دلفت المكان وتعرفت على صاحبه الذي رحب بي  كوني صحفية من المدى،  الجريدة التي يعشقها كما يقول، وهو معجب بمواضيعها ولاجل ذلك اطلق اسمها على المقهى قبل ثلاث سنوات، واخبرني علاوي ابو صبري صاحب المقهى انه يحرص على ان تكون الجريدة  حاضرة صباح  كل يوم في المقهى لتكون اسماً على مسمى، وعندما سألته عن تاريخ المقهى بعد ان ارتشفت قليلاً من  استكان الشاي المهيل الذي سارع بتقديمه لي،  قال: المقهى تأسس في سبعينيات القرن المنصرم وتعرض لمحن كثيرة كان آخرها العمليات المسلحة  في السنوات الأخيرة ما استوجب إغلاقه لفترة طويلة، ولكن عاودنا تجديده قدر الممكن واصلاحه ليستقبل رواده من سكنة المنطقة ومراجعي دوائر التقاعد العامة والرعاية الاجتماعية وهيئة السياحة ونقدم هنا  الشاي العراقي ابو الهيل  والحامض والقهوة والنسكافة والناركيلة وغيرها. المقهى وبالرغم من صغر حجمه تميز بأجواء تراثية وهو يحوي نماذج من حاجيات قديمة كانت تستخدم لدى الأسرة البغدادية مثل قواري الشاي الفرفوري المحاكة بأسلاك حديدية ودولاب قديم من مستلزمات زواج الحجية، وصورعن معالم بغدادية قديمة و مهن انقرضت  بعد ان كانت شائعة  في الاحياء الشعبية القديمة،مثل بأئع السوس وابو الفرارات و(بيض اللكلك) وغيرها، وابو صبري حريص على ابقائها في مقهاهوخلال حديثنا  تباهى بطريقته  الخاصة في عمل الشاي وهي طريقة قديمة تتميز بأعطاء نكهة مضاعفة للشاي المهدر باستخدام الفحم الناعم الذي يعطي حرارة خافتة بشكل لايحترق معه الشاي، ويظل محافظاً على خواصه والكثير من المقاهي تنازلت عنه  الان وراحت تستخدم الغاز السائل لتحقيق سرعة في العمل،  ويعمد ابو صبري الى استخدام شاي من خلطات خاصة لأنواع جيدة منه، وقال ان بعض العوائل توصينا بجلب كميات من الشاي المخلوط لتشتريها من المقهى، وعن الربح الذي يحصل عليه يومياً قال: عموما ربحنا في العمل لم يعد كما السابق لكني لا استطيع تغيير مهنتي، بالرغم من الطلبات الكثيرة التي تردنا لاستغلال المحل في مجالات اخرى تجلب ارباحاً اكثر لكني  رفضت وبقيت ادير مقهاي، ومحافظاً على زبائني القدامى ممن لايحلو لهم شرب الشاي الا هنا. ووقت العمل يبداً من الساعة الخامسة فجرا وحتى السابعة مساءً. وقبل ان اودعه مازحني ابو صبري بالقول ان لديهم شاياً وقهوة غنم عراقي، ضحكت لدعابته التي اراد منها التعليق على اللوحة التي علت  محله(لصاحبها علاوي ابو الغنم)!! وقال: غالبا مايطلب منه بعض الزوار شاياً بالغنم العراقي بعد ان ارتفع سعر اللحم العراقي وصار موضوعاً للتندر الان.