بغياب صالات العرض والجمهور.. كردستان العراق يصنع أفلاماً سينمائية

Tuesday 6th of October 2009 05:58:00 PM ,
العدد :
الصفحة : كردستان ,

أربيل/ المدىتصنع المؤسسات الرسمية والثقافية في إقليم كردستان العراق أفلاماً سينمائية رغبة منها بتشجيع الفن السابع بين الجمهور لكن جهودها اقتصرت على الإنتاج فقط نظرا لغياب صالات للعرض.ويأتي توحيد المؤسسات السينمائية المنتشرة في مدن الإقليم الثلاث،

دهوك وأربيل والسليمانية، عبر دمجها بمؤسسة واحدة تابعة لوزارة الثقافة في حكومة الإقليم خطوة باتجاه تحديد ملامح صناعة السينما في هذه المنطقة.ويقول المخرج السينمائي ناصر حسن بحسب فرانس برس: ان توحيد هذه المؤسسات هدفه بلورة واقع أفضل للسينما في كردستان التي تعاني منذ فترة طويلة من غياب صالات العرض والاكتفاء بإنتاج العديد من الأفلام فقط\".ويضيف: اتفقت وزارة الثقافة المحلية 11 مليون دولار منذ عام 2002 لإنتاج أفلام سواء لحساب الجهات الرسمية في الإقليم او عبر الإنتاج المشترك، لكن هذه الأفلام ظلت من دون جمهور لغياب الصالات واقتصار عرضها على المهرجانات الخارجية.وشهدت الأعوام الستة الماضية محاولات لتحريك عجلة السينما المتوقفة في إقليم كردستان منذ عام 1991 وتحديدا بعد الانتفاضة الكردية ، فقد أغلقت دور العرض وتحولت فيما بعد الى محال وأماكن لتخزين البضائع وتكديسها.ومن الأفلام السينمائية الكردية التي أنتجت بعد عام 2003 \"العبور من التراب\" للمخرج الكردي شوكت أمين كوركي وزمن أحداثه هو زمن دخول القوات الأميركية الى العراق نفسه ، حيث يعثر مقاتلان كرديان على طفل يدعى صدام ويقومان بمهمة البحث عن أهله.والمخرج أمين من مواليد 1973 في مدينة زاخو، أقصى شمال العراق على الحدود مع تركيا، وقد اضطرت عائلته للهرب الى إيران عام 1975 وبقيت هناك حتى عام 1999.يذكر ان صناعة السينما الكردية أنتجت العديد من الأفلام التي شاركت في مهرجانات دولية منها \"السلحفاة أيضاً تستطيع الطيران\" للمخرج بهمن قبادي و\"فودكا ليمون\" لهونر سليم و\"عندما يينع النرجس\" الذي شارك في مهرجان سينمائي في ألمانيا.ومن الأفلام الكردية التي تم إنتاجها ابان تلك الفترة \"كيلو متر صفر\" للمخرج هونر سليم ويروي قصة شاب كردي يرغم على الانضمام الى الجيش خلال المرحلة الأخيرة من الحرب الإيرانية العراقية ، وقد شارك هذا الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الثامن والخمسين.يشار الى ان وزارة الثقافة المحلية تنشط في تنظيم مهرجانات للأفلام السينمائية في عدد من المدن الأوروبية.ويكشف المخرج حسن عن ان \"وزارة الثقافة في حكومة إقليم كردستان قررت إنشاء ست صالات عرض بمقاييس حديثة في مدن الإقليم الثلاث ووضعت لها التصاميم ليتم الانتهاء من انجازها نهاية العام المقبل\".من جهته، لفت مدير مؤسسة السينما في وزارة الثقافة في حكومة الإقليم الى ان \"دور العرض الجديدة التي نأمل ان تشكل انطلاقة حقيقية لصناعة السينما الكردية تشتمل على مسارح أيضاً ومكتبات حديثة للإصدارات والمؤلفات السينمائية والأدبية وملحقات أخرى\".بدوره يرى الناقد السينمائي علاء المفرجي ان \"فضاء الحرية الواسع الذي يتمتع به إقليم كردستان العراق دفع بالمعنيين هناك الى إيجاد عوامل انطلاق الصناعة السينمائية وإنشاء دور العرض، وهذه الحرية هي إحدى ركائز هذه الانطلاقة\".ويضيف: ان \"ما تحقق من إنتاج على صعيد الأفلام السينمائية في الأعوام القليلة الماضية رغم غياب صالات العرض يعكس رغبة المؤسسة الثقافية في إشاعة الفن السينمائي\".ويرى ان \"التخطيط لبناء دور جديدة سيعزز السعي الجاد في هذا المجال\".