اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > موقع بريطاني : هل يمكن للعراق أن يتحدى الجفاف ويصبح سلة غذاء الشرق الأوسط من جديد؟

موقع بريطاني : هل يمكن للعراق أن يتحدى الجفاف ويصبح سلة غذاء الشرق الأوسط من جديد؟

نشر في: 16 فبراير, 2019: 07:22 م

 ترجمة حامد أحمد

مساحة الأرض في جنوبي العراق الواقعة ما بين نهري دجلة والفرات العظيمين ، منطقة معروفة بتربتها الغنية الخصبة وعلى مر آلاف السنين كانت أحد اكثـر المناطق الزراعية خصوبة على وجه الأرض ، تتعرض الآن للجفاف . كثير من المزارعين بدأوا يغادرون المنطقة. الصيف الماضي كانت هناك احتجاجات غاضبة في البصرة ومناطق أخرى في الجنوب حول شحة مزمنة في مياه الشرب ومشاكل متزايدة في شبكات الصرف الصحي.

مع ذلك وبرغم هذه المشاكل البيئية فان المهندس المدني والناشط في مجال الحفاظ على البيئة ، عزام علوش ، الذي يعتبر أحد الشخصيات الرائدة ضمن حركة فتية للحفاظ على البيئة في العراق ، ما يزال متفائلاً.
يقول الناشط البيئي علوش " الناس لا يعطون الطبيعة حقها ليجدون كيف هي طيعة ولينة . يمكن للعراق مع اتباعه لسياسات صحيحة ، أن يدير ويسيطر على تجهيزاته المائية ويصبح كما كان في الازمنة الماضية ، سلة غذاء الشرق الأوسط."
ولد ، علوش 60 عاماً ، في مدينة الناصرية جنوب شرقي العراق . ويستذكر كيف كان في طفولته يبحر في قارب صغير هو ووالده ، الذي كان يعمل مهندس ري ، عبر أهوار العراق الجنوبية.
ويؤكد قائلا " كانت قطعة من جنة ، مليئة بالأسماك والطيور والجاموس وهي ترعى على اليابسة بين قصب البردي."
في أواخر السبعينيات ذهب ، علوش ، الى كاليفورنيا للحصول على شهادة الدكتوراه في مجال الهندسة والبدء بمهنة ناجحة كمهندس مدني.
وقال علوش " لقد تعلمت التفاؤل في عملي ولدي مبدأ اعتمدت عليه هو إنه أستطيع أن أحقق شيئاً اذا توفرت الإرادة والتفاؤل وبقيت على هذا الحال اواجه الصعوبات عبر السنين."
خلال فترة التسعينيات لجأ النظام السابق الى تجفيف الأهوار بسبب حملات أمنية ضد أهالي الجنوب . وعقب سقوط النظام في 2003 عاد علوش الى العراق قادماً من الولايات المتحدة . وقام بتأسيس جمعية ، طبيعة العراق ، المعنية بالبيئة وسخر كل خبراته الهندسية لهذا المشروع وأصبح أحد الشخصيات الرائدة وراء عودة غمر منطقة الأهوار بالمياه .
وأضاف الناشط البيئي قائلاً " الناس المحليين ، الذين هم جزء من الثقافة السومرية القديمة ، قاموا بالجزء الأكبر من العمل بانفسهم من خلال حفر الخنادق والقنوات وأرجعوا الماء مرة أخرى الى جزء كبير من الأهوار . مشيراً الى ان الوضع كان يدعو للبهجة بان نرى عودة للحياة بكل غنى تنوعها البيئي.
في العام 2016 تم إدراج الاهوار ضمن موقع التراث العالمي لليونسكو حيث وصفت المنطقة على إنها فريدة من نوعها و أحد أكبر المسطحات المائية الداخلية في العالم ذات تنوع بيئي كبير.
ولكن الاهوار ومع مساحتها التي تقدر بمئات الآلاف من هكتارات الاراضي الزراعية التي كانت سابقا خصبة في جنوبي العراق تتعرض للتهديد مرة اخرى.
