اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الرأي > مصارحة حرة: معاناة بطل هاربن

مصارحة حرة: معاناة بطل هاربن

نشر في: 20 أغسطس, 2019: 07:58 م

 إياد الصالحي

الحيرة والقلق سيطرا على محيّاه طوال جلوسه في غرفة الإنتظار قبل صعوده للقاء وزير الشباب والرياضة د.أحمد رياض، ويكاد الحزن يفجّر دموعه مدراراً في أية لحظة،

لولا أنه تماسك نفسه، وقبضت يده بشدّة على حقيبة رياضية حفظَ فيها ميدالياته، وبينها ذهبية آسيا في الصين 30 تموز الماضي التي ألهبت حماسة أهل اللعبة في القارة الصفراء دهشة بروعة نصره، فيما أهله قتلوا الفرحة في قلبه حين تجاهلوا إنجازه العظيم ولم يهزّهم بكاؤه لتحية علم العراق.

بطل بناء الاجسام مشتاق العزاوي، إلتقيته أمس الأول الاثنين دون موعد، وكلانا لم نكن نبحث عن مصلحة خاصة عند وزير الرياضة بقدر حرصنا على ضرورة رعاية الوزارة لممثلي الرياضة والصحافة في المحافل الآسيوية كونها مكتسبات معنوية كبيرة تشكّل دافعاً وطنياً للتمثيل المشرّف مستقبلاً، لما لذلك من مهابة وزهو وسمو.

ما هي إلا دقائق وإذا بالزميل علي كاظم يبشّر العزاوي بقرب مواجهة الوزير بعض فضّ اجتماعه، فتغيّرت ملامح بطل آسيا وتبدّدت هواجسه وتنفّس الصعداء بإبتسامة عريضة قطعت الطريق على دموعه.. وراح يتمتم (إنجازي لم يذهب سدى.. من هنا سأبدأ التحدي العالمي ..ووداعاً للمعاناة) فباغتهُ بالسؤال: أيهما يخضع لأولوية طرحك أمام الوزير التشكّي من قلّة الدعم المالي للاتحاد أم تذليل المعوّقات التي تواجه تحضيرك لبلوغ العالمية في بطولة أميركا العام المقبل؟ فأجاب بسرعة: كيف للأرض الجرداء أن تنبت أشجاراً بلا ماء؟ ما لم تخصّص الحكومة الدعم الكافي لاتحادنا وترعى أبطالنا لن يكون هناك مُنجز في البطولات الكبرى، وسنبقى ندور ضمن حلقة الأنشطة المحلية وربما العربية البائسة، وهذه يمكن أن تُستحصل فيها الجوائز والشهادات بيُسرٍ، لكنها لا تشكّل ذرةّ من طموحاتنا بإنتزاع ذهب قمة آسيا والعالم، فرياضتنا قادمة لاكتساح فئات الشباب والمتقدّمين والماسترز برغم المؤامرات والتواطؤات.

تركتُ العزاوي في نشوة التأهب لمقابلة الوزير ووعدتُه بلقاء صحفي قريب تأخرنا عن تحقيقه بسبب إنشغالنا مع منتخبنا لكرة القدم في بطولة غرب آسيا التاسعة التي سرقت أضواء الرياضة كلّها بالتزامن مع انتصار أبطال بناء الأجسام في بطولة هاربن الصينية بوفد قوامه ثلاثين شخصاً بين إداري ومدرب ولاعب، قهروا أبطال 35 بلداً ولمعت على صدورهم ثلاث ميداليات ذهبية وأربع فضّيات وسبع برونزيات، ولم يخف رئيس الاتحاد فائز عبدالحسن في سياق تصريحاته مهمة تابعتها في برنامج (Isport ) لفضائية Inews) ) أمرين مهمّين، أولاً عتب أسرة اللعبة من عدم استقبال أي مسؤول في الوزارة للبعثة في مطار بغداد الدولي، وثانياً رفعه مظلمة إلى رئيس الاتحاد الدولي للشكوى من تواطؤ حكام البطولة ضد منتخبنا وإنحيازهم لمنتخب إيران بشهادة رئيس الاتحاد الآسيوي.

وبمثل الروحية العالية التي تحلّى بها وزير الرياضة الدكتور رياض أثناء استقباله البطل مشتاق العزاوي في مكتبه ومباركته له وفخره بإلتقاط صور معه تصدّرت صفحته الرسمية في موقع (الفيسبوك) تعويضاً عن غيابه أو أحد مسؤولي الوزارة لاستقبال البعثة، نتمنّى أن يكرّس الوزير الشفافية التي يتّصف بها ويبحث عن سبب عدم صرف مكافآت اتحاد بناء الأجسام للسنين السابقة، والتي علّلها رئيسه فائز عبدالحسين بقوله (بوجود هامش بتوقيع الوزير أشبه بشفرة متفق عليها تفيد بـ"الصرف حسب الضوابط" وتعني لا يوجد صرف) وجُلّها من زمن الوزير السابق عبدالحسين عبطان لم يتسلّم منها اتحاده ديناراً واحداً بحسب تأكيد فائز!

نبارك لأسرة بناء الأجسام الانجاز الآسيوي المُبهر، مؤكداً سلامة العمل مع الشباب والمتقدمين وزيادة مساحة الآمال ضمن خطة صناعة الأبطال لواحدة من أهم الألعاب الجماهيرية التي كانت تستقطب المعجبين من كافة الأعمار لمشاهدة العمالقة علي الكيار وعباس الهنداوي وطالب الدوري والأخير من أخذ بيد البطل العزاوي مطلع عقد التسعينيات وتنبّأ له بمسيرة حافلة بالكؤوس والميداليات العالمية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض اربيل

العمودالثامن: متى يُقدم سراق أموال الكهرباء للمحاكمة ؟

 علي حسين بشرنا وزير الصناعة خالد بتال أن مشكلة الكهرباء في البلاد لن تحل " حتى بعد ألف سنة" ، وأن ما صرف من أموال كانت تكفي لبناء مدن جديدة تتسع لملايين العراقيين...
علي حسين

كلاكيت: وفاة نورمان جويسون.. الأكثر ترشيحا للأوسكار

 علاء المفرجي غيب الموت فبل مدة المخرج الكندي نورمان جويسون عن عمر يناهز 90 عاماً، صاحب المسيرة الزاخرة بالأعمال الهوليوودية؛ أبرزها (في حمى الليل) و"جيزس كرايست سوبرستار" (يسوع المسيح نجما).وانطلقت مسيرة جويسون في...
علاء المفرجي

قناطر: عن الموسيقى وهاندكه وابن خال ابي

طالب عبد العزيز ربما بسبب الفوضى التي أحبّني فيها أحياناً، أجدني أمْيلَ لسماع ومشاهدة ولقراءة غير ممنهجة، فقد أقرأ مثلاً في عشرة كتب مرة واحدة، أفتح هذا، واغلق ذاك، ثم اعود لورقة كنت قد...
اسم المحرر

كلام غير عادي: رائد مهدي الشِفِي

 حيدر المحسن هو ابن خالتي، نشأنا معاً في مدينتنا البعيدة عنّا نحن الاثنين، العمارة، والذكرى التي ما زلتُ احتفظ بها تعود إلى السبعينات. كنّا نلعب كرة القدم في حيّنا، بستان عائشة، وغشّ الفريق...
حيدر المحسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram