اهتمام الجميع: الصحف، البرامج التلفازية، والمنتديات الاجتماعية.

وهذا الفزع الكبير، وجد مكاناً بين الفقراء وغير المتعلمين، الذين يعتقدون أن كارثة ما مقبلة عليهم، وبدأ القرويون في تخزين الأطعمة والشموع لاعتقادهم أن ظلاماً سيستمر لعدة أيام بحلول 21 كانون الأول الحالي.

ومظاهر هذا التخوف الصيني كثيرة ومتعددة، من نهاية العالم، حيث قام قروي صيني بأخذ الموضوع بجدية تامة واستثمر مدخراته لبناء سفينة أطلق عليها (سفينة نوح الجديدة، للحماية من الفيضانات التي ستحدث بعد الكارثة).

 

**أفلام عن 21/ 12/ 2012

عالم السينما لن يكون بعيدا عن هذا العالم. بل إن تقويم المايا أوصى حتى الآن بفيلمين، الأول بدأ تصويره في المكسيك، وهو قد يصبح الفيلم الأخير الذي ينتج ويصور على كوكب الأرض، ويقوم بإخراجه مارك بيرانسون ورايامارتن.

والعاملون في الفيلم متأكدون من أن الأرض ستبقى، ولن تنتهي الحياة فيها في 21 القادم. ويصور الفيلم في شبه جزيرة يوكاتان، لتي يعتقد العلماء أنها المكان الذي اصطدم به أول كوكب وانفجر قبل أكثر من 65 سنة، وقضى على كل شيء، ومن بينهم الديناصورات، وقد يتم القضاء على البشر في غضون أيام!

الفيلم الثاني وثائقي "قلب الأرض، قلب السماء"، وقد انتهى العمل فيه، وهو عن التقويم الذي أثار كل هذه الضجة، ويشرف عليه كل من أيرك بلاك وفروكي ساندينغ، وفيه يتحدث شعب الالمايا عن معتقداتهم: الخلق ثم الفناء.