تغيرات مناخية بدأت تلقي بظلالها على المنطقة بأجمعها . صيف عام 2018 كان الأكثر حرارة وجفاف بشكل قياسي في المنطقة . واضطرت الحكومة عندها بفرض حظر على زراعة المحاصيل التي تحتاج الى وفرة مائية مثل الرز والحنطة في وقت أصبحت فيه التربة وقنوات المياه أكثر ملوحة.
الكثير من منظومات خزن المياه والقنوات الاروائية دمرت خلال حروب العراق . وبالافتقار الى مشاريع الاستثمار في تطوير البنى التحتية مع الفساد والبيروقراطية المعوقة جميعها عوامل ساعدت في تفاقم المشاكل في المنطقة.
زادت مشاكل شحة المياه حدة لسنوات مع قيام تركيا وإيران ببناء سدود على منابع نهري دجلة والفرات وكذلك المنابع المغذية لنهر الزاب الكبير في كردستان.
وسجل تدفق مياه نهر دجلة للعراق أدنى مستوى قياسي له الصيف الماضي ، وللمرة الاولى في التاريخ الحديث يكون فيه سكان بغداد قادرين على عبور نهر دجلة مشياً على الأقدام من منتصفه.
ويقول علوش " في الأزمنة الماضية كانت المياه المتدفقة لنهري دجلة والفرات تولدان فيضاناً سنوياً في جنوبي العراق . وكان الفيضان يجلب المادة الغرينية التي تساعد في إحياء التربة وتزيل الاملاح المتراكمة بسبب التبخر . هذا النمط السنوي من تدفقات المياه تعتبر معجزة للطبيعة بقت مستمرة على هذا الحال على امتداد 8000 سنة منعشة بها الزراعة . وكذلك تروي الفيضانات الأهوار التي تؤدي الى نمو القصب والبردي ووفرة في الأسماك وتنوع الطيور.
وأكد قائلا " سبب هذا الضرر هو عدم بناء سد وكذلك تغير المناخ .قبل سنوات كانت قنوات مياه يتم انشاؤها للابحار ومرور السفن الى الفرات وهذا ما سمح بدخول أملاح مياه البحر . كل ذلك ناتج عن إزالة الضخ السنوي للمياه عبر الفرات ودجلة ." مشيراً الى أن العلاج الوحيد لمشاكل مياه العراق هو اجراء ترتيبات ومفاوضات مع البلدان المتشاطئة معه وبالأخص تركيا .
يقول الناشط البيئي علوش إنه بما أن تركيا تسيطر على منابع نهري دجلة والفرات فهذه حقيقة لا مفر منها وعلى العراق ان ينشئ تحالفاً مائياً عبر الحدود مع تركيا لأجل تأمين حصته من المياه مقابل تزويد تركيا بالنفط والغاز . مشيراً الى أن العراق يخسر مليارات من الامتار المكعبة سنوياً من المياه بسبب التبخر . في حين احتياطيات تركيا من المياه لا تتعرض للتبخر كثيراً لأنها غالباً ما تكون مخزونة في أودية عميقة يغمرها الظل وليس كما هو الحال في العراق.
من خلال تأمين العراق لحصته المائية بهذه الطريقة يعتقد الناشط ، علوش ، إنه يمكن للعراق استعادة نشاطه الزراعي مرة أخرى . وليس هذا فقط بل يستطيع البلد أيضاً أن يتحول الى محطة لتوليد الطاقة الشمسية.
يقول علوش إن معدل الأيام المشمسة في العراق بحدود 340 يوماً بالسنة ، أكثر بثلاث مرات من دول الاتحاد الاوروبي . مشيراً الى كمية الطاقة التي يمكن أن نولدها من أشعة الشمس بحيث ان نجهز الفائض منها تركيا وحتى بلدان شرق أوروبا.
بقلم : كيران كووك عن مدل ايست آي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملاحق المدى

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى

في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO ) في العراق للإغاثة تركز الآن على إنقاذ أرواح وتوفير إعالة للمتضررين من خلال دعم شبكات التأمين الاجتماعي في العراق للوصول الى تأمين غذائي تام لما يقرب من 2,5 مليون شخص.

عبر برنامج الإغاثة لمساعدة النازحين داخليا والمهجرين وأنشطة تأهيل العائدين وإعالتهم، تقوم منظمة الأغذية العالمية (فاو) بمساعدة الحكومة العراقية في التخفيف من معاناة المتضررين غذائيا وتحقيق تأمين غذائي وخصوصا للنازحين من فئات النساء والفتيات والأولاد.
وفي عملها نحو تحقيق اهداف تنموية مستدامة، فإن منظمة برنامج الأغذية العالمي تقوم بالتنسيق والتعاون مع شركاء لدعم العراق في تحقيق أمن غذائي وتحسين مستوى التغذية والارتقاء بمجتمع متكامل من خلال التعاون. برنامج الغذاء ينسق مع كل من برنامج الاستجابة الإنسانية في العراق وإطار برنامج الأمم المتحدة للإغاثة والإعالة وبرنامج المهجرين الإقليمي والبرنامج العام للخطة الوطنية وإعادة الإعمار والتنمية والبرنامج الوطني العراقي للحد من الفقر.
يشار الى أن نسبة الفقر في العراق، وفقاً لإحصائية البنك الدولي لعام 2017، هي بحدود 22,5 % من مجموع سكان العراق البالغ عددهم 39 مليون نسمة، حسب معلومات وزارة التجارة العراقية لعام 2019 .
ضمن خطة برنامج الغذاء العالمي الستراتيجية في البلاد لتحقيق أمن غذائي للفترة من كانون الثاني 2018 الى كانون الاول 2019 فان ذلك تطلب توفير 270,3 مليون دولار ، ووصل مجموع المساهمات المخصصة من الدول المانحة الى حدود 227,8 مليون دولار . واشتملت الدول المساهمة على كل من استراليا وبلجيكا وكندا وفرنسا والمانيا واليابان وكوريا والنرويج، فضلا عن السويد وسويسرا والولايات المتحدة.
ويشير تقرير برنامج الغذاء العالمي الى تحقيق تغطية كاملة عبر العام 2018 في توفير متطلبات غذائية لجميع المحتاجين في المناطق المتضررة في البلاد، واشتمل ذلك على توفير أغذية منقذة للحياة ومستلزمات بيتية وأغذية جاهزة للأكل لجميع المتضررين من النازحين والتركيز على فئات الأطفال والنساء الحوامل وطلاب المدارس.
وفي أحدث إحصائية لبرنامج الغذاء العالمي لعام 2019 فإنه خلال شهر نيسان من هذا العام تم توفير مساعدات غذائية لأكثر من 293,440 شخص عبر 10 محافظات محققين بذلك نسبة تغطية شهرية بمعدل 60% من الأشخاص المتضررين المستهدفين البالغ عددهم 476,410 شخص. وبسبب شحة وسائل التوزيع يقوم البرنامج حاليا باتباع صيغة توزيع كل 6 أسابيع.
في محافظة نينوى، وبسبب الفيضانات وإغلاق جسر القيارة، تعذر ايصال بضائع برنامج الغذاء العالمي الى 9 مخيمات ضخمة للنازحين، وتم توزيع هذه البضائع في المخيمات خلال شهر أيار المنصرم. توزيع البضائع تأخر أيضا في مخيمات دهوك وأجل الى شهر أيار أيضا لأسباب فنية.
حقق برنامج الغذاء العالمي اجتماعه الستراتيجي الثاني لفريق العمل مع وزارة الهجرة والمهجرين ووزارة الاشغال والشؤون الاجتماعية ووزارة التجارة التي تشرف على نظام التوزيع العام لحصة المواد الغذائية. يأمل فريق العمل في تعزيز التنسيق وضمان وصول مساعدات برنامج الغذاء العالمي والحصة الغذائية الحكومية للمهجرين داخليا.
من جانب آخر، ذكر تقرير برنامج الغذاء العالمي انه يركز الآن على تنفيذ خطة التوزيع المرسومة لشهر حزيران الجاري بأسلوب يضمن تسلم النازحين والمهجرين لحصصهم الغذائية قبل حلول عطلة عيد الفطر مع أوائل الشهر.
وفي مجال جهود إعادة إعمار وتأهيل قنوات المياه في الرمادي بمحافظة الأنبار تم إنجاز ما نسبته 81 % منها في حين بلغت نسبة انجاز إعادة إعمار محطات ضخ المياه في المدينة بحدود 86%. هذه الإنجازات ستحقق بالنهاية إيصال المياه للنازحين العائدين والعاملين في مناطق زراعية بمساحة تمتد الى 8625 هكتار . وفي منطقة ربيعة بمحافظة نينوى تبرع برنامج الغذاء العالمي بشاحنة لصالح مديرية الموارد المائية في المنطقة لتمكينها من تحسين متابعتها لمشاريع إعادة الإعمار والتأهيل.
خلال نيسان عام 2019 نفذ برنامج الغذاء الدولي 157 زيارة لمواقع بضمنها 80 موقعاً لتوزيع المواد الغذائية للنازحين والمتضررين و 39 مركز توزيع حسب مستند صرف مع 13 محلاً و 20 وحدة صرف نقدي للمهجرين محليا.
في 3 نيسان كذلك تمت اقامة ورشة عمل لإجراء مسح على الوضع الاقتصادي الاجتماعي للعائلة العراقية عقدت في أربيل. ووافقت الحكومة العراقية على توصيات برنامج الغذاء العالمي بشمول معايير الأمن الغذائي في مسحها الوطني. وسيكون برنامج العراق للغذاء الدولي من بين البلدان القليلة حول العالم الذي يتضمن قاعدة معلومات وتحليلات بالأمن الغذائي على مستوى المناطق والمحلات.
وتم، من جانب آخر، تنفيذ مهمة التقييم العملي للانتقال من أسلوب مستند الصرف في تامين المواد الغذائية للنازحين الى اسلوب التحويل المالي المتنقل. واظهر مكتب برنامج الغذاء العالمي في العراق استنتاجاته وقدمها لمجموعة عمل الإعانة النقدية. وتضمنت تلك الاستنتاجات أن المستفيدين يفضلون المعونة النقدية، حيث أن هناك أسواقاً تجارية داخل جميع مخيمات اللاجئين وخارجها، رغم ذلك فإن شبكة التغطية المتنقلة تعتبر جيدة في جميع المخيمات، فضلا عن انه في بعض المخيمات ستكون هناك حاجة لوحدات بيع متنقلة، وان جميع المخيمات تقع قرب مجمعات سكنية مدنية.
التوصيات التي تم اعتمادها من قبل برنامج الغذاء العالمي هي أن يتم الانتقال الى صيغة التحويل المالي المتنقل في جميع المخيمات ابتداءً من شهر تموز 2019، وتطوير وسائل اتصال مع إعلام البائعين المتعاقد معهم بخصوص هذا الانتقال.
وأشارت منظمة الغذاء العالمية الى أن العجز في التمويل لبرنامجها الغذائي للفترة ما بين شهر أيار الى شهر كانون الأول هو بحدود 98,1 مليون دولار. ولهذا السبب اعتمدت المنظمة أسلوب التوزيع لكل ستة اسابيع، وتسعى المنظمة في برنامجها لتوفير 30 مليون دولار للاستمرار في تطوير البرنامج خلال العام 2019.
عن برنامج الغذاء العالمي

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram