يقفون على عتبة الأمل

آراء وأفكار 2019/08/24 08:58:24 م

يقفون على عتبة الأمل

 د. أثير ناظم الجاسور

قد تكون مساندتنا ووقوفنا معهم أو محاولة ايصال اصواتهم للجهات المعنية أضعف الإيمان لا بل قد يكون لا شيء اذا ما قورن بحجم اليأس والاحباط الذي يجتاح عقولهم،

لكنهم بالمقابل يستحقون ذلك وعندما نتحدث لا نقتصر حديثنا على اختصاص بعينه إنما كل الشباب من خريجي الكليات الذين اليوم يفترشون الساحات والأرصفة بحثاً عن حق ضائع، فقبل احتجاجات خريجي كليات العلوم السياسية كانت ومازالت وقفات متعددة من قبل الاختصاصات الأخرى كخريجي كليات الهندسة والإدارة والاقتصاد والمعاهد والكليات الأخرى للحصول على حق التوظيف، فبعد أن تقطعت بهم السبل باتوا على قناعة بان حقوقهم لا تعطى وإنما تأخذ من خلال الاحتجاج على ما أصابهم من ظلم من جراء السياسيات الخاطئة التي اتبعت طيلة هذه السنوات، فهم يرون أن أجسادهم وعقولهم باتت وقود صراعات حزبية جشعة لا تكترث بحقوقهم ومستقبلهم بعد أن بُددت امالهم وأصبحوا يشعرون بانهم أرواح حسب الطلب رُكنت على الرف تستخدم متى وقع الفكر الحزبي الضيق في ضائقة سياسية أو حربية.

كنت أرى الأمل في عين طلبتي وهم يحاورون ويناقشون ويتبادلون المقترحات والحلول في القاعة الدراسية ضمن الأجواء العلمية الإيجابية فمنهم من كان يحلم أن تكون أفكاره ذات أثر في إصلاح ما تم تدميره ومنهم من يسعى أن يكون له دوراً ايجابياً في عملية البناء ومنهم من يخشى على عراقه أن ينهار، هذا الأمل كان مرهوناً بعامل الوقت الذي تسبقه " عسى" أن تتغير الأحوال يكونوا ضمن هذا الحدث الحياتي الذي نغتنم منه فرصة للعيش، وبالتأكيد هو حال بقية خريجي الجامعات العراقية الذين بذلوا جهوداً عجيبة للحصول على شهادة تؤهلهم ليبدؤوا حياة جديدة ملؤها حيوية ونشاط وبناء، فالمهندس يرغب في البناء والحداثة والطبيب يسعى ان يكون سبباً في علاج مرضاه والمحامي يغوص في قضاياه التي تساهم في فرض القانون، لكن هذه الـ" عسى" لم تأت بل سبقها التوحش الحزبي الذي استحوذ على كل شاردة وواردة في مفاصل الدولة، وباتت مصائر الشباب تباع وتشترى في مزاداتها العلنية وتلك التي تحتاج طاولة كبيرة من أجل اللعب تحتها.

كل ما عاناه هؤلاء الخريجين من ظلم وحيف جرى عليهم وهم يرون امالهم تنهار امام اعينهم لازالوا يمارسون منهجاً احتجاجياً سلمياً حضارياً، ففي كل خطوة يخطونها يعلنون للعالم انهم مطالبين بحقوقهم المشروعة من خلال رسائل العقل والمنطق بعيدين عن العنف والتطرف التي بالتأكيد يرفضونها جملةً وتفصيلا، وهنا يحتاج كل من يهمه الأمر وبالأخص المسؤولين عن ما يحدث الى وقفة حقيقة للنظر والتدقيق بمصير هؤلاء الشباب الذين يعدون ثروة حقيقية للعراق، لذلك فإن إنصافهم واجب يقع عاتق السلطتين التشريعية والتنفيذية اذا ما ارادت ان تبني عراقاً حراً معافى، بالتالي علينا جميعاً أن نحافظ على العراق وبُناته.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top