تلوث إشعاعي في برج التحرير (المطعم التركي)

Sunday 11th of October 2009 07:03:00 PM ,
العدد :
الصفحة : تحقيقات ,

تحقيق وتصوير/ إيناس طارق واحدة من اخطر المشكلات التي عانى ويعاني منها الواقع العراقي منذ غزو الكويت عام 1990 هي قضية التلوث البيئي، الذي حدث بسبب إشعاعات اليورانيوم المنضب الذي استخدم مع كافة أنواع الأسلحة، ولولا السياسات العبثية للنظام المباد  لما حدث ما يحدث الآن من تلوثات إشعاعية في البيئة العراقية يدفع ثمنها المواطن العراقي

،فضلا عن المخلفات الكيميائية التي تركت حرة وطليقة، في منشآت التصنيع العسكري بعد سقوط النظام عام 2003 ،والتي تسربت الى مياه الشرب والتربة الزراعية .كل هذه الأنواع من التلوثات تركت أشكالاً من الأمراض المختلفة ومازال المجتمع العراقي يعاني منها، بما في ذلك تشوه الولادات وانتشار الأمراض السرطانية المختلفة التي جعلت من العراق بلدا يحتل الصدارة في الإصابة بتلك الأمراض.المباني الملوثة إشعاعياًفي الطابق الثاني عشر من مبنى هيئة الشباب والرياضة سابقا (برج التحرير) كان هناك مطعم يدعى المطعم التركي، ترتاده فئات مختلفة من شرائح المجتمع العراقي، لقضاء بعض الأوقات الهادئة والجميلة ،لكن بسبب قيام النظام السابق بخزن الأسلحة والمعدات العسكرية في المكان ومن ثم تعرضه الى القصف من قبل القوات متعددة الجنسية عام 2003 ترك هذا البرج حتى الآن  بعد ان وضعت عليه أشرطة حمر، وهذه الأشرطة معروفة لدى الجميع بانها  ترمز الى وجود الخطر وضرورة الابتعاد عن المكان! فهل أصبح هذا البرج وبالذات المطعم التركي الواقع في الطابق الثاني عشر، مكانا يصدر الأمراض الغريبة التي تنطلق من إشعاعات اليورانيوم المنضب؟مجلس النواب لا يعلم وبينما ينشغل أعضاء مجلس النواب بالمفاوضات لإقامة تحالفات وائتلافات استعداداً للانتخابات البرلمانية فهي تشكل لكثير من الساسة العراقيين معركة للاحتفاظ بالكراسي البرلمانية  وما يرتبط بها  من امتيازات سياسية ومادية، اتصلنا أثناء إجرائنا التحقيق بالنائب الدكتور باسم الشريف، بعد حصولنا على معلومات ووثائق تفيد بوجود تلوث إشعاعي في المكان المذكور بعد ان تم فحصه من قبل وزارة العلوم والتكنولوجيا، التي قامت بدورها بإخطار اكثر من مؤسسة بالموضوع دون ان تلقى آذانا صاغية، رئيس اللجنة الوحيد الذي ردّ على اتصالنا من دون بقية اللجنة التي كانت هواتفهم مغلقة طيلة اليوم، وأوضح لنا الدكتور باسم (ان اللجنة لا علم لها بالموضوع ولا بأولياته)!وزارة العلوم والتكنلوجياالخطوة الأخرى لتقصي حقائق هذه المعلومات كانت وزارة العلوم والتكنلوجيا والمكتب الإعلامي للوزارة كان متعاونا معنا بشكل كبير، وأثناء تواجدنا في الوزارة كانت هناك مشاورات ومناقشات من قبل الوزير والمكتب الإعلامي، بخصوص هذا الموضوع تحديدا، فاستطعنا لقاء المدير العام  مهدي صالح حسين مدير دائرة البيئة الخطرة وكالة الذي حدثنا قائلاً: لقد تم تشكيل دائرة المواد الخطرة وبحوث البيئة عام 2003 وهذه الدائرة تعتبر امتداداً لمركز الفيزياء الصحية، التابع الى مركز الطاقة الذرية سابقا، وكل تلوث او نشاط إشعاعي يتم الأخبار عنه او اكتشافه تتم معالجته من قبل الدائرة ذاتها.برج التحرير والتلوث الاشعاعيوأضاف مهدي قائلاً: المعلومات التي بحوزتنا عن وجود تلوث إشعاعي في برج التحرير هي معلومات أكيدة. والإشعاعات   تختلف باختلاف نسبة تأثيرها، فالبناية مدمرة ومتروكة منذ عام 2003، وحالياً وجه لنا كتاب من وزارة الاعمار بالكشف عن البرج لان الوزارة تروم اعماره من جديد، وبدورنا كدائرة وجهنا كتاباً الى وزارة الاعمار والإسكان يشار فيه بانه تم إجراء الكشف الإشعاعي الأولي عن  بناية المطعم، وظهر وجود تلوث إشعاعي أعلى من الخلفية الإشعاعية في الطابق الثاني عشر (يرجى عدم استخدام هذا الطابق حماية للعاملين)، مع العلم ان الوزارة على استعداد لإزالة التلوث الإشعاعي في المبنى، على ان يتم انجاز العمل بموجب صيغة عقد، من خلال مكتب الاستشارات العلمية والفنية للوزارة ،وبعد اتمام العقد سوف نباشر عملنا بشكل مباشر ونحدد درجة التلوث الإشعاعي.فأحياناً يوجد تلوث إشعاعي منضب، يكون سببه السورسات الحساسة للحرائق الموجودة في البناية والتي تحوي نسبة ضئيلة وعلى شكل شريط صغير وبنسبة محددة عالميا، او قد يكون التلوث مشعاً ووصل الى الجدران الكونكريتية فهذا الأمر يحتاج الى العمل المستمر للوصول الى المصدر المشع لمعالجته، ومن ثم نقله الى منطقة التويثة المكان المخصص للخلاص من النفايات المشعة، لكن هناك نقطة مهمة يجب معرفتها وهي، ان التلوث الإشعاعي الذي يصيب جزءً ما من بناية او قطعة من الحديد او اي شيء كان لا يمكن ان يسبب إصابة بمجرد المرور قريبا منه  او التجوال  في دائرته، انما التلوث يحدث غالباً بملامسة الجسم المتعرض الى الإشعاع لذلك نطمئن المواطنين بان برج التحرير لا يسبب أي  تسرب للإشعاعات  خارج المبنى بتاتا.بناية السنكوأشار مهدي الى ان هذا الأمر ليس بالجديد، فما تعرض له العراق من عمليات عسكرية منذ عام 1990 وحتى 2003  حمل معه التلوثات الإشعاعية التي انتشرت في مناطق مختلفة سواءً كانت مدناً او محافظة وحتى الصحراء أيضاً تعرضت الى نسبة من الإشعاعات ،فمازالت بعض الدبابات في البصر