(الشعب) والمنشآت المعطّلة

محمد حمدي 2015/03/16 09:01:00 م

(الشعب) والمنشآت المعطّلة

توجّه إلينا حشد من الجمهور الرياضي خلال تواجدنا ومجموعة من الصحفيين والاعلاميين في ملعب الشعب الدولي لتغطية احدى مباريات دوري النخبة وجميعهم يحمل في رأسه اسئلة معطلة وينتظر منا اجابات شافية ، وقد كانت طلباتهم تخص ملعب الشعب الدولي وسوء الأرضية والخدمات في هذا المرفق الرياضي الذي اعيد تأهيله عشرات المرات من دون فائدة تذكر وكأنه وصل سن اليأس أو أحيل إلى التقاعد من تلقاء نفسه والعامل المشترك لدى جميع الإعلاميين أن ليس لديهم ما ينقلونه للجمهور من ردود ، وصار من العبث الحديث عن الأرضية والإصلاح والاحالة على الاستثمار حيث لا تبدو كل هذه الاجابات شافية وإن كانت الإجابة تتمحور حول الاستخدام المتواصل والأجواء فإن الرد يكون حاضراً، ترى لماذا تزهو ملاعب الخليج وتزدان باللون العشبي الأخضر مع أن الاجواء لديهم اكثر قساوة من الأجواء في بغداد ومن الجانب الآخر تردنا الاسئلة الاخرى من الرأي العام عن الملاعب الكبيرة التي شهدت ذروة تأججها بعد عام 2009 واعلنت وزارة الشباب عن المباشرة بملاعب تتسع لـ 30 ألف متفرج بجميع المحافظات يضاف لها ملاعب كبرى بحدود 60 ألفا في بغداد والبصرة فضلاً عن ملاعب 5 آلاف و10 آلاف متفرج غير ان هذه الملاعب بالمجمل وصلت الى حدود الهيكل الكونكريتي وتوقفت منذ عام أو عامين بين مشاكل مالية ونكول من الشركات او قصور في التمويل المالي على خلفيات اخرى تخص الوضع الاقتصادي والروتين وصعوبة جلب المعدات أو لدخول احياء الصفيح ( الحواسم ) الى قلب هذه المشاريع ومن ثم توقفها من دون ان تكون هناك اية حلول مرضية.
وقراءة للاحداث وما يعلن من الشركات والوزارة معا يبدو ان الحال سيطول مع الملاعب الجديدة ويبقى ملعب الشعب يتحمل ثقل المباريات وهو في حالة يرثى لها، ازاء هذه الصورة أعلن وزير الشباب والرياضة أكثر من مرة عن خطط طموحة للاستثمار في المنشآت الرياضية وفق قانون الاستثمار العام وتحويل الإدارة الى القطاع الخاص أو المشاركة مع القطاع العام والسماح للشركات الراعية بالعمل وفق نظرة متطورة كما يحصل في العالم من حولنا ويقينا إن كلام الوزير المعبّر جميل في مظهره ولكن تنتظره اجراءات استباقية كبيرة في التخلص من الإجراءات الروتينية المعقدة وتجاوز مفاصل كثيرة من العمل لن تتيح للمستثمر ان يبادر باستثمار أمواله وجهده مع عتمة الروتين والتعقيدات يضاف الى ذلك كله التجربة الأولى الناجحة التي ستتبعها تجارب اخرى فيما لو حصلت فعلاً وكتب لها النجاح لتكون دليلاً في العمل المستقبلي ولو ركزت الوزارة جهودها واستنفرت كل ما تستطيع جمعه من جهود وامكانات من اجل انجاز احد الملاعب أو المنشآت الكبيرة واكمالها ومن ثم تهيئة الأرضية الخصبة للاستثمار بحالة نموذجية في هذا الملعب سنكون قد اختصرنا المسافات وحصلنا على تجربة كبيرة تمهد الطريق لتجارب اخرى ومنافذ جديدة لإكمال العمل بالمنشآت المتوقفة أو المتلكئة بجميع المحافظات وسنجد هناك عشرات الشركات الراعية التي ستأخذ على عاتقها اكمال او تعويض النقص لأسباب التلكؤ اياً كان مصدره ولا يجب أن نشتت جهودنا هنا وهناك بجميع الملاعب والمنشآت المتنوعة التي لن نقوى على اتمامها في ظل ظرف صعب جداً من جراء تدهور اسعار النفط موردنا الاقتصادي الاوحد وحالة الحرب المستعرة ضد الارهاب التي تستنزف المورد الاكبر ، أعتقد ان تجارب العالم من حولنا في ميدان الاستثمار تقدم لنا افضل الحلول والعبرة بمن يبادر للاستفادة منها.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top