التلغراف: لا خيار أمام الائتلاف الدولي ضد داعش سوى الضربات الجوية

التلغراف: لا خيار أمام الائتلاف الدولي ضد داعش سوى الضربات الجوية

قال قائد سابق عمل في أفغانستان إن المملكة المتحدة لا تملك اليوم، بعد قطع رأس المواطن البريطاني ديفيد هينز، خيارا آخر غير استخدام القوة الجوية.

 

وبعد أن حققت داعش مكاسب في سوريا والعراق مباشرةً، كان هناك تردد في إرسال قوات برية الى هناك ما جعل التركيز ينصب في ستراتيجية ذات ثلاثة مجالات يمكن إيجازها بالإحتواء والتأخير والإضعاف .
الشق الأول الإحتواء: ويرى ان الضربات الجوية يمكن ان تلعب دورا مركزيا في إيقاف تقدم داعش في العراق جنبا الى جنب مع تسخير وتنظيم قوات البيشمركة الكردية والقوات العراقية الراغبة في القتال دفاعا عن بلدها، مع ذلك ولغرض الإستمرار بستراتيجية "الإحتواء" هذه، ينبغي القيام بضربات جوية لمنع داعش من إستخدام الأراضي السورية ملاذاً لها.
هذا لا يمكن ان يشمل التوصل الى تسوية مع نظام الأسد، فبالإضافة الى كونها خطأ أخلاقياً، فإن هذه الخطوة من الممكن ان تجعل تحشيد تحالف من البلدان العربية السُّنية الراغبة في المنطقة أمراً مستحيلاً.
الشق الثاني من الستراتيجية الناشئة هو التأخير: في عام 2005 إنتفض سُنـَّة العراق لمنع تجاوزات القاعدة في مناطقهم، لكنهم وجدوا أنفسهم مهمشين من قبل حكومة نوري المالكي، لن يرتكب السنّة الخطأ نفسه مرة أخرى، لذا فان إقناعهم سيستغرق وقتاً ويتطلب إشراكهم في سياسة البلد والإلتزام بذلك على المدى البعيد. ومن أجل هذا علينا ليس فقط إحتواء تقدّم داعش وانما ايضا تأخيرها لفترة أطول تكفي لنشهد رؤية سياسية توافقية شاملة تعود للعمل مرة أخرى في العراق.
النجاح في الإحتواء والتأخير سيسمح بعمل الشق الثالث وهو الإضعاف: هذا العمل يتطلب منا تنظيم وتجهيز وتدريب وتقديم المشورة للقوات المحلية، لكن ذلك سيحتاج الى وسيلة متماسكة لمحاربة الحملة الدعائية لداعش.
يجب علينا ان نتخلص من الأفكار المتهالكة التي عفا عليها الزمن والمتعلقة بكيفية القيام بذلك، لقد شهدت وزارة الدفاع الأميركية قوة النهج الموسوم "الإستفادة من تحليل الجمهور" وهي اليوم بحاجة الى تطبيقه بشكل حقيقي. يجب عليها ان تدعم الجهود التي نبذلها خاصة تلك الرامية الى إقناع المجاميع السُنيـَّة بقتال داعش في المناطق التي تسيطر عليها.
ويشكو النقاد من إفتقارنا الى ستراتيجية متماسكة، لكن هذا سيفوّت علينا كيفية القيام بالأمور في بيئات معقدة للغاية، لا أحد يستطيع التكهن بفاعلية ستراتيجية طارئة على المدى البعيد. فوق كل شيء، يجب ان تكون الستراتيجية واقعية. حاليا، إحتواء وتأخير وإضعاف، وفيما بعد إضعاف وتدمير وإعادة بنــاء .
على صعيد ذي صلة، مع اطلاقها طلعاتها الاستكشافية الاولى فوق العراق دخلت فرنسا امس الاثنين فعليا العمليات ضمن الائتلاف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي ترى فيها باريس تهديداً لأمنها الخاص.
وأقلعت مقاتلتان فرنسيتان من طراز رافال قبل ظهر الاثنين من قاعدة الظفرة التي تنشر فيها فرنسا جنوداً وطائرات حربية منذ عام 2009 والواقعة على بعد 30 كيلومترا جنوبي غرب العاصمة الاماراتية ابوظبي.
واعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان بنفسه بدء عمليات الاستطلاع في العراق، وأكد لودريان في قاعدة الظفرة امام نحو مئتي عسكري فرنسي بينهم طيارون، "اعتباراً من صباح اليوم، سنقوم باولى الطلعات الاستكشافية بموافقة السلطات العراقية والسلطات الاماراتية".
وذكر الوزير ان زيارته الى الامارات "تأتي في ظل ظروف بالغة الخطورة".
واشار الى زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى العراق الجمعة التي أعلن خلالها استعداد فرنسا للمساهمة سياسيا وعسكريا في التوصل الى حل للأزمة بطلب من حكومة بغداد.
وقال الوزير للعسكريين الفرنسيين المتمركزين في قاعدة الظفرة "كونوا متأهبين للتدخل" مع العلم أن مصدراً عسكرياً فرنسياً أكد لوكالة فرانس برس ان مهمة جوية فرنسية سبق ان انطلقت من قاعدة الظفرة في 31 آب/اغسطس لإنزال ثلاثة أطنان من المساعدات الانسانية التي قدمتها فرنسا إلى شمال بغداد.
وشدد لودريان في كلمته على "ان فرنسا تقف مستعدة في هذه اللحظات المصيرية بالنسبة للأمن، لأن (داعش)، هذه الدولة الاسلامية المزعومة، يهدد ايضا أمن فرنسا".
واضاف في كلمته للعسكريين "من المؤكد انكم ستلعبون دوراً محورياً" مشيراً الى ان "القدرات العسكرية المشتركة التي بحوزتنا تؤمن لفرنسا قدرة عسكرية فريدة لمواجهة التحديات الأمنية في منطقة" الخليج التي يعد أمنها "من الأولويات الستراتيجية بالنسبة لفرنسا" بحسب لودريان.
وألقى لودريان كلمته بحضور رئيس اركان حرب القوات المسلحة الاماراتية الفريق حمد الرميثي، ووصف الوزير الفرنسي الامارات بأنها "حليف صلب ووفي" لبلاده.
وقال أحد الطيارين الفرنسيين لوكالة فرانس برس إن طائرات رافال مجهزة بانظمة مراقبة واستطلاع متطورة تسمح بالقيام بعمليات رصد واستطلاع قبل تنفيذ الضربات الجوية.
وتنشر فرنسا قرابة 750 عسكريا في الامارات العربية المتحدة حيث تحظى بقاعدة بحرية وجوية، وهبطت طائرة الفالكون التي أقلـَّت الوزير الفرنسي فجر الاثنين في مدرج هذه القاعدة الجوية في الظفرة التي تنشر فيها فرنسا 6 مقاتلات من طراز رافال وطائرة تموين من طراز بوينغ سي-135 وطائرة استطلاع تابعة للبحرية الفرنسية من طراز اتلانتيك، كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
ولم تنحصر المباحثات بالوضع في العراق، بل تشمل ايضا الوضع في ليبيا بحسب المصادر نفسها. ويغادر الوزير الفرنسي الامارات عصراً متوجهاً الى مصر، وتتزامن زيارة لودريان الى المنطقة مع بدء المؤتمر الدولي حول الأمن في العراق الذي تضيـّفه باريس.
ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بداية المؤتمر شركاءه الغربيين والعرب الى الالتزام "بوضوح وصدق وقوة الى جانب السلطات العراقية" معتبراً أن "لا وقت نهدره" أمام تهديد تنظيم الدولة الاسلامية، كما دعا إلى دعم المعارضة السورية المعتدلة "بكل السُبل".
وزاد الإعلان عن ذبح بريطاني على يــد تنظيم الدولة الاسلامية من عزم المجتمع الدولي على مواجهة المتطرفين الذين يسيطرون على مساحات واسعة من العراق وسوريا.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top