اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > شباب وجامعات > قصص شباب حاولوا تغيير حياتهم بالهجرة إلى أوروبا

قصص شباب حاولوا تغيير حياتهم بالهجرة إلى أوروبا

نشر في: 10 نوفمبر, 2012: 08:00 م

ما زال هاجس الهجرة إلى خارج العراق لاسيما إلى أوربا، لغرض العمل أو الدراسة، يتغلب على مشاريع الزواج أو العمل داخل البلاد لدى الكثير من شباب العراق، على الرغم من تحسن الظروف الاقتصادية والاجتماعية وتحسن مستوى التعليم.
يقول مراد حسين العاطل عن العمل أن سبب العزوف عن الزواج هو مشروع السفر إلى خارج العراق لغرض إكمال الدراسة.
ويتابع: الكثير من الشباب اليوم يتبنون علاقات عاطفية عبر الانترنت والهاتف الجوال ومواقع الدردشة مما يغني الشاب عن الزواج.
ويسعى علي من خلال سفرة إلى الخارج للحصول على شهادة مرموقة تتيح له عملا جيدا في المستقبل.
ويرى الباحث الاجتماعي احمد سعيد أن بعض الشباب يسعى إلى جمع مبلغ من النقود يمكنه من مغادرة العراق والبدء من الخارج في بناء مستقبله، حيث يتصور أن الهجرة هي السبيل الأمثل لتحقيق طموحاته.
لكن سعيد يشير إلى أن السنتين الأخيرتين شهدت انخفاضا كبيرا في نسبة الشباب الراغبين في الهجرة لأسباب أولها صعوبة الحصول على فرص الإقامة واللجوء في أوربا، إضافة إلى استتباب الوضع الأمني وتزايد فرص العمل والدراسة.
ويقول محمد هاتف الذي عاد من العراق بعد هجرة فاشلة إلى السويد: إن الهجرة لم تعد الحل الأمثل للنجاح، بعدما تغيرت الصورة في العراق. ويدعو هاتف الشباب إلى الاستقرار في بلدهم وبناء مستقبلهم فيه، لأنه أجدى وأكثر فائدة.
وللمدرس حسن علي رأي آخر حيث يقول "بدأت أسمع في بعض الأوساط داخل العراق ما يفيد أن البلد جديد العهد بتسميته وفئاته وتقسيماته، وأن كل ما يعني العراق ليس صحيحا، وهو تشكيلة بشرية حديثة يمكن أن تعاد إلى أصولها العثمانية عندما كانت مجرد ولايات تابعة للسلطان.
   فيما يقول شاب آخر "لماذا نعامل هكذا، هل لأننا عراقيون؟" بمثل هذه الكلمات الموجعة، تحدّث عراقيون وهم ينتظرون في صالة مطار إحدى الدول الأوربية قرابة الأربع ساعات لمنحهم تأشيرة دخول إلى البلد، بعدما أصبحت الهجرة والهرب من جحيم العراق مطلب أغلب شباب العراق اليوم، سوء الأوضاع الأمنية والبطالة وعوامل عديدة تزدحم في رحم المجتمع المنهك منذ سنوات، ما جعل الفرد العراقي يخوض تجربة "الهرب إلى المجهول"، وإلى "المخيف" في أغلب الأحيان.
    أراد "م.س " أن تصبح أوكرانياً معبراً له، إلى إحدى دول غرب أوروبا  بواسطة أحد "مهرّبي البشر" لقاء مبلغ من المال يعتبر كبيراً: "ما أن هبطت الطائرة على أرض المطار حتى بدأت المشاكل تواجهني، ومعها المعاناة: التأكد من الاسم، وسلامة الجواز، ثم التفتيش الذي يبدأ بخلع المعاطف والأحزمة وحتى الأحذية ووضعها في صندوق خاص". ويضيف وهو ينفث دخان سيجارته: "يتسلم رجل الأمن الجواز، ويتم جمع الجوازات العراقية ونقلها إلى جهة لا نعلم بها في المطار. قد يطول الانتظار يوماً كاملاً، نرى خلاله عديد المسافرين يأتي ويخرج من المطار بسرعة باستثناء العراقيين. فنحن نفترش أرض المطار أو مدرجاته بانتظار إطلاق سراح الجوازات". وبتهكمٍ، يكمل: "عملية تسليم الجوازات خاصة أيضاً بالعراقيين، إذ تحتشد الجموع حول الضابط الذي يحمل الجوازات وينادي على أصحاب الجوازات، على مراحل".
