استعرضت برامج رياضية عالمية ومواقع الكترونية لصحف رياضية حول العالم تفاقم حالات شغب الجمهور وأثرها على استمرار الدوري المحلي في العراق بالرغم من التوصيات الحكومية لمختلف المؤسسات الرياضية بتبني حملة واضحة الملامح لأجل رفع الحظرعن الملاعب العراقية وتعزيز روح المشاركة بين أعضاء الأسرة الرياضية العراقية لأجل التعجيل بتحقيق هذا الحلم بعد حرمان العراق من حقّه تضييف البطولات الإقليمية والقارية وحتى الودية .
ولكن ، مع كل محاولة جادة لنقل صورة ايجابية يحدث العكس تماماً ونشهد تأجيج النار أسفل الرماد مراراً لأن مظاهر العنف المستشرية في الملاعب وكثرة تناقلها إعلامياً في الوسط الإعلامي يضع الملف برُمّته وسط ضبابية كثيفة وشكوك مؤكدة من أن تُثمر أية محاولة الى نهاية إيجابية يطمح إليها جمهورنا الرياضي التي تتعلق على شماعته أسباب العنف ومن ثم تأجيل البتّ بالملف أصلاً مع أن هناك الكثير من الملفات الأخرى الأكثر تأثيراً على سجل العراق في السعي نحو رفع الحظر من قلة المنشآت الرياضية وغياب الدعم اللوجستي الذي يفترض توافره في البلدان التي تعد نفسها لهذه الاستضافات.
ولو عدنا الى أصل الموضوع شغب الملاعب حيث لا نختلف على أهميته وتأثيره فإن العلاجات المؤجلة فاقمت من الوضع وصولاً الى الدرك الأسفل الذي ظهر جلياً خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة ولمختلف المحافظات المضيفة لمباريات الدوري في بغداد وإقليم كردستان والبصرة والنجف والسماوة وكربلاء، بل أن انواع العنف تنوّعت وتشعّبت الى داخل الملعب وخارجه بصورة تخدش الروح الرياضية ولا تمت اليها بصلة. والأغرب أن المعنيين بالشأن من وزارة الشباب واتحاد كرة وحماية الملاعب لا يبالون بعلاج لُبّ المشكلة ويبحثون دوماً عن تبريرات تُخلي مسؤوليتهم من التورّط في مكافحة إرهاب الملاعب الحقيقي وليس من بذرة حقيقة تنمو في العلاج، بل العكس هو الصحيح مجرد مؤتمرات وتوصيات وتعليقات ومناشدات لهذا الطرف باتجاه الآخر حتى لتستوضح من جميع ما يُطرح ان شغب الملاعب والعنف باتا حالة اعتيادية متوقعة في كل مباراة حتى تلك التي تخص الدرجة الأولى كما حدث في الديوانية، ولو تتبعنا بدقة أعمال الشغب وحالات العنف سنرى ان بلداناً كثيرة قد سبقتنا في التعامل مع هذه المشكلة الأمنية ولوجدنا تجارب ناجحة كثيرة تمكنت بامتياز من سحق العنف والقضاء عليه في العلاج العلمي المبني على دراسات وتوصيات اجتماعية وأمنية من ارض الواقع وليس من داخل القاعات واستخدام التكنولوجيا المتقدمة في الرصد كما فعلت ذلك بريطانيا وهولندا والأرجنتين على سبيل المثال وكانت الخطوات الأولى تنصب باتجاه توزيع كاميرات مراقبة دقيقة نحو الجمهور وتشخيص الوجوه المثيرة للشغب وفضحها عبر وسائل الدعاية والإعلان والإعلام أيضاً وعمل ملفات خاصة بها تمنعها من دخول الملاعب وتظهرها باسم (عناصر غير مرغوب فيها داخل الوسط الرياضي) إضافة الى التثقيف باتجاه اللاعنف بجميع الوسائل وقد كانت نتائج العمل مذهلة حيث تحولت الملاعب الى أماكن آمنة للترفيه والاستمتاع بالعروض الرياضية الكروية وبات مثيرو الشغب منبوذين تطاردهم العدالة أينما حلوا، وهذه التجارب وغيرها لابد أن تكون مفيدة لنا ونحن في ذروة المأساة التي تعكّر صفو الأجواء لدينا والعِبرة بمن يستمع القول ويعمل بالمفيد منه.
اترك تعليقك