المناطق الدينية تشكو ضعف القدرة الشرائية  للزائر الإيراني

المناطق الدينية تشكو ضعف القدرة الشرائية للزائر الإيراني

 ترجمة / حامد أحمد

منذ سنوات وصاحب محل الحلويات كرار حسين، قرب مدخل ضريح الإمام الكاظم في بغداد، يقبل أية عملة نقدية تعرض له من قبل زبائنه مقابل ما يشترونه من بضاعة، الذين يشكل الزائرون الإيرانيون النسبة الأكبر منهم، لكنه مؤخراً عندما يسأله الإيرانيون عن السعر يقول لهم إنه لا يمكنه أن يبيع سوى بالعملة العراقية، وغالباً ما ينصرفون محبطين.

حسين وكثير من أصحاب المحال التجارية في منطقة الكاظمية شهدوا عبر السنة الماضية هبوطاً حاداً بمعدل مبيعاتهم، وذلك منذ أن بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتجديد عقوباته على إيران التي تضم أكبر تجمع سكاني من المسلمين الشيعة في العالم.
وانخفضت قيمة العملة الإيرانية، الريال، دون قيمتها الأصلية بأربعة اضعاف تقريباً دافعة بذلك أسعار البضائع لتكون فوق قدرة المستهلك الإيراني الاعتيادي على تسديدها في داخل إيران وخارجها.
ويقول صاحب محل الحلويات حسين إن مبيعاته انخفضت منذ العام الماضي بنسبة 30%، لكنه ما يزال يفضل عدم قبوله للعملة الإيرانية الريال لأن قيمته مستمرة بالهبوط، وأكد بقوله إن "عملتهم قد سحقت."
ملايين من المسلمين الشيعة حول العالم، وخصوصاً الإيرانيين، يزورون العراق سنوياً لقصد المراقد الدينية المتعددة في البلاد والتي تشتمل، بالإضافة الى بغداد، على النجف وكربلاء وكذلك مدينة سامراء شمالاً حيث تحوي مرقدي الإمامين العسكريين.
يأتي الزوار جالبين معهم كميات كبيرة من الأموال لينفقوها في البلد حيث تشكل موارد السياحة الدينية أكبر مصدر دخل للدولة بعد النفط.
لكن التوترات تصاعدت مؤخراً في منطقة الشرق الأوسط بين الولايات المتحدة وإيران، وتزايدت المخاوف من أن العراق الذي ترتبط حكومته بعلاقات ودية مع كل من طهران وواشنطن قد ينجر ليكون طرفاً في هذه التوترات، ومن المحتمل أن يؤثر ذلك سلباً على قطاع السياحة في العراق.
الكاظمية تعد منطقة استقطاب مفضّلة للزائرين الأجانب إذ يقصدها الإيرانيون كثيراً في زياراتهم الدينية ويتبضعون من محال الملابس والحلويات والحلي الذهبية المنتشرة فيها. في إحدى الزيارات الأخيرة لمجموعة من الإيرانيين لمدينة الكاظمية دخل مئات الزوار الإيرانيين الى المرقد لأداء مراسم الزيارة ثم غادروه مارّين بجوار العشرات من المحال التجارية المتنوعة على جانبي الطريق دون أن يشتروا أي شيء.
حسين فاضلي، مواطن إيراني صاحب شركة سياحة، يجلب زواراً إيرانيين الى العراق يقول: "العملة هي المشكلة الأكبر بالنسبة لنا، إنها بحق تسبب لنا ضرراً كبيراً"، مشيراً الى أن "عدد الزوار الإيرانيين انخفض كثيراً لأن الكثير منهم لا يستطيعون تسديد تكاليف السفر.
شهدت قيمة العملة الإيرانية تدهوراً مستمراً على مدى سنوات، لكن حدّة الهبوط ازدادت خلال الأشهر الأخيرة بعد قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي المبرم مع إيران لعام 2015 وإعادة فرض العقوبات عليها.
محمد هادي، صاحب كشك صغير لبيع الملابس في الكاظمية يقول إن مبيعاته انخفضت بنسبة 70 %. عباءات الصلاة النسائية تكلف الآن بالعملة الإيرانية أربعة أضعاف السعر الذي كانت تباع فيه العام الماضي، مشيراً الى أنه اعتاد أن يبيع 60 عباءة في اليوم، أما في الوقت الحالي فإنه يبيع أقل من 10 عباءات في اليوم.
ثامر جبار (38 عاماً)، صاحب متجر لبيع العطور، قال إن الزوار الإيرانيين لم يحجموا فقط عن الشراء بل إنهم بدأوا يجلبون معهم مواد مثل الزعفران ومحابس بفصوص حجرية لبيعها في العراق لكي يسدوا جزءاً من كلف سفرهم.
وقال جبار إن أفضل أيامه التي مرت عليه في السوق كانت بعد توقيع القوى الدولية الاتفاقية النووية مع إيران عام 2015، حيث أدت تلك الاتفاقية الى رفع القيود الاقتصادية عن إيران وإطلاق مليارات الدولارات المجمدة من الأرصدة الإيرانية. خلال تلك الأيام الجيدة تمكن جبار من بيع عطر بقيمة 700 دولار.
اضاف جبار قائلاً: "أما اليوم فأنا بالكاد أستطيع أن أبيع اي شيء للزائر الإيراني، لأن أسعار العطور في إيران أصبحت أرخص من هنا."
 عن: أسوشييتدبرس

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top