وقفة مع..المقتربات الجمالية بين ثورة الحسين والفن المسرحي

وقفة مع..المقتربات الجمالية بين ثورة الحسين والفن المسرحي

محمد جاسم

اقام بيت المسرح في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق جلسته الشهرية بعنوان (المقتربات الجمالية بين ثورة الإمام الحسين والفن المسرحي)

حاضر فيها الدكتور حسين التكمه جي . قدم للجلسة الدكتور محمد عمر. ومقتربات الجمال لهذه الواقعة تعد لوحة فنية تحمل كثيرا من القيم والمفاهيم الجمالية، وذلك لكثرة الأفعال والمواقف التي بقيت خالدة لليوم، ومنها مشهد السبايا وهن مكبلات بالسلاسل الحديدية، اضافة إلى لوحات تحاكي المعركة، وفق تقنية الدراما التصويرية للواقعة بعناصرها ورموزها وشخصياتها ومفرداتها الخاصة، دون الخروج عن مضمون النص العاشورائي كما يقول د.علاء كريم.

واكد التكمه جي:- ان عاشوراء حدث تاريخي يرتبط بالحاضر وتغذيه ذاكرة الوجدان الشعبي، إذ استولدت وعيا جماهيريا وارثا فكريا ثقافيا وثوريا لا يهدأ، كما أننا عرفنا كربلاء سيرة ينشدها صوت حزين ودمعة تذرفها العيون، لكننا غيبنا عن قصد أودونه كربلاء اللوحة والمشهد الفني، رغم وجودهما وحضورهما في المراسيم العاشورائية، ولدت لوحة كربلاء في مشهد واقعي غير مسرحي، رسمته المواقف والافعال الناتجةعنها، فكونت مشاهد متحركة بأجساد ممثلين وافكار مختلفة لتعطي هذه المشاهد صور حقيقية عن الحدث. وأضاف: إن عاشوراء ازهرت مراسيم حسينية ولوحات فنية وقصصا مسرحية وأفلاما سينمائية، لتفتح النوافذ لكربلاء المسجونة بالدمع، وايصالها للناس، لأنها ثورة في سبيل الله و الإنسان. ولعاشوراء الأثر الكبير في الفن عموما والمسرح خصوصا كلغة عالمية، تتجاوز عوائق اللغات وتنفذ عبر العين الى القلب. 

القاصة ايمان العبيدي تحدثت عن مضامين المسرح الحسيني وما يحمله من قيم فكرية و تربوية واخلاقية تجسدت في الصورة البطولية كونها رمزا وثورة على الظلم والطغيان ويمكن ان تساهم في بناء قيم واخلاقيات شباب المستقبل.. تناول واقعة الطف العديد من الكتاب العراقيين والعرب لكنها للاسف لم تخرج الى العالمية بصورتها الحقيقية. ملحمة الطف من اروع التراجيديات التي خرجت فهل بالامكان ان تجسد دراما مسرحية ملحمية بعمل رصين يخرج للعالمية؟.

وأكدت الدكتورة سافرة ناجي ان فن المسرح من أهم الفنون التي استحضرت مأساة عاشوراء عبر تجسيد الرثاء والاحداث المتسلسلة لهذه الواقعة بشكل تراجيدي يؤثر في وعي المتلقي وعاطفته، ثم أخذت هذه الطقسية بالتطور لتجسد اعمال التشابيه اكبر ملحمة ادائية عبر الأزياء والإكسسوارات التي تكمل شخصية الممثل ليتعايش معها الجمهور. في حين اكد د. سعد عزيز عبد الصاحب أن الفن ليس جماليا فقط إنما هو وسيلة للتأريخ وتدوينه وتوثيقه. وكانت المشاهد العاشورائية المحفوظة خير دليل، إذ رسخت في الذاكرة والوجدان الحدث التاريخي، وقدمت عروض المسرح الحسيني كثيرا منها الحسين ثائرا، لعبد الرحمن الشرقاوي.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top