احتجاج بغدادي فـي بيت الشعر العراقي

Saturday 16th of March 2013 09:01:00 PM ,
العدد : 2751
الصفحة : عام ,

استعادةُ الحلاج في أمسيةِ "احتجاج بغداديّ" هي العنوانُ الذي أرادت الهيئةُ الادارية الجديدة لبيتِ الشعر العراقيّ أن تعلنَ عن نفسِها من خلاله، ولتكونَ هذه الفعاليّةُ باكورةَ موسمه الثقافيّ لعام 2013 الذي سيتضمنُ نشاطاتٍ وندوات لن تقتصرَ على العاصمةِ فق

استعادةُ الحلاج في أمسيةِ "احتجاج بغداديّ" هي العنوانُ الذي أرادت الهيئةُ الادارية الجديدة لبيتِ الشعر العراقيّ أن تعلنَ عن نفسِها من خلاله، ولتكونَ هذه الفعاليّةُ باكورةَ موسمه الثقافيّ لعام 2013 الذي سيتضمنُ نشاطاتٍ وندوات لن تقتصرَ على العاصمةِ فقط ، بل ستتعداها إلى أكثرَ من محافظةٍ عراقيّة.
وبعدَ شهرٍ من الإعدادِ والتحضيرِ لفقرات الأمسية، أُقيمت ببغداد وتحديداً في منتدى المسرح بشارعِ الرشيد، وسطَ حضورٍ كبيرٍ لجمهور من الأدباء والفنّانين وعددٍ من العائلات البغداديّة، اضافةً إلى ممثلي وسائل الإعلام من فضائيات وصحف ويوميّة، وضمّ "الاحتجاج البغدادي"عرضاً مسرحيّاً بأداء الفنّانين: فلاح ابراهيم ومازن محمد مصطفى، في حين أخرجه الفنّان صلاح منسي،  وبمشاركة الفنّان عامر توفيق الذي قدّمَ مقطوعاتٍ لقصائد صوفيّة بصوته، صاحبه فيها عازفُ العود مصطفى محمد زاير، مع قراءاتٍ للشعراء: نامق عبد ذيب، وميثم العتابي، وسهام جبار (قرأت بدلاً عنها الشاعرة هنادي جليل).
عرضُ "اعلان براءة" الذي كتبَ نصّه الشاعر زاهر موسى وأعدّته الهيئة الادارية للبيت، أُريدَ له أنْ يُعيدَ محاكمةَ الحلاج لينالَ البراءةَ في حوارية هي ابنة الراهن، حيثُ الأداء يقتنصُ مشاهداتٍ من عراق اليوم ويزجُّها في الحوار ما بين الحلاج والقاضي والمدعي العام والمحامي والساعي، كيف لا وكلُّ هؤلاء يتحدّثون مع الحلاج عن " صراعات الساسة وسحب الثقة من الحكومة" و" طريق محمد القاسم" ببغداد و"نقاط التفتيش وأسئلتها التقليدية للمارّة" وتراجيديا البلاد ما بين قصص الانتحاريّين حيث تحضرُ "كنسية سيّدة النجاة" كمثالٍ بما تعرّضت له قبل أعوام من ارهاب، اضافةً الى التذكيرِ باعتراضات أشّرتها النخبةُ العراقيّة منذ أشهر أزاء مقترحات قوانين تتعلق بالحريّات، عندما يرفضُ المدعي العام اعلانَ براءة الحلاج لما في ذلك من "إساءة وتأثير على إقرار قانون الاتصالات والمعلوماتية!"، مع تنويه عن أمكنةٍ هامشيةٍ صارت زيارتها بمنزلةِ الطقس الأسبوعي لمبدعي العراق، ليأتي ذكرُها كتوظيفٍ لبحث العراقيّ الانسان- المثقف عن الأمكنةِ البديلةِ للمقاهي العريقة المتلاشية، وهنا يطالبُ محامي صاحب عبارة "أنا الحقّ" بـ"السماح له بممارسةِ أسئلته على مساحة الحياة وشرب الشاي من دون ملاحقات في قيصرية كريم حنش بشارع المتنبي".
وبعدَ حوارٍ بين الشخصيات الأربع التي أداها فلاح ابراهيم والحلاج (مازن محمد مصطفى)، يعلنُ القاضي: "براءة الحسين بن منصور الحلاج من التهم المنسوبة إليه وبهذا يتمّ إطلاق سراح أفكاره من سجن التاريخ الرسمي، يُنفذ القرار من تاريخ قراءته".
أعقبَت ذلك القراءات الشعريّة، إذ رحبَ الشاعر حسام السراي بالحضور وبالمشاركين في الأمسية، مُعلناً عن انطلاقِ الموسم الثقافيّ الجديد لبيت الشعر، وهنا تناوبَ الشعراء الثلاثة على المنصة بعد أن جرى تقديمهم في فقرة الترحيب.
وكان بيت الشعر العراقيّ قد أوضحَ قبل بدء الفعاليّة للجمهور، مغزى استعادةِ هذه الشخصية الآن، في بيانٍ وزّعه عليهم عنونه بـ "لماذا الحلاج؟"، وأوردَ فيه: " إنّ الإتيانَ بقصّةِ هذا المتصوّفِ للتذكيرِ بأنّ التاريخ العربيّ الإسلاميّ شهدَ انبثاقَ عصرِ أنوارٍ لم يكنْ ليتحققَ إلا على أيدي شخصيات ورموز بمثلِ الجاحظِ وأبي حيان ومَن نستعيدُه اليوم.. ونسجّلُ هنا أنّ نكسةَ نهوضِ العقلِ العربيّ كانت ضمنَ إطارين بسبب الوسطين الاجتماعي والسياسي، مرّةً بالانتحارِ وثانيةً بالتقتيلِ والدفــن.