ويضيف الشاب "لقد أتعبتنا الحياة منذ كنا صغاراً. أريد أن أعيش بسلام ولو لسنوات قليلة. أريد أن أنهي دراستي في تخصصي في علوم الكيمياء. حتى العمل بات حكراً على فئات معينة، إن وجد، وحتى إن أردت العمل في الشركات الأهلية والقطاع الخاص فإن أغلبهم يعمل مع الأميركان! وما أن تعرف المجموعات المسلحة بك تعمل معهم حتى يتم تهديدك وهو أمر حصل لي. ذلك كله جعلني أفكّر بالهجرة، وبتشجيع من الأهل".
 لكن، كيف يصل إلى السويد؟ يقول الشاب "لقد اتفقت منذ أن كنت في بغداد مع أحد المهربين حول تفاصيل العملية كافة. فتكون أوكرانيا نقطة الانطلاق إلى فرنسا ومن ثم السويد. لا أخفي سراً، الأمر خطير. مضيفا "ففي رحلتي الأولى، وبسبب جهلي واندفاعي، اتفقت عند وصولي إلى تركيا مع أحد المهربين، فأخذني مع مجموعة من العراقيين في شاحنات مغلقة وأنزلنا في غابة قالوا لنا "اقطعوها وتصلون إلى اليونان". وبعد مسيرة أيام، تخللتها معاناة كبيرة ونقص في المياه والأكل، تبين لنا عند الوصول إلى نقطة تفتيش أننا لا نزال في الأراضي التركية، وانتهت الرحلة التي كلفتني أكثر من ٥٠٠٠ دولار. هذه المرة، اتخذت قراري بالوصول مهما كلفني الأمر، وأنا واثق من بلوغ هدفي خاصة أن المهرّب طلب مني مبلغاً يتجاوز ١٥ ألف دولار، فيضمن لي الوصول إلى السويد، شرط ألا أدفع المبلغ المتفق عليه إلا بعد الوصول".
    جرّبت " و .د " الهجرة غير الشرعية ثلاث مرات ، وفشلت في بلوغ أوروبا. دفعت لمهرّبي البشر أكثر من ١٥ ألف دولار. في محاولتها الأولى، كانت برفقتها والدتها التي استطاعت لاحقاً العبور إلى أحد البلدان الأوربية وتقدمت بطلب اللجوء هناك. وفي محاولتها الثانية التي نفّذتها من أحد البلدان المجاورة للعراق، اكتشف أحد موظفي الخطوط الجوية أوراقها المزورة وأعادها إلى العراق. تقول الشابة: كانت سوريا هي البلد الوحيد الذي استقبلنا برحابة صدر في بداية أزمة العراق، وافتتحت صالون الحلاقة. ولكن، بعد ثلاث سنوات، بدأت المعاناة إذ أصيب أخي بحادث في أثناء عمله في سوريا، ما أدى إلى عدم دفع تعويض لأخي كونه لا يملك بطاقة الإقامة، فقررنا ترك سوريا تباعاً والهجرة إل هولندا. والدتي الآن تعيش في (الكامب) مخيمات المهاجرين ـ وأخي في السويد، وأنا عدت إلى العراق وأحاول من جديد لخوض رحلة الهجرة من هناك".
    أما "س.ع "  فوصلت إلى السويد. وتصف الحياة في السويد بأنها "مترفة"، لكن "لا حياة" للكثير من المهاجرين لجملة أسباب تلخّص أبرزها بالقول إن "ثقافتهم وتنشئتهم تختلف عن التنشئة الأوروبية ما لا يمكنهم التأقلم معه بسهولة، كما أن نظام الحياة في السويد منظّم وعلى درجة عالية من القانونية بحيث يعيق اندماج الكثير من المهاجرين".
    وحول الإجراءات المتبعة من قبل الحكومة السويدية، تقول الشابة : "الحكومة السويدية بدأت تصعب الأمور أمام المهاجرين بشكل عام، والعراقيين بشكل خاص بسبب تزايد أعدادهم. ومؤخراً، لتقليل عدد المهاجرين إليها، اتخذت الحكومة السويدية قرارات منها اعتبار مطار بغداد الدولي مطاراً آمناً لإعادة العراقيين الأكراد الذين لا إقامة لهم، ويقدر عددهم بحوالي ١٤٠٠ لاجئ".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملاحق المدى

مقالات ذات صلة

متابعة..بغداد حلم وردي يعيد الفنانة هند كامل

 باشرت دائرة السينما والمسرح انتاج الفيلم الروائي الطويل (بغداد حلم وردي) تأليف الروائية ميسلون هادي وسيناريو وإخراج فيصل الياسري كمحاولة جادة للنهوض من جديد بواقع السينما العراقية.تتمحور قصة فيلم (بغداد حلم وردي)، حول العنف الطائفي، من خلال شخص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram