رغم دوره في نجاح العمل.. فن المكياج في الدراما العراقية مهمل ومحترفوه مهمشون

رغم دوره في نجاح العمل.. فن المكياج في الدراما العراقية مهمل ومحترفوه مهمشون

بغداد/أفراح شوقي تعد مهنة المايكير والخدع السينمائية في الأعمال الدرامية المحلية، من أهم أركان نجاح العمل اذا ما أتقنت صناعتها. ويصفها احد كبار المختصين فيها: انها توازي نصف أركان العمل. لكنها في العراق لا تزال تسير بخطوات بطيئة ولا تواكب التطورات الحاصلة في دول العالم، إضافة الى ان الأقسام الاكاديمية لدينا تدرس طلبتها المنهج النظري فقط،

وهو يبتعد عن الواقع بكثير، كما ان خبراء هذا الفن مهمشون ويعدون على أصابع اليد الواحدة. (أخيرة المدى) التقت بواحد ممن بقوا من مختصي فن المكياج والذي لم يكن راضياً بسبب إهمال دائرة السينما والمسرح للخدمات التي قدمها طيلة مسيرته المهنية، والتي تجاوزت(37) عاماً. يقول علي كريم: مارست مهنة المايكير والخدع السينمائية منذ عام 1979 ودخلت دورات كثيرة مع الخبير الألماني مستر كلاوس الذي افتتح دورة في بغداد، وكذلك مع المايكير فوزي الجنابي، بدأت في الإذاعة والتلفزيون ثم انتقلت الى دائرة السينما والمسرح. والمعنى الاساسي لمفردة المكياج او المايكير هو فن تقبيح الوجوه الجميلة وتجميل الوجوه القبيحة ووضع الندوب والجروح وخلق الخدع السينمائية وغيرها. وما ابرز الأعمال التي انجزتها؟ أجاب: عملت في الكثير من الأعمال العراقية والعربية وأبرزها فيلم القادسية والملك غازي مع المرحوم المبدع طه الهلالي، وكذلك الزمن والغبار ويوم السمتيات وخطوط ساخنة ومسرحية واقعة الطف. وما هي أصعب الأعمال من ناحية المكياج؟ فأجاب: الأعمال التاريخية عموماً صعبة، لكنها سهلة عندي بسبب الخبرة المتراكمة، وغالبا ما ابتكر خامات سهلة ومتوفرة لعمل الخدع السينمائية، قد لا تخطر على البال! وما هي ابرز مشاكل عملك؟ أجاب: انها كثيرة اولها انه لا يوجد من يهتم بعملنا فهل تصدقين إننا لا نملك غرفة خاصة لممارسة عملنا وأدواتنا مبعثرة في مخزن صغير مكشوف! كما ان أدوات المكياج من (صلعات ولحايا ودماء) وغيرها اصنعها بنفسي في حين ان هناك مواد جديدة وجاهزة تستخدم في الكثير من الدول العربية والعالمية لتسهيل العمل وجودته، لكن حصة الإذاعة والتلفزيون من تطورات تقنيات فن المايكير صفر.وأضاف:المختصون لدينا لا يتعدون عدد أصابع اليد الواحدة، وهم كل من لطفية عبد المطلب وانا والمبدعة ذكرى عبد الصاحب التي تواصل دراستها حاليا عن فن المكياج في أكاديمية الفنون الجميلة. وكانت الفنانة ذكرى موجودة معنا وسألناها عن مصاعب عملها فقالت: إضافة الى عدم توفر المواد الأولية اللازمة للعمل، فهناك الكثيرون يرفضون ان نعمل لهم المكياج وخصوصاً الرجال كونهم لم يتعودوا على مثل ذلك سابقاً، وحينها نعمد الى إقناعهم بأن أضواء كاميرات التصوير توثر على الوجوه وتظهرها داكنة احياناً لذلك نعمد الى وضع المكياج. وأتذكر اني عملت المكياج للكثير من الأسماء البارزة في العراق منهم الحاكم المدني للعراق بول بريمر وهو يستعد لإلقاء خطابه في اخر يوم له في العراق، وكذلك السفير الامريكي زلماي خليل زاد، والكثير من فنانينا المعروفين منهم سامي قفطان في حكايات المدن الثلاث وبديع الزمان وعملت في دورات مهرجان بابل الأثرية،وعن البدايات تقول ذكرى: لم اخطط لدخول هذا المجال، فقد كنت بطلة العراق بالقفز الحر بالمظلات وبعد الغاء النادي اتجهت لوظيفة إدارية في دائرة السينما والمسرح، في قسم المكياج واستهوتني أدوات العمل والمكياج فدرست هذا الفن في دورات قدمها الفنان طه الهلالي، وها انذا ادرسه من جديد أكاديمياً لأطور قابليتي.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top