فرنسا تستجيب لطلب عراقي وتقصف  مستودعا لوجستيا  لداعش شمالي البلاد

فرنسا تستجيب لطلب عراقي وتقصف مستودعا لوجستيا لداعش شمالي البلاد

بعد يوم واحد فقط من تصويت الكونغرس الأميركي على خطة اوباما لمواجهة تنظيم داعش في العراق وسوريا، شنت طائرات فرنسية اولى ضرباتها شمالي البلاد في خطوة اعتبرت بداية لانطلاق الحلف "الأربعيني" الذي تواصل واشنطن تحشيده منذ اسابيع. يأتي هذا في وقت أعلنت الأنبار ان الحكومة وافقت على تشكيل "حرس وطني" للمحافظة، تزامنا مع بدء عملية واسعة لتطهير الرمادي، رافقتها اجراءات مشددة لحماية السكان تضمنت قيودا على حركتهم.

 

وشنت طائرات حربية فرنسية امس الجمعة غارات على مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق لتصبح فرنسا اول بلد ينضم الى حملة الضربات الجوية الاميركية ضد الجهاديين المسيطرين على مناطق شاسعة في العراق وسوريا.
وغداة إعلان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند التزام بلاده في حملة الضربات الجوية في العراق، شنت طائرات رافال في الساعة 9,40 (7,40 تغ) صباح امس الجمعة "ضربة اولى على مستودع لوجستي لإرهابيي تنظيم داعش (احدى تسميات تنظيم الدولة الاسلامية) في شمال شرق العراق"، بحسب ما اعلنت الرئاسة الفرنسية.
وأضاف قصر الإليزيه في بيان "تمت إصابة الهدف وتدميره بشكل كامل"، بعدما كانت طائرات رافال قامت بطلعات استكشافية فوق العراق في الأيام الاخيرة انطلاقا من قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات العربية المتحدة.
غير ان هولاند حذر في مداخلته بان بلاده لن ترسل قوات على الأرض ولن تقوم بعمليات سوى في العراٌق، مميزا بذلك موقفه عن الستراتيجية الأميركية التي تنص على شن غارات على معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا ايضا.
وكانت فرنسا قد باشرت أصلا بتسيير طلعات استطلاع فوق العراق مع تجهيزها لقوات البيشمركة بالأسلحة .
وكان الرئيس أولاند قد صرح، اول من امس الخميس، بانه وافق على الطلب العراقي بتوجيه اسناد جوي فرنسي، مضيفا بان هذا الجهد سينصب فقط لاستهداف مقرات (داعش) في العراق وليس في سوريا، واصر ايضا بانه لن يرسل قوات برية مقاتلة .
وفي اطار الاستعدادات "السنيَّة" لمواجهة تنظيم داعش، أعلن رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت عن موافقة رئيس الوزراء حيدر العبادي على تشكيل "قوات الحرس الوطني" في الأنبار لمكافحة الإرهاب وتنظيم (داعش)، فيما أكد موافقة العبادي على تعويض المتضررين من أهالي الأنبار.
وقال صباح كرحوت في حديث الى (المدى برس)، إن "وفداً من حكومة الانبار عقد اجتماعاً مع رئيس الوزراء حيدر العبادي وحصلت الموافقة الرسمية بتشكيل قوات الحرس الوطني في الأنبار لمكافحة الإرهاب وتنظيم (داعش) وتطهير مدن الأنبار من عناصرهم المجرمة".
وأضاف كرحوت ان "العبادي وافق أيضاً على تعويض المتضررين من أهالي الأنبار والعمل على دعم القوات الأمنية من الجيش والشرطة في مكافحة تنظيم (داعش) مع توفير الخدمات التي يحتاجها المواطنون".
وفي سياق متصل، أعلنت قيادة شرطة الانبار، امس بدء عملية عسكرية واسعة لتطهير منطقة الخمسة كيلو غربي الرمادي، وفيما طالبت الأهالي بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج الى الشوارع والأسواق لحين انتهاء معارك التطهير، أكدت ان نتائج العملية ستعلن خلال الساعات القليلة القادمة.
