احتفاء أردني برواية  سيدات زحل

احتفاء أردني برواية سيدات زحل




عمّان /علي عبد الأمير عجام


حظيت رواية "سيدات زحل" للعراقية لطفية الدليمي بقراءة نقدية عميقة، عبر ورقة بحث قدمها عميد كلية الآداب في جامعة مؤتة الأردنية وأستاذ الادب والنقد الحديث د. سامح الرواشدة، في أمسية نظمتها رابطة الكتاب الأردنيين مساء الثالث من تشرين الثاني الجاري، وشهدت سجالا عميقا بين الباحث الذي اعتبر الرواية ملمحا جديدا في رواية الحرب بشكل عام، وحروب العراق بعد العام 2003 بشكل خاص.
وتوقف الباحث الرواشدة عند الكاتبة وشخصيات روايتها من النساء العراقيات اللائي يكشفن في كل فصل خاص بهن في الرواية، جانبا من جوانب أهوال العراق وحروبه، بوصف كل ذلك سياقا "أنثويا" مقابلا لحرب وأبطالها بوصفهم سياقا "ذكوريا"، لكنه رغم ملاحقته هذا التباين الجنسوي للحرب، إلا انه اظهر براعة في متابعة الكاتبة الدليمي وهي تعبر ذلك التقسيم وتضع الحرب كلها بوصفها نقيضا للحياة التي لا تقوم إلا بلقاء رجل وامرأة.
القراءة النقدية للأكاديمي الرواشدة أثارت أسئلة بين جمهور الأمسية، لاسيما قوة ما تضمنته عن كشف أنساني عن أهوال الحرب في العراق التي لم تصل عبر نص أدبي الى جمهور عربي واسع.
الأمسية التي أدارها الشاعر والصحافي هشام عودة، شهدت مداخلة للروائية والقاصة الفلسطينية المقيمة في استراليا دينا سليم التي عرضت لجوانب في البناء الفكري والفني لرواية "سيدات زحل" منوهة ببراعة بناء المشاهد، فضلا عن الثراء اللغوي الذي عمق المسار الإنساني لسيدات الرواية ممن عشن رعب الحروب العراقية وقسوتها.
كما كانت هناك مداخلة للشاعر العراقي عبود الجابري الذي لفت إلى الاثر الذي تشكله لطفية الدليمي في عموم تجربتها الروائية والقصصية في جسد الثقافة العراقية وروحيتها، معتبرا أن الأسئلة التي أثيرت بين جمهور الحضور من أردنيين وعرب حول هواجس نساء الرواية التي كانت تعكس آلام نساء العراق عموما، هي مؤشر على حيوية الأثر الأدبي للطفية الدليمي وعمقه.
واختتمت الأمسية بكلمة ارتجلتها الدليمي التي رأت أن روايتها حظيت بقراءة منصفة وعميقة حضرت فيها أدوات النقد الحديث كما توفرت عليها ورقة الباحث الرواشدة، كما ردت على أسئلة تنوعت مابين احتمال تأثرها بأعمال مترجمة في كتابتها رواية "سيدات زحل"، وصولا إلى تعليق رأت فيه إحدى السائلات أن الرواية تبدو وكأنها اقرب إلى فصولا لمذكرات الشخصية للكاتبة. وكانت الدليمي في مداخلتها كما في روايتها عميقة، واضحة مهجوسة بالألم الإنساني ونقله من وثائقها الواقعية المجردة إلى وثائق الإبداع الأدبي الحي.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top