لماذا الصدود عن الرواد؟!

Sunday 7th of April 2013 09:01:00 PM ,
العدد : 2769
الصفحة : الأعمدة , د.كاظم الربيعي

للذكريات طعم ومذاق ونكهة ، وذكريات الحليين مع العشق والرياضة والفن وتلقائية عيش الايام الخوالي لا تمحى ولا تبلى مع الزمن.

في العام الماضي وجدت نفسي في ملاذ فتوتي وصباي وشبابي..  ملعب الادارة المحلية، يوم اقامة المهرجان الرياضي السنوي  لتربية بابل دونما دعوة من أحد فلا احد من القائمين على نشاطهم الرياضي يهمه دعوة احد، لكنني قررت الحضور ايماناً بحقي كرائد من رواد العاب الساحة والميدان وداعم للرياضة ان اكون حاضراً مشجعاً، مسانداً وداعماً للفائزين الاوائل بجوائز مالية ولمختلف المراحل الدراسية، يومها أوحيت للبعض من القائمين على المهرجان بضرورة اعطاء هذه المناسبة حقها الكافي وتعميق دورها الوافي في لمّ شمل الرياضيين الرواد والجمهور والابطال وغيرهم.

سطـَّرت بعدها مقالاً افتتاحياً أثنيت من خلاله على جهود المديرية العامة لتربية بابل لإخراج الكرنفال برغم بساطته وفقر ادارته إلا انه كتحصيل حاصل كفيل برسم البسمة على الوجوه التي اضناها الحزن والهمّ والغمّ والحرمان والقحط والجدب، وتمنيت ان تكون قناعة راسخة لمغادرة بؤس المنهجية الجاثمة إعداداً وتخطيطاً وتنفيذاً.

دارت الايام ومضى عام لكن ظني قد خاب، وإبتأست نفسي جرّاء الاصرار على نمطية التفكير والاداء، فلا اعلانات في وسائل الاعلام قد صدرت، ولا لافتات، ولا دعوات قُدِّمت للمدراء والرواد والوجهاء، مثلما كان معمولاً به في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي عندما كان المحافظ (المتصرّف) حريصاً على حضور المناسبة المهمة ومعه كل مدراء الدوائر بما فيهم قادة الاجهزة الامنية والوجهاء والرواد وعشرات الألوف من المشجعين نساءً ورجالا.

غريبة هذه الرتابة .. عجيب ذلك التوجس وتلك الريبة وهذا الشك من اشراك الجميع في صنع كرنفالات البهجة الرياضية والفنية والإجتماعية!

يُحيّرني هذا الرعب والصدود عن اشراك الخبراء والمتخصصين ليس في المجال الرياضي لوحده وانما هو ديدن المؤسسات الحكومية قاطبةً، لا ادري ان كنتم تعلمون أو لا تعلمون، ان مهرجانكم الرياضي السنوي (العاب الساحة والميدان) اسمه عروس الألعاب لكنكم ومن حيث تشعرون او لا تشعرون فقد (لفلفتم) عرس رياضتنا وجرجرتموه وحسبتموه اسقاط فرض ليس إلاّ، وشرّ لا بد منه فجاء عرساً حزيناً، ( بلا نيشان خطوبة... بلا خبر... لا جفيّة... لا حامض حلو).. فرفقاً بالقوارير.