TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سهرة بغياب الوفاء

سهرة بغياب الوفاء

نشر في: 6 يونيو, 2017: 09:01 م

بيت الرياضة .. برنامج حواري استذكاري متعدّد المحاور يقدمهُ الزميل حسن عيال في سهرة رمضانية طوال الشهر المبارك، يسعى الى ضيافة شخصيات رياضية، يبحث معها أوراق الماضي في خطوة رائعة وجميلة وإن كنا نُمنّي النفس في أن يكون البرنامج بعنوان عراقي غير مقلّد وبعيد عن أي تطابق مع برامج أخرى وخاصة أن ذات العنوان والوصف هو لبرنامج مصري يقدّم على إحدى القنوات الفضائية، إلا أن ذلك لا يقلل من مستوى التقديم وما يتم طرحه من نقاش شيّق استقطب الكثير من المشاهدين في وقت اصبحت الحاجة ضرورية لبرامج تنتهج سياسة التقارب ونبذ الخلافات بين أبناء البيت الرياضي بعد أن تسابقت بعض القنوات الفضائية في الفترة الأخيرة الى إرساء قواعد دخيلة ومستوردة تأخذ شهرتها وتراهن على انتشارها عبر استدراج الضيوف لمناطق تسمح بها بتقاذف الاتهامات وكشف الأسرار وإيقاد الفتن بينهم.
نشأت أكرم وعماد محمد وهوار ملا محمد وصالح سدير ضيوف عيال في الحلقة الأولى استمتعنا كثيراً بحديثهم، وشعرنا أن أحد اسباب نجاحهم هي عمق العلاقة الأخوية التي كانت السمة البارزة فيما بينهم وبين الملاكات التدريبية -أو هكذا نظن - توالت على قيادتهم وأسهمت في منحهم فرص التألق والنجاح.
نجوم كبار قدّموا الكثير للكرة العراقية وأثبتوا أحقيتهم في أن تكون مسيرتهم عنواناً لجيل ذهبي خطف الأنظار في أثينا 2004 ثم قبض على أول وأغلى الألقاب في القارة الآسيوية عام 2007، وتتسابق الجماهير على متابعة أخبارهم وتستمع لأحاديثهم وهي تستذكر مآثرهم في سوح الملاعب بأجواء نقية تفوح منها عطر المحبة والعطاء والألفة في زمن كان الأكثر قساوة وبطشاً على كل العراقيين .
ما أثار الاستغراب وربما الحيرة، هو ما قيل من آراء حول شخصية الكابتن القدير أكرم احمد سلمان حينما أمتنع عماد محمد من التعليق في إشارة غير لائقة توحي بوجود خلاف وعدم قناعة به، ثم يُكمل نشأت أكرم تلك المساحة الرمادية التي توسّطت نقاء الجلسة عندما وقع في تناقض عجيب بين وصفه لسلمان في بداية حديثه بأنه قامة كبيرة قبل أن يستدرك بأنه لم يضف إليه شيئاً ! لحظات كان يمكن أن يرتقي المتحدثون الى حيث احترام تأريخ مدرب لا يمكن اختزاله برأي عابر حتّى وإن كان لديهم مأخذ على طريقة إدارته المهمة وما يختزنه من أفكار فنية.
كنا نتأمل أن تبقى الصورة ناصعة في الأذهان لا تخدّشها مواقف آنية شخصية ولا لحظات عصيبة يمكن أن تعكّر الأجواء وتجرح أسس العلاقة بين شخوص كان لهم الأثر في قيادة المنتخبات العراقية في ظروف معقدة وإن اختلفت النتائج إلا أن الجميع يتفق أن المجتهد يمكن أن يخطأ أو يصيب، لكن النوايا تبقى تتمسك بالهدف الأسمى وهو الحرص على خدمة وإعلاء سمعة الوطن. كلاً حسب قدرته ودوره.
باختصار، لا نريد لثقافة الانتقاص أن تكون حاضرة في أذهان الرياضيين الرواد منهم والحاليين مهما اختلفت وجهات النظر، طالما أنهم في مكانة القدوة  لأجيال مقبلة، وعليهم واجب استنهاض روح الوفاء والعرفان فيهم لمن أسهم في قيادتهم عبر تجاوز محطات التقاطع أو تجاهل ما يظنه أنه يمثل مثلبة في كفاءته بدلاً من انتهاج اسلوب التقييم بموجب القناعة الشخصية المجرّدة التي يمكن أن تترك آثاراً سيئة قد تصيب زميلاً لهم ، فكيف إذا كان هو رمز  وشيخ كروي لا يستحق منهم ذلك الجفاء والجحود مهما كانت الأسباب أو الأعذار؟
وقفة ... الصراحة لا تعني أن نقول كل شيء ، وإذا كانت لا تغيّر من الحاضر بشيء فإنها يمكن أن تجرح الماضي بكل شيء!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram