كاثرين بيغولو: (صفر ثلاثون، ظلام)..أول مخــرجــة تفــوز بـالأوسكــار

Tuesday 22nd of January 2013 08:00:00 PM ,
العدد : 2707
الصفحة : تقارير عالمية ,

فازت كاثرين بيغولو بجائزة الأوسكار كأفضل إخراج عن فيلمها (خزانة الألم)، وأصبحت بذلك أول امرأة تنال تلك الجائزة في السينما، ويقول بعض النقاد إن فيلمها الجديد، (صفر ثلاثون ظلام)، عن عملية قتل بن لادن، يُجيز التعذيب. عند قتل أسامة بن لادن من قبل القوات

فازت كاثرين بيغولو بجائزة الأوسكار كأفضل إخراج عن فيلمها (خزانة الألم)، وأصبحت بذلك أول امرأة تنال تلك الجائزة في السينما، ويقول بعض النقاد إن فيلمها الجديد، (صفر ثلاثون ظلام)، عن عملية قتل بن لادن، يُجيز التعذيب.

عند قتل أسامة بن لادن من قبل القوات الأميركية قبل عامين، كانت كاثرين بيغولو قطعت مرحلة مهمة من الإعداد لفيلم عن فشل البحث عن بن لادن، وكان مارك بول، قد انتهى تقريباً من كتابة السيناريو، وتم أيضاً اختيار أماكن التصوير في مناطق من كازاخستان، وعندما جاءت الأخبار بمقتل بن لادن، ذهبت كافة الاستعدادات سدى، ما عدا السيناريو، الذي كان يتطرق الى السنوات الـ 10 التي أمضاها الـ CIA بحثاً عن بن لادن، والذي انتهى بالهجوم عن منزله في باكستان.

وكاثرين بيغولو، سبق أن تعاونت معه بول، في فيلم، (خزانة الألم).. ويبدأ فيلمها الجديد بشاشة سوداء، مع أصوات حقيقية لما جرى في يوم (الحادي عشر من أيلول) الانفجارات والصراخ والضجة، ويلي ذلك، كيف تم التحقيق مع الذين تم القبض عليهم في مراكز الـ CIA والاستجوابات القاسية مما يشير إلى مبدأ (الانتقام وثمنه المعنوي).

وبيغولو، شخصية قوية، تجاوزت الستين من عمرها، طويلة القامة، تتحدث بنعومة وتقول، (ستكون هناك الكثير من الأفلام عن (الحرب على الإرهاب)، وفيلمي هذا هو واحد منها: قصة متميزة تروى من زاوية خاصة، وهي المعلومات الخاصة التي حصل عليها بويل عبر لقاءاته عن عمليات الـ CIA وأنا راضية بالتقارير التي حصلت عليها، وأنا واثقة من وقوفنا مع الفيلم، منذ بدايته وحتى النهاية).

وفيلم (صفر ثلاثون ظلام)، مع النقد الشديد الذي واجهه، يعتبر جميلاً ونظيفاً، يستحوذ على اهتمام وقد استغرق تصويره ثلاثة أشهر في الهند والأردن بدلاً من باكستان وأفغانستان.

ومن المآخذ على الفيلم، خلوه من أي خلفيات لشخصياته، متناولاً تلك المهمة التي قام بها أفراد القوات الخاصة، ولا توجد في الفيلم أي عبارات او مشاهد تمجيد لعمليات التعذيب ومشاهدها، التي تشير بشكل خفي إلى الحقيقة المختفية خلف اللهجة اللطيفة التي توحي بعدم تصديق تلك المعلومات، وعندما كان السؤال يوجه الى المشتبه بهم حول التفاصيل الدقيقة، كانوا يضربون بشدة، ويتم وضعهم تحت تيارات الماء، ثم يتم توثيقهم ووضعهم في صندوق وهم يئنون فزعاً، كل يوم من ايام الاسبوع، "وفي ما بعد، بعيداً عن الإكراه، يعطي احدهم اسماً، يكون المفتاح للحل"، وينتقد الفيلم، لهذا السبب، لأنه يشير إلى نتيجة زائفة، قائلاً إن التعذيب المتواصل لم يكن السبب في الاعتراف.

ومقاربة بيغولو للفيلم تأتي متأثرة بتجربتها في فيلم (خزانة الأمل)، ويبدو واضحاً أن تجربتها في ذلك الفيلم، وتعاملها مع موضوع (الحرب في العراق) قد حقق نتائج طيبة وأضاف إليها خبرة في التعامل مع الجنود: قطرات العرق، الغبار، والذباب الذي يحط على الأجفان في الظلمة، وتلك التفاصيل الصغيرة ومتابعتها طوال الفيلم تخلق لدى المشاهد قوة أخلاقية.

وتقول كاثرين بيغولو: ان فيلمها الجديد يركز أيضا على الأفراد ضمن مجموعة من عملاء الـ CIA، يتولون مهمة العثور على أسامة بن لادن، وتضيف قائلة "إننا جميعاً كبشر، المشاركة في الأحاسيس والإيمان بشيء ما - الاعتقاد بشيء بقوة، ليصبح الشيء الأهم في حياتنا"، إن الفيلم يعتبر تحية للرجال والنساء في صنف الاستخبارات، الذين يعملون بسرية، بسبب طبيعة عملهم، هناك دائماً ثمن إنساني، في مثل هذه العمليات، هناك أناس يتعاطفون مع الذين يتعرضون للضرب للتعذيب، وآخرون يتعاطفون مع الذين تتطلب أعمالهم القيام بالتعذيب.

إن الثمن الإنساني يختلف من واحد إلى آخر، علماً أن كاثرين بيغولو، اعتمدت على سيناريو بويل، ولم تعد إلى مصادر متعددة للتحقق من صحة معلومات معينة في بعض المشاهد التي كانت في حاجة إلى العديد من مصادر المعلومات.

وتجيب بيغولو عن تلك الانتقادات قائلة إن ثقتها بـ مارك بويل، جاءت بسبب عمله السابق في التحقيقات الصحفية، انه دقيق جداً، وبيغولو تبدو مقتنعة تماماً بما تصل إليه في تفكيرها، ويعود الأمر الى مرحلة طفولتها، (في طفولتي كنت أتخذ كافة القرارات التي تخصني بمفردي) كنت مستقلة الرأي، تركت المنزل وأنا في الـ 17 من عمري من اجل الدراسة.

وبعد مغادرتها البيت، ذهبت إلى كلية الفنون في سان فرانسيسكو، ثم إلى برنامج فني خاص في متحف ويتني في نيويورك، وكانت آنذاك لا تبغي غير أن تصبح رسامة – عمل يتلاءم مع طبيعتها غير الاجتماعية (كانت كاثرين متزوجة من المخرج جيمس كاميرون لمدة عامين في أوائل التسعينيات).

وتقول: "إنني امرأة خجولة بعض الشيء ويختفي خجلي في خلال التعامل مع الممثلين أثناء تصوير المشاهد، ولكن خارج نطاق العمل، أكون مختلفة".

وقد دخلت بيغولو، عالم الإخراج اثر صداقة مع مجموعة من مخرجي أفلام - الفيديو، حيث شجعوها على إخراج فيلم وكان ذلك عام 1978، وعنوانه (الاعداد)، وقد أصبح ذلك الفيلم، ضمن المنهاج الدراسي للطلبة الخريجين في دراسة السينما، وتقول عن ذلك "يبدو انه كان فيلما جيداً، فيلم لم أتطلع إليه أو ابحث، بل دفعت إليه دفعاً".

وجاءت بعد ذلك مجموعة من أفلام الميزانيات المنخفضة ما بين 1987-1991، ثم جاء فيلمها الناجح جداً، (نقطة التوقف)، بطولة كيا نوريفز وباتريك سويز - نوع جديد من استعراض العضلات ثم جاء فيلمها (صانع الأرامل-19-K) بطولة هاريسون فورد وليام ينسون، عن غواصة نووية.

وفي هوليوود، حقيقة تقول إن هناك بعض التقييدات بالنسبة لعمل المرأة وعن ذلك تقول: "إن كان هناك شيء من المقاومة ضد عمل المرأة في الإخراج فإنني ببساطة أتجاهل ذلك الأمر لسببين: عدم استطاعتي تغيير نوعي، ورفضي التوقف عن الإخراج".

وكانت بيغولو، عملت في إخراج فيلمها عن بن لادن، بهمة مضاعفة - علماً أن ميزانيته تحددت فقط بـ 20 مليون دولار فقط، وقد انفق مبلغ كبير منه في إعادة بناء منزل بن لادن الذي تم الهجوم عليه، (كان علينا تشييد البيت بشكل سليم وقوي، كي يبقى ولا تتحرك جدرانه أثناء حركة طائرات الهليكوبتر فوقه، ونقل المصمم كافة تصاميم الغرف وقطع الأثاث، عن الأفلام التي التقطت للمبنى والغرف.

وتتحدث المخرجة عن عملها وعن حساسية عناصره، وتقول "كمخرجة تحملت مسؤولية ما حدث، أن انقل صورة حقيقية لما حدث وأتحمل كافة المخاطر والمسؤوليات الناتجة عنه".

عن الغارديان