تقــريــر..المسرح التعبيري العراقي فـي اتحاد الأدباء

تقــريــر..المسرح التعبيري العراقي فـي اتحاد الأدباء

 محمد جاسم

المسرح التعبيري وتطبيقاته المتعددة في العراق كان موضوع جلسة اتحاد الادباء والكتاب في العراق، لما لهذه القضية من اهمية وخصوصية.

قدم للجلسة الدكتورة الناقدة سافرة ناجي، واستضافت الفنان المخرج ابراهيم حنون للحديث عن هذه الظاهرة وتطبيقاتها على مسرحية (امكنة اسماعيل) باعتبارها انموذجا.

د. سافرة ناجي اكدت على محاولة المخرج القبض على مستويات الصراع وبناءه على ماهية الجنون، عبر ابتكار شخصية ملائمة تستطيع الكشف عن اللاشعور من خلال وساطة الانا. لذا ابتكر شخصية تحمل من الثقافة ما يسمح له ان يؤسس خطابا يحمل بين طياته اشكالية الوجود وضغط العالم الخارجي. فوقع الاختيار على اسماعيل الذي تقمص الجنون لسنوات عديدة، واطلق اللاشعور ليكون متاحا وطازجا وغير محرف. هذه العملية تتم عبر تعطيل الانا ورقابتها ليتمثل هذا السلوك بفعل الجنون المراد الايحاء به للحصول على تصريح رسمي بالجنون، ليتخلص من التهم المنسوبة اليه والتي تقوده الى الاعدام وهذه تجربة طويلة في استعمال اللاشعور.

في حين اشار المخرج ابراهيم حنون الى تناوله آلية عمله في تفكيك النص المعقد للمؤلف(هوشنك وزيري). وبالتالي تطبيق اللاشعور وتأطير سيروراته الخفية، التي تحتل ارض الأنا في مواضع عدة في سايكولوجية الجنون، والذي يعد الفعل الرئيس لهذا العمل، كما أكد المخرج على صناعة التماثل الجمالي لينتح لحظة بصرية مشحونة بالرموز، التي تنجذب للاشعور وتكتفي بالإيماء، ما منح العرض قدرا كبيرا من الاسرار التي تذهب بالمتلقي الى تحقيق قراءة لأفعال مخفية متعددة.

وقال د.علاء كريم رئيس بيت المسرح في اتحاد الادباء:- ان آلية التناص التي عمل عليها المخرج بالتوافق مع فكرة وفلسفة المؤلف وأهدافه، لأنها تقوم على مادة مهمة تكشف ان الانسان بطبيعته مشروط بتكرار الافعال، التي طالما شكلت له قيمة على مستوى اللذة اللاشعورية. وهذا أعطى للمخرج مساحة تؤسس على افعال النص. 

واكد د. سعد عزيز عبد الصاحب امكانية المؤلف في توظيف الجنون، الذي يستعصي على الحضور لأنه مقاوم ويمثل التباسا وتوترا دائمين، ولأنه بالتأكيد سيكون بلا ذاكرة والمجنون يلتحم مع كل الامكنة ويذوب فيها لأنها لا تمثل له الا علبة للتفريغ. ووفق هذه الرؤية ستكون كل الامكنة متشابهة ولا وجود لأمكنة اسماعيل، لان المجنون الفاقد لأناه يكون منفصلا عن العالم الخارجي وكل تحولاته في الحروب وغيرها لا تشكل ضغطا لأنه منغمس في تصفية حساب المكبوت وتفريغه وعلى وفق هذه المساحة.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top