وقال اللواء الركن احمد صداك الدليمي، قائد شرطة الأنبار في حديث الى (المدى برس)، ان "قوات الجيش والشرطة وبدعم من مقاتلي العشائر وغطاء جوي من المروحيات القتالية بدأت بتنفيذ عملية عسكرية قبل دقائق، لتطهير منطقة الخمسة كيلو غربي الرمادي من عناصر تنظيم داعش". وأشار الدليمي ان "القوات الأمنية طالبت وعبر مكبرات الصوت الأهالي بعدم الخروج من منازلهم لحين انتهاء معارك التطهير ضد عصابات داعش لضمان سلامة المدنيين". واكد الدليمي ان "نتائج العملية العسكرية لتطهير منطقة الخمسة كيلو ستعلن خلال الساعات القليلة القادمة عبر وسائل الإعلام".
وتتواصل بلورة ملامح الائتلاف من أربعين بلدا الذي اطلق الرئيس الأميركي باراك أوباما عملية تشكيله، مع انعقاد اجتماع وزاري لمجلس الأمن الدولي .
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي سيترأس الاجتماع ان المطلوب "المزيد من الدقة" في تحديد مسؤوليات كل طرف.
واعرب اوباما منذ مساء الخميس عن ارتياحه للالتزام الفرنسي معلنا ان بلاده تعمل على إقامة "ائتلاف دولي واسع لإضعاف الدولة الإسلامية وفي نهاية المطاف تدميره". وهذا التنظيم المتطرف الذي تتهمه الأمم المتحدة بارتكاب جرائم بحق الانسانية ينشر الرعب في المناطق التي سيطر عليها في الأشهر الأخيرة مغتنما انعدام الاستقرار في العراق والنزاع الجاري في سوريا المجاورة، بارتكابه فظاعات من عمليات إعدام واغتصاب وخطف وصلب واضطهاد.
وبعد الحصول على موافقة مجلس النواب، حصل اوباما الخميس على موافقة مجلس الشيوخ على خطته لتخصيص مبلغ 500 مليون دولار خلال عام لتجهيز المعارضة السورية المعتدلة وتدريبها.
وفي سياق الستراتيجية التي اعلنها اوباما للتصدي لمسلحي داعش والتي تنص بصورة خاصة على تكثيف الغارات في العراق، استهدفت الطائرات الحربية الأميركية للمرة الاولى معسكر تدريب للدولة الاسلامية في جنوب شرق الموصل (شمال) وقال ضابط أميركي انه كان هناك أربعون مسلحا في الموقع المستهدف.
وسمحت الغارات الأميركية التي بدأت في 8 اب/اغسطس للقوات العراقية والكردية باستعادة السيطرة على بعض المناطق في شمال بغداد من مقاتلي الدولة الاسلامية.
في هذه الأثناء، أكدت استراليا أن قواتها المرسلة للقيام بدور استشاري في العراق ستكون "مخولة بالرد إذا ما تعرضت لإطلاق نار"، فيما توقعت أن تشارك قوتها الجوية في عمليات حربية ضد تنظيم (داعش).
وقال رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت، في تصريحات نقلتها صحيفة الغارديان، إن "القوات الاسترالية المرسلة للقيام بدور استشاري في العراق، ستكون مسلحة ومخولة بالرد إذا ما تعرضت لإطلاق نار، برغم نيتنا بعدم اقحامها بنشاطات قتالية على الأرض"، مبيناً أن "قرابة 200 عنصر من قوات الرد السريع ستقوم بمهام استشارية للقوات الأمنية العراقية فضلاً عن قوات البيشمركة الكردية".
وتأتي تصريحات ابوت، بعد يوم واحد من كشف كبير القادة العسكريين الأميركيين، عن احتمال مشاركة القوات الأميركية مع نظيرتها العراقية في القتال ضد (داعش). وتركزت المعارك في الايام الاخيرة على مسافة 50 كلم جنوب بغداد حيث تدور اشتباكات بين قوات النخبة العراقية المدعومة بالغارات الأميركية والدولة الاسلامية في منطقة الفاضلية الواقعة في جرف الصخر.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top