TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قليلاً من الثقافة والأخلاق!

قليلاً من الثقافة والأخلاق!

نشر في: 12 إبريل, 2016: 09:01 م

حلقة استثنائية بامتياز من برنامج (بدون خطوط) لقناة الرياضية العراقية جمعت خبرة العمل الإداري المقترن بالممارسة والحِنكة التي يحملها الدكتور باسل عبدالمهدي وبين ربان سفينة اللجنة الأولمبية الكابتن رعد حمودي.
الحوار طرح الكثير من الجوانب المخفية بعضها مُعلن عن أسباب تراجع الرياضة ونتائجها على الساحة العربية والقارية منذ عام 2003 حتى الآن برغم الأموال الطائلة التي خُصصت لهذا القطاع من دون ان نخرج بمشروع مستقبلي يؤمّن النهوض ويرسم  ملامح طريق الوصول الى صدارة الدول في الإنجاز والإبداع واعتلاء منصات التفوق.
الذكاء في انتقاء الضيوف فرض على المشاهد إجراء مقارنة حسية مشهودة بالدليل والمنطق بين ما يجول من أفكار نسجت عن خبرة السنين وتكتنز في عقول أصحابها وهي خارج ساحة التأثير الفعلي وبين أدوات ووسائل من يمتلك سلطة القيادة الحالية التي من المفترض ان تكون رؤيته أكثر وضوحاً وغزارة في تقديم الحلول وتطبيقها وليس الركون الى الأسباب فقط التي أصبحت معروفة لدى القاصي والداني لنصل بالأخير الى قناعة أننا أمام عرض روتيني وتحليل لناقد هو خارج أسوار اللجنة الاولمبية وليس المسؤول الاول عنها.
الصورة توقفت عند حقيقة مرّة تتلخص في اختزال مصير الرياضة العراقية ومسؤولية تطويرها عبر التعكّز على شكل وطريقة وصول الشخوص لإدارتها من خلال الانتخابات لتشكل قيوداً قانونية تحمي أعضاءها من أية مساءلة نتيجة الإخفاق وتفرض على الآخرين القبول بالواقع حتى وإن كان مؤلماً من دون ان نشعر ان هناك أفقاً واسعاً في تفسير الديمقراطية الحقيقية لمن يؤمن بها في قدرته على الاستقالة وترك المجال للكفاءات عند وصوله لنقطة الفشل احتراماً لناخبيه.
الدكتور باسل وبدبلوماسية عالية لفت انتباهنا الى مسألتين غير مطروحتين حول الحل الأمثل لإنعاش الرياضة عندما أكد على أننا نحتاج الى (قليل من الثقافة وقليل من الأخلاق) التي تراجعت بشكل كبير بعد الاحتلال. ثم التوجه نحو إحياء الرياضة المدرسية بدعم دستوري وحكومي وبالتالي تتحقق من خلالها جوانب ايجابية عدة  منها صحية وتربوية وحتى أمنية، بينما ذهب قبله حمودي الى طرح مسألة توفير ملاكات إدارية وفنية على مستوى عالٍ كشرط لمعالجة المشكلة ورمى المسؤولية في أحضان الاتحادات ليرسم الحيرة على المتابعين في كيفية عمل الاولمبية طوال السنوات الماضية من دون ان تمتلك تلك الملاكات او تسعى الى خلقها سواء عبر دورات تطويرية بصورة مركزية او بتوجيه الاتحادات برغم ان رئيسها يعتقد انها تمثل حلا سحريا يسهم في إنهاء معضلة تراجع مستوى الرياضة! وهل سنحتاج الى دورات انتخابية أخرى لحل لتلك المشكلة؟
لقد تهاوت أمام أنظارنا أمنيات طال انتظارها في دفع عجلة الرياضة العراقية نحو مراتب أكثر تشريفا  لها حينما نجد ان الإدارة المسؤولة تسير بذات النهج الروتيني في هروب الأسباب الحقيقية منها لمواطن الفشل واقتصار دورها في عرض ما هو شائع ومتداول في الوسط الرياضي ثم تظهر عاجزة عن معالجتها برغم انها من أولويات عملها .
باختصار..لابــد من الاعتراف بأن الفكر الإداري الرياضي بحاجة الى  جُرأة للخروج من أزمة الاعتداد بالنفس المبالغ به والإصرار على الاجتهاد من دون استشارة علمية او فنية من جهات مختصة خشية فقدانها لرصيد الثقة بها والاتجاه نحو فلسفة جديدة في عملية نجاح خطوات التطوير عبر احتواء الكفاءات والخبرات الثمينة في داخل البلد وخارجه تحت مسمى لجنة الخبراء لمساعدتها على وضع أُسس جديدة للعمل وتطبيقها على ارض الواقع  بروح الفريق والهدف الواحد ولتجنب مستقبلا مطبـّات المفاضلة بين مَن هو داخل الأولمبية ومَن هو خارجها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram