التغذية الصحية للدماغ تجعل الإنسان متفتح الذهن طوال اليوم

التغذية الصحية للدماغ تجعل الإنسان متفتح الذهن طوال اليوم

هل دخلت غرفتك ذات مرة ثم نسيت ماهو الشيء الذي جئت من أجله؟، أو كنت في حفلة ونسيت تماماً اسم شخص ما، على الرغم من أنك تعرفه جيداً ؟ أو ربما كنت قد وجدت نفسك تقف عاجزاً أمام الصرّاف الآلي لأنك غير قادر على تذكرالرقم السري الخاص بك. أو تحاول البحث عن كلمة معينة لكي تكمل مقالتك فلا تعثـر عليها وتشعر كما لو أنك تبحث في أدراج فارغة.

يواجه معظم الناس مثل هذه الهفوات في الذاكرة – ولا يمكن أن نلومهم إذا كانوا من كبار السن أو عانوا من بضعة أيام مجهدة.
وقد تكون واحداً من الملايين الذين يعانون من ظروف أكثر خطورة مثل القلق والاكتئاب، والتي وصلت إلى مستويات وبائية.
في الواقع، فإن تكاليف علاج امراض الصحة النفسية في بريطانيا مثلاً، تربو على 77 مليار جنيه استرليني سنوياً، وهذا المبلغ يفوق تكاليف أمراض القلب والسرطان مجتمعة.
مهما كانت مشاكلك، ومهما كانت العلاجات التي تتناولها مثل مضادات الاكتئاب لا عليك سوى التفكير فيما هو ربما أسهل علاج للجميع: وهو تغيير ما تأكله.
يقول أحد الأطباء في هذا المجال، عندما أسأل المرضى الذين يراجعونني ويشكون من النسيان وفقدان الذاكرة وغيرها من الأعراض ما إذا كانوا قد فكروا يوماً ما في تحسين وظائفهم الذهنية عن طريق تغيير نظامهم الغذائي، فإنهم ينظرون في وجهي بدهشة واستغراب، ولكن الحقيقة البسيطة هي: عندما تغذي دماغك، يمكنك تغيير حياتك. عندما تزود عقلك بالمواد الغذائية التي يحتاجها للعمل على النحو الأمثل، فإنه يمكن أن يعمل بكفاءة، ويتمكن من تحسين إمكانات التعلم والتركيز والذاكرة. ويمكنك أن تصبح أخف وزناً في المزاج والوزن، وأكثر إشراقاً في التوقعات والقدرة المعرفية. لأن دماغك عندما يكون راضياً ومكتفياً، فإنه يحدث تأثيراً رائعاً أشبه بسلسلة الدومينو، حيث يمتد التأثير الى كل خلايا الجسم واعضائه.
وتشير جميع البحوث العلمية المتعلقة بصحة الدماغ بوضوح كامل الى أن التدهور المعرفي ليس أمراً حتمياً في سنوات الشيخوخة. يمكننا أن نتخذ خطوات عملية وبسيطة جداً للحفاظ على الصحة المعرفية لدينا طوال حياتنا - ولكن إذا كنت تريد أن يعمل الدماغ بشكل جيد في سن الشيخوخة، عليك أن تفكر في رفاهيته أولاً، نحن نعيش في عالم متطور ومعقد. يمتاز بمستويات من الإجهاد لم يسبق أن واجه البشر مثيلاً لها من قبل، ومع انتشار المصاعب النفسية على نطاق واسع جداً، تزداد اهمية العناية بأدمغتنا، هناك دليل علمي لدعم حقيقة أن ما تأكله يمكن أن يؤثر في المزاج، والسلوك، والتركيز، والتعلم والذاكرة. معظم الناس لا يربطون ما يأكلون مع كيفية عمل أدمغتهم. إذا كنت تعاني من النسيان أو تقلب المزاج أو تجد صعوبة في تعلم شيء جديد، فإنك غالباً ما تبحث عن أسباب أخرى لشرح لماذا تعاني من كل ذلك، ولكن لأن التفكير هو نمط من النشاط الخلوي عبر شبكة واسعة من الخلايا والمواد الكيميائية والأغشية والجزيئات، فمن الممكن أن تؤثر الاطعمة التي تتناولها في عمل الدماغ بنفس الطريقة التي تؤثر فيها على باقي اعضاء الجسم. يمكنك أن تجعل عقلك سعيداً أو حزيناً - وتساعده على تعلم وتذكر الأشياء بشكل أكثر كفاءة - ببساطة عن طريق تغيير نوع الأطعمة التي تتناولها. في الواقع، كل وجبة من الوجبات التي تستهلكها، أو تطعم عائلتك بها، تدعم وظيفة الدماغ بشكل صحي أو تقوض ذلك.
يتكون الدماغ من العديد من المليارات من الخلايا العصبية التي يمكن أن تبقى قوية أو تتقلص في الحجم، ويمكن تعزيز الروابط بين تلك الخلايا العصبية أو اضعفاها - أو إنشاء خلايا جديدة.هذه التغييرات في التضاريس المادية في الدماغ تعطي تعليمات إلى الجسم، والتي تظهر على شكل قدرات ومهارات جديدة. عندما تنسى اسم شخص ما أو لماذا دخلت إلى الغرفة، فإن هذه هي علامة على ضعف الاتصالات مع الذاكرة. حتى تتمكن من التركيز على الحفاظ على اتصالات قوية عليك بالتغذية الجيدة لأن المغذيات تذهب إلى العمل بسرعة كبيرة، ويمكنك أن تشعر بسرعة بالنتيجة بعد تناول الطعام. فالقهوة مثلاً، تمنحك نوعاً من الطاقة، ولكن وجبة خفيفة مثل حفنة من اللوز والطماطم المجففة، توفر دفعة أكثر استدامة من الطاقة.
هذه الشبكة من الخلايا المترابطة في الدماغ تعمل معاً للسيطرة على كل فكرة وحركة وتدير عمليات التركيز، والذاكرة والمزاج. وفي كل لحظة، فإن هذه الخلايا تتلقى وتقوم بمعالجة 100 مليون قطعة من المعلومات. فلا عجب أن لديها مثل هذا الجوع للمواد الغذائية. يستهلك دماغك 25 في المئة من الأكسجين الذي تتنفسه، و 20 في المئة من الدم الذي يضخ من خلال قلبك ويصله نصف سكر الجلوكوز الذي يأتي الى جسمك من خلال الطعام. فيجب تغذية دماغك على وجه التحديد بكوكتيل منوّع من المواد الغذائية لأنه يحتاج إلى العمل بسلاسة وكفاءة يجب أن تعلم أكثر من نصف الدماغ - 60 في المائة منه- يتكون من الدهون. وبعد الماء، فإن الدهون هي المادة الموجودة بوفرة كبيرة في الجسم والدماغ. كل خلية دماغية واحدة محاطة بالدهون، وينبغي أن تشكل الدهون الصحية الجيدة جزءاً أساسياً من النظام الغذائي للجميع. إذا كنت قد حرمت نفسك من" الدهون" لغرض فقدان الوزن، فهناك احتمال كبير انك ستعاني من انخفاض المزاج، وربما الاكتئاب، نتيجة لذلك. والتمسك باتباع نظام غذائي منخفض الدهون على المدى الطويل سيكون له تأثير كبير جداً في الدماغ، وبالإضافة إلى ذلك، ربما ستصاب بالتهاب المفاصل، وجفاف الجلد، وجفاف العين، ومستويات منخفضة للطاقة. ربع الدهون في الدماغ تتكون من أنواع محددة من الدهون تسمى الأحماض الدهنية الأساسية.
وهذا هو مصدر قلق كبير: الباحثون يعرفون أن عدم وجود هذه الأنواع المحددة من الدهون من المرجح أن يهيئ لتراجع في الذاكرة وقد يؤدي في نهاية المطاف، للإصابة بمرض الزهايمر. لكي يعمل دماغك في أفضل حالاته يحتاج إلى انواع ومقادير صحية من الدهون المشبعة وغير المشبعة، وهذه يجب أن يتم توفيرها من خلال النظام الغذائي.
لحسن الحظ، فإن استهلاك ما يكفي من الأحماض الدهنية الأساسية يقلل بشكل طبيعي من أي آثار سلبية من تناول أنواع خاطئة من الدهون لأنها لينة جداً ومرنة، لذلك فإنها توازن بين صلابة وعدم مرونة الدهون الأخرى. ويمكن تعداد اكثر من 15 نوعاً من الاغذية التي تساعد في حصول الدماغ على حاجته من الغذاء المناسب، وتشمل القائمة الاطعمة التي تحتوي على الألياف الخضراء مثل السبانخ والكرنب والبقوليات وكذلك انواع مختلفة من الاسماك ولحم الضأن والمكسرات وزيت الزيتون والافوكادو والطماطم والكرز والتوت البري.
عن الديلي ميل

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top