وبحضور فني من الجالية العراقية هناك. وكان من ابرز الحاضرين الكاتب العراقي عبد الرحمن عناد والفنان علي النجار والدكتور حسن السوداني والنجم السينمائي جمال محمد امين والفنان خليل ياسين. وهو المعرض الثالث الذي تقدمه ننار في موسمها لعام 2019 وضم 26 لوحة فنية.

الفنانة المشاط في معرضها "نوافذ" قالت:- اشتغل على ثيمة محددة في معرضي هذا وقد ركزت حول استجلاب الماضي الانيق بلياليه الألف والوانه الشفيفة سابغة عليه تصوراتي الشخصية وانطباعتي الذاتية. من اجل ان اضع المشاهد الغربي امام صورة مضيئة ومشرقة عن حضارة عريقة سابرة في القدم، ظلت رغم عاديات الزمن مشرقة تبهر العالم بمنجزاتها العلمية والجمالية، غير اني لا اجنح للمباشرة في التعبير عن ذلك، وانما اعتمدت على بعض التكوينات الموحية كالزخرفيات والمنمنمات مع كتل لونية تنساب برقة في متون اللوحات.

ويشير الفنان السينمائي جمال محمد امين الى ان المشاط بدت وكأنها قادمة من زمن الأمنيات الجميلةً تفتح لنا نوافد من الجمال الشفيف متسللة من الليالي الألف بعطرها الأخاذ بنشوة المغامرة واكتشاف المجهول. في لوحتيها نوافذ ١ و٢ تبدأ بسرد الحكايات التي تنساب وادعة كمياه دجلة والفرات. غير انها تتوقف عند لوحتيها دجلة والفرات لتسبغ عليها (استثناء) وحيدا في كل هذا المعرض. حيث يتسلل اللون الاحمر القاني. 

واضاف:- المعرض كان جميلا وعنوانات لوحاتها استوقفت الحضور بما تضمنت من مقاربات عديدة تثير البعد النوستالجي لديهم (مرفأ، فضة، مغارة، شمس الصباح، ريح، نوافذ، عطر امرأة، شمس الغروب، فقاعات، شراع، الف ليلة وليلة، غروب، دجلة، الفرات، طيور...الخ). 

وعقبت الفنانة منى المشاط على التساؤل: لم يعد دجلة ذلك النهر البريء الذي كنا نتسلل له في الاماسي الضاجة بالضحكات، وانت تتأمل مويجاته المنسابة بهدوء نحو الجنوب، فبين فترة واخرى يشهد هذا النهر العتيق الوانا من الدماء المغدورة والاسماك النافقة والجثث مجهولة الهوية!! حاولت ان اتخيله كما كنت اشاهده في تلك السنوات البعيدة، غير ان تلك المشاهد غالبا ما كانت تحاصرني وتظهر بشكل خطوط حمراء داخل متن الملونة.

ويذكر ان الفنانة منى المشاط من بغداد، درست الهندسة المدنية وعملت في التدريس بمعهد التكنولوجيا في العراق. انتقلت إلى ليبيا في عام 1996 ثم جاءت إلى السويد في عام 1999 عندما كانت تبلغ من العمر 46 عامًا. اليوم هو على 66 سنة، وسبق ان اقامت 6 معارض فنية خمسة منها مع فنانين آخرين.