العمود الثامن: ياعزيزي النائب فادي

علي حسين 2019/06/09 09:48:34 م

العمود الثامن: ياعزيزي  النائب فادي

 علي حسين

كلّ شيء فى بلاد الرافدين يجرى بعشوائية، من السياسة إلى التعليم ، وليس انتهاءً بملف النفايات التي لاتريد لها "الماسونية" أن تغادر شوارع وساحات الوطن. 

منذ أيام ونحن نستيقظ صباح كل يوم على خبر حريق في إحدى المناطق الزراعية، وتخرج علينا الأجهزة المختصة لتقول: اطمئنوا كل شيء تحت السيطرة، لنكتشف أن كل الكلام المنمّق عن الاحتياطات والخطط لوقف هذه الكوارث ليس إلا أوهاماً اخترعها مسؤولونا الأكارم، ورددناها معهم على أنها حقائق، ثم نمنا مطمئنين، فلا حرائق بعد أن اكتشف شيخ "المصالحات" عزة الشابندر أن "العراق يحتاج إلى حركة تصحيحية أخلاقية وفكرية ." 

بينما باغتنا، أمس النائب فادي الشمري بمفردات مبتكرة ، ومنقّحة، من قاموس سياسي يتعرف المواطن العراقي على ما فيه من طرائف وعجائب ومآسٍ، حيث كتب على صفحته في موقع تويتر أن "العراق هاي السنة زارع ١٢مليون دونم، والمساحات الي احترگت ٧٨٠دونم بس!..والبچي صارله خمسة ايام بالفيس ممتوقف عالأراضي اللي احترگت." 

يحاول النائب أن يقنع متابعيه بأن الباكين والشاكين حول حرائق المحاصيل الزراعية مسألة فيها تعطيل لحركة التطور التي يشهدها العراق خلال دورة البرلمان الخالية . المواطن يبكي وهو لا حول له ولا قوة فى مسألة محاسبة منفذي الحرائق، مثلما يجد هذا المواطن أنه لايحق له أن يسأل بعد خمس سنوات على كارثة الموصل : أين أصبحت نتائج التحقيق فيها ؟ ربما يقول قارئ عزيز يالك من كاتب بطران، لقد تعودنا أن نتيجة اللجنة التحقيقية ليست مهمّة جداً، وأن المشكلة فقط في وصف الجريمة، هل هي متعمدة؟ أم كانت سهواً؟ أم أن كل شيء تحت السيطرة. طبعاً لا يمكن لعقل، مهما كان مهووساً بالشكوك والمبررات، أن يتخيل أنّ لجنة تحقيقية يبلغ عدد أعضائها أكثر من عدد المستجوَبين – أقصد لجنة التحقيق بسقوط الموصل - ، لم نقرأ ذلك في الروايات المسلّية، لأن جريمة مثل سقوط الموصل لا تحتاج إلى بيانات ومزايدات سياسية، بل في تقديم المقصّر والمتسبّب إلى القضاء .

عجيب أن يكون هذا رأي نائب في حالة المواطن الذي يبكي على حرائق المحاصيل الزراعية، ناهيك عن أنه جاء من نائب يفترض أنه يواسي الذين تعرضت أرزاقهم الى كارثة.. تلك التغريدة التي يكتبها نائب منتخب كان معناها أننا نمثل على أنفسنا وعلى العالم ونقطِّب جبيننا إمعاناً فى إظهار الجدّية، بينما نحن فى أعماقنا نهرج.. ونضحك حتى نموت على أنفسنا من الضحك.

يا أعزائي أصحاب التغريدات ، نطلب منكم أن تصمتوا، ورحم الله الراحل المؤرخ هيرودوت يوم قال لأحد تلامذته : "إياك أن تستمع إلى قصص المزهوّين بأنفسهم" .

تعليقات الزوار

  • ناطق حقي

    نريد قائمة بالتحقيقات التي لم تنشر نتائجها أو لم تنفذ !

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top