أوقات الامتحانات: طلبة مشغولون بـكتابة الخواطر على الكتب الدراسية وآخرون يفكرون بالنوم

Saturday 26th of January 2013 08:00:00 PM ,
العدد : 2709
الصفحة : شباب وجامعات ,

ينتهج الطلاب والطالبات في مواسم الامتحانات حيلاً وأساليب معروفة، لتفادي ضغوط الامتحانات والهروب من الجو المؤرق لهم، وفي ذروة الامتحانات تظهر مواهب وإبداعات تستحوذ على عقولهم وتسيطر عليها، بل وتجعل منها شغلهم الشاغل، وتأخذ جل وقتهم إذا لم نقل كله، هذه

ينتهج الطلاب والطالبات في مواسم الامتحانات حيلاً وأساليب معروفة، لتفادي ضغوط الامتحانات والهروب من الجو المؤرق لهم، وفي ذروة الامتحانات تظهر مواهب وإبداعات تستحوذ على عقولهم وتسيطر عليها، بل وتجعل منها شغلهم الشاغل، وتأخذ جل وقتهم إذا لم نقل كله، هذه المواهب التي لا تظهر إلا في وقت الامتحانات، مع أنها تغيب تماماً وقت الإجازة، وإن كانت إهداراً للوقت، إلا أنها تعني الكثير لأصحابها.
في البداية تخبرنا "رغد محمد" - طالبة جامعية - عن متنفسها وقت الامتحانات قائلة: الرسم على الكتاب هوايتي الأولى منذ أن تقبل أجواء الامتحانات، فلا يمكنك أن تجد مساحة فارغة لم أرسم بها، أو أكتب بها خواطر وأشعارا، لذلك ما زلت أحتفظ بكتبي المدرسية والجامعية  حتى بعد الامتحانات ؛ لأنها تحتوي على أشياء جميلة لن تتكرر، وعن سبب الاهتمام اللافت لهوايتها في مثل هذا الوقت توضح أنها لم تعطِ نفسها وقتا كافيا للترفيه قبل الامتحانات، وهذا ما يجعل كل الهوايات "ملاذاً آمناً" للهروب من أجواء الامتحانات الكئيبة.
وتضيف "منى عقيل" - إحدى طالبات جامعة بغداد - أن ترتيب غرفتها وتنظيف المنزل بالكامل هواية محببة وملازمة لها فترة الامتحانات، متناسيةً ذلك الوقت الذي يهدر بلا استذكار، حتى يحين موعد النوم، ليبدأ القلق والسهر والندم على الوقت الضائع، قائلةً: الحقيقة أننا بحاجة ماسة لترتيب أوقاتنا أكثر من ترتيب غرفنا، فالجلسة العائلية لا تحلو إلا وقت الامتحانات، كذلك برامج التلفزيون والمسلسلات الجديدة لا تعرض إلا وقت الامتحانات.
أما الطالب "محمد" - في الجامعة المستنصرية - فله مواقف طريفة وقت الامتحانات، حيث يقول: أيام الامتحانات كل شيء له لذة غير عادية، فأنا أجد متعة في الحديث مع الأهل وزيارة الأقارب الذين أكثر من صلتهم في هذا الوقت بالتحديد، بل إنني حريص على مهاتفة الأصدقاء القدامى الذين نسيتهم سابقاً، فأنا أعتبر أن هذا الوقت فرصة مواتية للتأمل العميق والحديث مع النفس ومحاسبتها، مضيفاً أنه على الرغم من قلة مشاهدتي التلفاز، إلا أنني أصبحت من أكثر المتابعين للبرامج الثقافية والدينية، بل وحتى الرياضية، فبالأمس شاهدتُ إعادة لإحدى المباريات وتفاعلت معها وكأنها المرة الأولى التي أشاهدها.
وتقول "أشواق العلي"، في المرحلة الثانية في كلية العلوم ولديها موهبة في التصوير الفوتوغرافي: أكثر الصور إلهاماً وقت الامتحانات، هي صورة الكتاب الجامعي وبجانبه كوب الشاي ، حيث إنها من أكثر الصور انتشاراً في المنتديات، إلى جانب صور " فيسبوك "، مشيرةً إلى أن مثل هذه الصور قد تكون محفزة للاستذكار وإشاعة الجو الدراسي، معللةً ذلك بأن الدراسة لوحدها غير مجدية بدون الترويح عن النفس، وبالأخص إذا كان الطالب مهووساً بالتصوير.
وتوضح "هناء حبيب" - في المرحلة الجامعية - أن ساعات النهار تمضي وهي تقرأ رواية طويلة، لتتهيأ تماماً لاستذكار مادتها الدراسية، مضيفةً أن الضغوطات النفسية التي تتعرض لها أوقات الامتحانات، جعلت منها كاتبة أدبية تطمح بأن تنشر كتاباتها في القريب العاجل، ذاكرةً أنه لا يجب منع النفس عن الترويح في هذه الفترة، حتى لا تتحول ممارسة الهوايات إدماناً وقت الامتحانات، كما لا يجب اعتبار ذلك هروباً من المذاكرة.
ومن الملاحظ أن عدد مرتادي المواقع الالكترونية والمنتديات يزداد ضعفاً فترة الامتحانات، وإن كانت على أوقات متفاوتة، إلا أن " عزام محمد " -طالب جامعي - يعترف أن هواية تصفح "الانترنت" مشتركة لدى الكثيرين قائلاً: يتحجج الكثير من الطلاب أن أفضل السبل للدراسة هي عن طريق "الانترنت"، وذلك عبر البحث في الشروح والأمثلة المطروحة والأسئلة المتوقعة من قبل الأساتذة في بعض المواقع التعليمية المتخصصة، ناهيك عن المحادثات "الفيسبوكية " مع الأصدقاء لساعات طويلة بحجة الدراسة الجماعية، ولا شك أن ذلك يُعد هروباً من المذاكرة، ومتنفساً بالنسبة لديهم، بل واستنزاف ساعات طويلة من وقتهم الضيق، مقترحاً قطع اتصال الانترنت فترة الامتحانات، واستشعار أهمية هذه الفترة من خلال منع النفس عن كل ما هو محبب والالتزام بالمذاكرة الجادة.
وتوضح "منال التميمي" - طالبة جامعية - أن هناك هوايات كثيرة وجميلة، ولكن يبدو أن توقيتها سيئ جداً، مضيفةً: "عادةً ما أقضي يومي الطويل بالنوم، فأنا ألاحظ أن عدد ساعات النوم تزيد أيام الامتحانات، وأعزو ذلك للطرق التقليدية التي نستخدمها للمذاكرة، والتي لها الدور الأكبر لجلب النوم على ما أظن".
فيما يقول أساتذة علم النفس والاجتماع بهذا الخصوص أن ما يتعرض له الطلاب هذه الفترة، لا يُعد ضغوطاً إلا للطلاب أصحاب المستويات المتدنية، فالأمر برمته ما هو إلا تحصيل حاصل، كما أن هذه الحيل النفسية ليست هروباً بقدر ما هي إبراز للقدرات الذاتية التي يمتلكونها، والتي للأسف لم تستغل منذ بداية السنة الدراسية. هذه الفترة تعد جواً ملائماً للكشف عن المواهب، والتي ليست بالضرورة أن تكون مواهب في المذاكرة والتحصيل العلمي، إنما حسب مستوى الطالب وميوله، وعن إخماد مثل هذه المواهب بحجة أنها فترة امتحانات .