ترجمة / عدوية الهلالي
يجبر عراقيون نزحوا بسبب القتال قبل سنوات على مغادرة مخيمات النازحين في حمام العليل للعودة إلى منطقتهم.
كان هؤلاء الأشخاص في الأصل من الحويجة وقد فروا منذ عدة أعوام بسبب القتال ولجأوا إلى معسكر حمام العليل. وقام مسؤولون وأفراد من قوات الأمن بمرافقة النازحين الذين قامت بنقلهم أكثر من اثنتي عشرة حافلة بيضاء تابعة لوزارة النقل وبضمنهم نساء في ثياب سوداء وأطفال صغار يحملون بعض متعلقاتهم الشخصية كانوا ينتظرون أمام الحافلات، بعضهم يبكي، فيما يفحص المسؤولون أسماءهم في قائمة الأشخاص لمغادرة مخيم النازحين في حمام العليل. وتقول أم حكيم، وهي امرأة تبلغ من العمر 65 عاما عاشت لمدة عامين في حمام العليل: "سيتم إرسالنا إلى الديار، لكني سأضطر ربما إلى العيش في مخيم هناك لأن منزلي مدمر بالكامل.. وتواصل قائلة: "نحن لا نعرف ما الذي سيحدث لنا".
يجب نقل أكثر من 150 أسرة، حوالي 550 شخصا، إلى محافظة كركوك، وفقًا لما قاله علي خضر، المسؤول الإقليمي المسؤول عن إجراء عمليات اعادة النازحين إلى الديار. وقال خضر: "قبل بضعة أيام، تم إرسال 35 عائلة إلى محافظة الأنبار، ونحن نعمل على إعادة بقية النازحين إلى مناطقهم الأصلية". بعد عامين من إعلان بغداد النصر على مقاتلي داعش، لا يزال أكثر من 1,6 مليون شخص نزحوا بسبب القتال يعيشون خارج مناطقهم الأصلية، اذ يعيش البعض في مخيمات، والبعض الآخر في مبان مؤقتة أو شقق مستأجرة في أجزاء أخرى من العراق. وتريد الحكومة من جميع النازحين العودة إلى ديارهم وإغلاق المخيمات، لكن العديد من المناطق التي دمرها القتال ضد داعش ما زالت مدمرة وتفتقر بشدة إلى الخدمات العامة.
وبعد ساعات من الانتظار تحت أشعة الشمس الحارقة، اتجهت الحافلات أخيرا إلى الحويجة، وفقًا للمجلس النرويجي للاجئين (NRC) ، الذي يدير المخيم في حمام العليل. وقال توم بيير كوستا، منسق الصحافة في المنظمة غير الحكومية، إنه قلق للغاية بشأن الوضع، مؤكدا على أن النازحين معرضون لخطر التشرد - بعد تدمير منازلهم - ويخشون من الانتقام المحتمل من مجتمعهم للاشتباه في وجود صلات محتملة لبعضهم مع داعش.
واضاف كوستا لوكالة فرانس برس: "انهم خائفون ومعظم العائلات في الحويجة التي تغادر اليوم لا تحمل وثائق رسمية"، مضيفا "ان العودة إلى الديار دون وثائق تعني أنهم لن يتمكنوا من الوصول إلى أي شيء، ولن يُسمح للأطفال بالذهاب إلى المدرسة أو لتلقي الرعاية أو الطعام". كما حث بيير كوستا الحكومة على مضاعفة الجهود لتعزيز المصالحة في مناطق القتال السابقة حيث تجري اشتباكات مع بعضهم البعض، هنالك انطباع لدى المنظمات غير الحكومية بأن النازحين يريدون شفاء جراح الصراع بسرعة كبيرة وبعودتهم في ظروف غير ملائمة فانهم يفتحون جراحا جديدة."
وقد وصفت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان عملية العودة بأنها "سابقة لأوانها" ودعت السلطات العراقية إلى وقف العودة. من جهتها، قالت لين معلوف، مديرة مكتب الشرق الاوسط في منظمة العفو الدولية: "لطالما أكدت السلطات العراقية أن جميع عمليات العودة طوعية، لكن هذا التغيير المفاجئ في السياسة يثير القلق ويتعارض مع القانون الإنساني الدولي".
عن مجلة: لانوفيل اوبزيرفاتور
اترك تعليقك