وقفة: كاتانيتش فقدَ مصداقيته

ممتاز توماس 2019/03/09 12:00:00 ص

وقفة: كاتانيتش فقدَ مصداقيته

 ممتاز توماس

بلا لف أو زوغان، هل مازال البعض من مسؤولي اتحاد الكرة أو لجانه المتخصصة يتمادى في عناده بأن مدرب منتخبنا الوطني السلوفيني ستريشكو كاتانيتش يمتلك القدرة على تأهيل الأسود إلى كأس العالم في قطر2022؟
لقد احترقت أوراقه، وفقد مصداقيته من أول تجربة تدريبية معهم في بطولة كأس آسيا في الإمارات .
إن الطريقة الغامضة التي تم فيها اختيار كاتانيتش لتدريب منتخبنا لم تكن مهنية ولا تدل على خبرة الموقعين على تعيينه ويلفُ حولها العديد من الشكوك وتحكّمت فيها الفردية من بعض أعضاء الاتحاد الذين تواجدوا مع رئيس لجنة المنتخبات فالح موسى، نعم كانت صفقة غير موفقة وغير مدروسة وطالتها العجلة، ولم تتم استشارة آراء بقية أعضاء لجنة المنتخبات أو حتى خبراء الكرة في بلدنا وما أكثرهم في الداخل والخارج خدموا اللعبة من أكاديميين وشخصيات ورموز رياضية مميّزة غُيبَ دورهم في هذه الصفقة وحتى في الصفقات التي حدثت قبلها.. لماذا، هل يستطيع ان يجيبنا رئيس اتحاد الكرة عبدالخالق مسعود أو يكلف مكتب الاتحاد الإعلامي بتوضيح مقتضب؟ أشك في ذلك لأن نهج الاتحاد لا يعلن الحقائق كاملة!
مع الأسف إن دور لجنة المنتخبات وشخوصها ظل هامشياً وصورياً لذرّ الرماد في العيون، وهذا بالطبع لا يعفيهم من المسؤولية بسبب تواجدهم في كل اجتماع دون طرح رأي أو مشورة بحيث لم أكن أتصوّر أن يقبلوا على أنفسهم هذا التهميش المتعمّد، وأوضح فالح موسى رئيس اللجنة السابق في أحد اللقاءات التلفازية "أن دورهم يتلخّص فقط برفع التوصيات"! ولا أدري ما يعنيه موسى، فمن المعيب أن يكون هؤلاء وهم يمثلون نخبة مدربينا السابقين والأكاديميين ورموزنا الرياضية بلا دور ولا يُسمح لهم باتخاذ القرارات الباتة!
السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يحتاج الاتحاد لتشكيل لجنة من الاسماء المميزة في رياضتنا لا يكون لهم دور في صنع القرار، ألا يعد هذا تقليلاً من تميّزهم وعدم احترام رأيهم الفني وافكارهم واضافاتهم المستمدة من تجارب لأكثر من 25 عاماً؟! وللعلم تكرر ذلك مع المدربين السابقين باسم قاسم وراضي شنيشل ويحيى علوان وأكرم سلمان، حيث كان الرأي الأول والأخير لرئيس اللجنة فالح موسى، الذي هو صاحب القرار وليس غيره.
إنّ الغرور والتعالي والفردية باتت تؤسر سلوك أغلب أعضاء منظومتنا الرياضية كأنها ثقافة جديدة بينما الحقيقة لا تصلح ولا تنفع لتطوير رياضتنا وتحسين نتائجنا ما لم تغيّر ويعرف كل شخص حجمه الطبيعي وقدرته بالاعتماد على أهل الخبرة والكفاءة والتميّز والفكر الإيجابي، بحيث يكون رأيهم في المقام الأول، وأتمنى أن نتعلّم دروس فشلنا السابقة ونترك الكبرياء جانباً لأن رياضة الوطن أسمى من الجميع.
إن البداية غير الجيدة والمُربكة غالباً ما تؤدي الى نتائج سلبية ومحبطة ومخيبة للآمال وتناقض الطموحات، وقد كانت الفوضى سائدة ومسيطرة على أجواء المعسكر التدريبي لمنتخبنا الوطني في بطولة كأس آسيا 2019 التي انتهت بفوز المنتخب القطري بلقبها، نعم حالة الإرباك في معسكر المنتخب الوطني أسهمت في تشتيت تركيز ذهنية اللاعبين سواء كانت في مكان إقامة الفريق (الفندق) وفي تدريباته وسفره وترحاله كأننا في مقهى عزاوي أو سوق مريدي الشهيرين، بحيث أصبحت الأجواء غير مشجّعة على التركيز والتحضير لبطولة آسيوية كبيرة، حيث أصبح مكان تواجد منتخبنا مسرحاً يدخله كل من يشاء بدون لوائح ولا دستور ولا رادع، وأصبح (خان جغان) للكثير من الطارئين والغرباء والإعلاميين والوكلاء والجمهور وأقارب وأصدقاء اللاعبين وصديقاتهم ووو، وكل ذلك يحدث امام مسؤولينا من الاتحاد العراقي لكرة القدم والمدربين الذين لم يحرّكوا ساكناً لتغيير هذا الوضع المزري في سعي للفوز بأداء رتيب ببطولة كبيرة! هذا السيناريو يتحمّله الاتحاد ورجاله وكذلك المدرّب الذي سكتَ على هذه الفوضى.
إن نفس السيناريو هذا تكرر بالسابق في أغلب البطولات التىي شاركنا فيها، وتسبّب بالفشل والاخطاء، ولا ندري متى نتعلّم من فشلنا وأخطائنا مستقبلاً ودائماً ننسى ما حدث لنا بالسابق، ويضيع الخيط والعصفور.. متى؟!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top