كلاكيت: في تجربة سامي عبد الحميد السينمائية*

علاء المفرجي 2019/03/27 12:00:00 ص

كلاكيت: في تجربة سامي عبد الحميد السينمائية*

 علاء المفرجي

- 2 -
لم يبرع الفنان الرائد سامي عبد الحميد في السينما كممثل قادر حسب، فالذي لايعرفه الكثير عنه إنه عمل فترة طويلة من الزمن كناقد سينمائي، بل إنه كان من أوائل الاسماء التي انتدبها كاميران حسني للعمل في مجلته (السينما) كناقد للأفلام، مع مجموعة من الكتاب ، منهم الفنان يوسف العاني، والإذاعي سعاد الهرمزي، والشاعرصادق الصائغ، والتشكيلي نوري الراوي، وآخرين يقول الفنان سامي عبد الحميد:
عند عودته من الولايات المتحدة الاميركية وبعد أن انهى دراسته لفن السينما في إحدى جامعات كاليفورنيا بادر المخرج السينمائي (كاميران شفيق حسني) باصدار أول مجلة عراقية متخصصة بالفنون السمعية والمرئية وفي مقدمتها السينما. وكان أول عدد للمجلة قد صدر يوم الاربعاء 21/ايلول/1955 . وكان الغرض من إصدار هذه المجلة أول الامر توظيفها للترويج لفيلم (سعيد افندي) الذي تولى إخراجه لشركة اتحاد الفنانين التي ترأسها آنذاك المحامي عبد الكريم هادي الحميد وهو أحد المخرجين في قسم المسرح بمعهد الفنون الجميلة. وكانت صورة نجوم السينما الغربية تتصدر أعداد المجلة.
وفي العدد الأول انتقدت المجلة ما سمته (حمى الشركات السينمائية) حيث كثرت أعداد تلك الشركات ومنها ما هو وهمي وفيها ما راح يتميز هواة الفن السينمائي وذلك باغرائهم بامكانية مشاركتهم في أحد الأفلام العراقية مقابل اشتراك أو أسهم في الشركة. وكان من حسن حظي أن أكون أحد محرري مجلة السينما ونشرت مقالة عن الفن المسرحي في العدد الاول وواصلت عملي فيها حتى العدد الأخير.
وفي العدد الأول (نشر ريبورتاج عن الممثلة الحسناء (مارلين مونرو) وعن فيلمها (حرب السبع سنين) للمخرج الشهير (بيلي وايلدر) . وفي ذلك العدد الاول نشرت شكوى ضد (شركة سومر للأفلام السينمائية) التي باشرت بانتاج فيلم (من المسؤول) لكونها لم تستعن بطلبة وخريجي معهد الفنون الجميلة. أما المخرج (عبد الجبار ولي) وهو الآخر كان قد عاد من الولايات المتحدة بعد أن انهى دراسته للسينما و عن الأفلام التعليمية والحاجة إليها. ومن الأبواب التي اعتمدت في المجلة (الفن في أسبوع) و(السينما في صور) و(السينما من كل مكان) وفي العدد الثاني كتب المخرج (صاحب حداد) مقالة عن السينما الإيرانية.
واستمر المخرج عبد الجبار ولي بنشر دراسات في السينما ففي العدد الثالث ظهرت له دراسة عن (المنتج في مرحلة اختيار القصة السينمائية. واستمر المخرج المسرحي (جاسم العبودي) بنشر دراسات في المسرح وفي العدد الرابع نشر (عبد الجبار ولي) دراسة عن (الفلسفة التعبيرية في فن المسرح والسينما). ونشر (فريد لقمان) في ذلك العدد مقالة بعنوان (مانشيتات مناظر الصور المتحركة) . وفي العدد السادس نشر رئيس تحرير المجلة (كاميران حسني) مقالة عن (تطور شخصية وأسلوب شارلي شابلن. وفي هذا العدد ظهرت أول مقالة نقدية عن الافلام التي تعرض في بغداد أسبوعياً واستمر (كاميران حسني) بنشر تكلمة لمقالته عن شارلي شابلن وكذلك نقد أفلام الاسبوع في العدد السابع وكذلك في العدد الثامن .
في العدد (11) من المجلة نشر الرسام الراحل المعروف (نوري الراوي) مقالة بعنوان (النمو النفسي لفن السينما)) . وفي العدد (13) في سنة 1955 نشر (كاميران حسني) ملاحظات عن الفيلم العراقي (ندم) من إخراج مهندس الصوت (عبد الخالق السامرائي).
في العدد (14) نشر (فاروق صبري مراد) موضوعاً بعنوان (قصة الأوسكار) وأدرج فيه مفردات الجوائز من عام 1927 حتى عام 1935 ، وفي هذا العدد نشر (كاميران) مقالة بعنوان (الإخراج السينمائي بين الحرفية والعلم وقال فيه "إن العلة تكمن في الجذر فمعظم المخرجين يفتقرون إلى النضوج السينمائي والمعرفة الفنية وهذا هو أصل المشكلة وحتى المتعلمين الأوائل منهم إنما هم ناقصو الأهلية في الإخراج لأنهم لم يتعلموا إلا القليل عن فن السينما.

* من كتاب عن سامي عبد الحميد يصدر قريباً

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top