مدير بلدية غزة يستعد للاطلاع على حدائق ومجسرات بغداد بدعوة من أمينها

Tuesday 18th of December 2012 08:00:00 PM ,
العدد : 2680
الصفحة : سياسية ,



يقف نصيف واثنان من اولاده في احد تقاطعات منطقة شعبية وهم يضعون على خصورهم سكاكين حادة في حزام جلدي، فيما تنتشر بالقرب منهم بقع دماء واحشاء ذبائح تنبعث منها روائح حادة.
تاجر الماشية، ذو المظهر الملطخ بالدماء وروائح القرابين، يعمل برفقة عدد من ابنائه واخوته في هذه المهنة من سنوات، بعد ان قام بتحويل احد تقاطعات منطقة بغداد الجديدة، الواقعة شرقي العاصمة، الى "جوبة" وهو الاسم الشعبي لمكان بيع الخرفان التي تشهد رواجا في ايام الاعياد وشهري محرم وصفر.
ويقول نصيف ان الجهات البلدية لا تمانع وقوفه وعشرات من امثاله في تقاطعات العاصمة، فيما يؤكد احد مساعديه "وجود ترتيب مع الجماعة"، من دون توضيح المقصود بالجماعة. لكنه يشير الى ان "بعض الاطراف تغض الطرف عنهم".
وعلى الرغم من منع امانة بغداد بيع المواشي ونحرها بشكل عشوائي داخل شوارع العاصمة، الا ان نصيف لايرى غضاضة في احتلاله لقطعة ارض فارغة كانت تستخدم لتكديس مواد بناء لترميم وتطوير شوارع المنطقة حسبما تشير لوحة اعلان معدنية كبيرة باتت اليوم تستخدم كـ"مربط" للخرفان منذ 2008.
وتشير اللوحة الاعلانية الى ان "الجهات البلدية ستقوم بتطوير شوارع المنطقة خلال مدة 6 اشهر"، لكن اهالي المنطقة قالوا انها موضوعة في هذا التقاطع منذ اربعة اعوام لم تشهد المنطقة تغيرا ملموسا الا بالنسبة لتاجر الماشية الذي وسع عمله ليكون بورصة لتوزيع اللحوم على محال القصابة.
وتواجه امانة بغداد سيلا من الاتهامات والشكاوى من اهالي العاصمة بسبب سوء الخدمات وتهالك شبكات الصرف الصحي. وقد تناول البغداديون تداعيات موجة الامطار الاخيرة بكم من السخرية السوداء ملأت مواقع التواصل الاجتماعي. فقد تم مطالبة امانة العاصمة بابرام صفقة لشراء زوارق لغرص تسهيل تنقل الاهالي في الشوارع والمناطق التي اصابها الغرق.
وفيما لا تزال آثار الامطار باقية لحد الان في ضواحي العاصمة، اعلنت امانة بغداد عن دعوتها رئيس بلدية غزة لقيام بزيارة عاصمة العراق للإطلاع على "مشاريع إعادة الإعمار".
وبينما يجلس نصيف لاخذ شيء من الراحة بعد ان قام ببيع وجبة صغيرة من الماشية لاحد مواكب العزاء الحسيني،  يهزأ من خبر امانة بغداد بالقول "كيف للامانة العاجزة عن تنظيف الشارع ان تتباهى بمنجزاتها".
وبحسب بيان للدائرة الاعلامية التابعة لامانة بغداد، فان "أمين بغداد عبد الحسين المرشدي وجه دعوة لرئيس بلدية غزة لزيارة العاصمة بغداد بهدف تعزيز أواصر التعاون الثنائي والاطلاع الميداني المباشر على مشاريع إعادة الإعمار والبناء والاستثمار الجارية في بغداد".
ويوضح بيان الامانة ان "المرشدي التقى على هامش فعاليات قمة البوسفور الثالثة للتعاون الإقليمي رئيس بلدية غزة المهندس رفيق مكي وناقشا آفاق التعاون في عدد من المجالات الخدمية والعمرانية".
وتعليقا على ذلك، يقول محمد الربيعي، عضو مجلس محافظة بغداد لـ "المدى"، ان "بغداد تراجعت الى الوراء في السنين العشرة الاخيرة، لاسيما على المستوى الخدمي".
وينتقد، رئيس لجنة التخطيط في مجلس محافظة بغداد، بيان الامانة مشددا على "ضرورة ان تهتم امانة العاصمة بالخدمات الظاهرة وبازالة النفايات والتجاوزات، والارصفة التي تحولت الى مطاعم دائمية قبل ان تهتم بالمشاريع الاستراتيجية ورغبتها في اطالع بلدية غزة على منجزاتها".
ويتساءل الربيعي، وهو المرشح الاوفر حظاً لخلافة صابر العيساوي الامين السابق للعاصمة، بالقول "لماذا لا تزور غزة بلدية القدس المجاورة لها، وهي من اجمل البلديات وارقاها على مستوى العالم؟".
وتشير امانة بغداد في بيانها الى أن "الدعوة تهدف، أيضاً، إلى إطلاع رئيس بلدية غزة على مشاريع البنى التحتية كالماء الصافي والصرف الصحي والبيئة وإنشاء شبكات الطرق وبناء المجسرات والأنفاق وإقامة الحدائق والمتنزهات والفعاليات الترفيهية والأسواق التجارية متعددة الطوابق وأعمال الاهتمام بالنصب والتماثيل والمناطق التاريخية والتراثية".