العمود الثامن: مضحكات السيادة

علي حسين 2019/08/26 09:40:54 م

العمود الثامن: مضحكات السيادة

 علي حسين

غريبة أخبار هذه البلاد، بينما توارت أخبارانتهاكات تركيا للأراضي العراقية في أكثر من مرة، وصمت البرلمان على تقارير مؤلمة

عن هجرة عكسية تضطر إليها عشرات العائلات الموصلية يومياً نحو مخيمات النزوح ، حيث لا تزال منازلهم مدمرةً وغير صالحة للعيش، ونجدهم يعيشون بين خياري الخيم المهترئة في حر الصيف، أو انتظار سقوط منازلهم فوق رؤوسهم، نجد الفيسبوك وزميله تويتر مع الفضائيات والصحف منقسمة حول القصف الذي تتعرض له مخازن الأسلحة، وانتهاك سيادة العراق، البعض يطالب بالقصاص من إسرائيل والبعض الآخر يطالب بالهدوء، فيما البرلمان يصرخ: "واعراقاه"، وقبل ان يتهمني البعض بالعمالة وبأنني أنفذ أجندة خارجية، ل أعلن أن ما يجري على الأراضي العراقية سواء من أنقرة أو إسرائيل أو ايران هو جريمة بحق البلاد والمواطنين.. لكن دعونا نتساءل: من أوصلنها إلى هذا الهوان والضعف؟

فنحن الشعب الوحيد الذي لا يراد له أن يهدأ ويرتاح إلا إذا تسلمت الزعيمة حنان الفتلاوي كرسي الوزارة، لم نعد أكثر من أرقام في خطابات محمد الحلبوسي، فيما ثلث الشعب تحت خط الفقر، يا سادة هل اجتماع الرئاسات الثلاث هو أقصى ما نُفرح به هذا الشعب الذي ظلّ ساهراً ليكحل عينيه بابتسامة الزعماء ؟ .

ستة عشر عاماً والبعض لا يريد للعراق أن يصبح دولة مستقلة، ظل الجميع ينتظر الإذن من إيران لتشكيل الحكومة العراقية، وحواس الكثير من الساسة متيقظة لمتابعة ما سيقوله السلطان أردوغان ، ولكن المواطن العراقي مغيب يحضر فقط في أخبار تفجيرات مخازن السلاح والأسلحة الثقيلة التي أصبحت تأتينا من كل جامع وحسينيّة.

أٌثقلت صفحات "الكوميديا" في العراق النقاش الذي يعلو كل يوم في مجالس سياسيينا حول، "السيادة وأخواتها"، وقطع أنف ترامب!! والله العظيم يا جماعة "مهزلة"، عليكم أن تخجلوا، تتنافسون باسم السيادة على نهب ثروات البلاد والعبث بأمنها، وكأنّ خراب مدن العراق لا يمس السيادة، ولا تقلب ساستنا "الأشاوس"، ساعة يقدمون الولاء لطهران، وفي أخرى يحاولون أن ينالوا بركة السلطان أردوغان ، وفي مرات عيونهم صوب الرياض أو الدوحة، فان السيادة محفوظة حتماً !

الآن، نحن بصدد تطوّر مذهل، يتمثّل في أنّ البرلمان الذي سكت لأكثر من عام على وجود القوات التركية وقصفها للقرى العراقية، ينتقل من مرحلة الاستظراف، إلى تنصيب نفسه متحدّثاً باسم القيادة العامة للقوات المسلحة ويطالب باجتياح واشنطن، فنرى أعضاءه "المبجّلين" يبيعون للناس تصريحات، لا تختلف في نوعيتها عن تصريحات الأوهام الأمنية والمشاريع العملاقة وأظنّ أن تجارب السنوات الصعبة علّمتنا ألّا نتوقف كثيراً عند كل أشكال اللهو النيابي، سواء من جانب رابطة الكربولي ، أو من أولئك الذين يعتقدون أن مفاتيح الحل العراقي في يد الارجنيتين .

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top