استطلاع/ المدى
2-2
في ضوء استعدادات (المدى) لإقامة معرض العراق الدولي للكتاب دورة الشاعر مظفر النواب ..
استطلعت المدى آراء عدد من المثقفين العراقيين حول أهمية أن تقيم المدى معرضاً للكتاب، وما تأثير هذه الفعالية في المشهد الثقافي العراقي وكانت إجاباتهم.
د . بلاسم محمد: يوفر أجواءً فكرية لرواده
لأن السجل التاريخي لهذه المؤسسة منذ بدايته قد حفل بالكثير من البرامج سواء الندوات الاستعادية لإنجازات المثقف العراقي في كل الميادين أو الحلقات النقدية داخل الفضاء المعرفي ومن ثم توفرها على إنجازات طباعة الكتب بكل حقولها ، فإن تراكم الخبرات هذه يؤهل هذه المؤسسة الى إقامة معرض متميز للكتاب وإدارة العملية التنظيمية بامتياز .
وإذ قررت المدى بكل تاريخها وخبرتها المعرفية إقامة مثل هذا المعرض للكتاب المطبوع ، فإنه حتماً سيكون مميزاً ليس في طرائق العرض وحسب بل في محتواه واختياراته وسوف يكون مقياساً واستفتاءً للحالة الثقافية والفكرية والأدبية التي يعيشها العراق من جانب ومن جانب آخر فإن معرضاً كهذا سيتوفر على رؤى تقوم بتضييق المساحة الجغرافية أمام طالب الكتاب والباحث عن الجديد في عالم المعرفة و إتاحة الفرصة لدور النشر المهمة في حضورها داخل السوق العراقية ..
اعتقد أن إقامة هذا المعرض سيوفر أجواءً فكرية لرواده وتلاقحاً بين الرواد والأجيال الجديدة التي دأبت مؤسسة المدى على رعايتها .
حسب الله يحيى: عنوان جذاب لمؤسسة ثقافية
معرض المدى للكتاب ، عنوان جذاب لمؤسسة ثقافية ، تمكنت خلال ربع قرن من تأسيسها من ترسيخ تقاليد معرفية وإبداعية ، فاقت الكثير من المؤسسات الثقافية التي ترعاها وتدعمها دول بعينها ومنها العراق .
وربما كانت تجربة معرض المدى للكتاب في أكثر من دورة في أربيل وفي بلدان عربية عدة ، قد رسّخت جملة من التقاليد الناجحة والفاعلة والأساسية في حياتنا الثقافية في العراق ، ويعود هذا التفوق لمعارض المدى للكتاب بوصفها مؤسسة تُعنى بنشر وترجمة كتب نوعية بعينها ، ومبادرتها بنشر الأعمال الأدبية الفائزة بجائزة نوبل لجميع السنوات الي خلت ، جزء من مشروع ثقافي غير مسبوق .. فضلاً عن إصدارها مجلات ( المدى ، المجلة والجريدة ، النهج ) ومئات الكتب الفكرية الأساسية التقدمية ، مؤشر على أن هذه المؤسسة لا تضع القيمة الربحية في أساس عملها ، وإنما اعتنت بأهمية وجدوى المطبوع الذي تتولى نشره /تأليفاً وترجمة ، حتى أصبح أي إصدار لدار المدى يعني الكثير لدى النخبة المثقفة والاكاديمية ، وبات ( كتاب المدى ) هو الكتاب الأكثر حضوراً ليس في الأوساط الثقافية والمعرفية حسب ، وإنما على مستوى القراء الذين يحرصون على اقتناء الكتاب الجيد ومن دار معروفة برصانتها كدار المدى تحديداً ..
من هنا كان المعرض الذي تقيمه المدى هو يحمل اسم الشاعر العراقي مظفر النواب ، يعني الشيء الكثير لدى كل المعنيين بشؤون الكتب والكتابة المثمرة والخلاقة ..
والأمل أن يظل هذا المعرض .. انموذجاً حياً لمعارض الكتب الحية والجديرة بالانتباه والاعتزاز كذلك .
د. نادية هناوي: جدارة مؤسسة المدى في الخلق والإبداع
إنَّ لإقامة معرض دولي للكتاب في بغداد ترعاه مؤسسة المدى ويحمل اسم الكبير مظفر النواب أهمية بالغة، أولاً لجدارة هذه المؤسسة التي أثبتت على مدى العقود المنصرمة أنها أهل لخلق واقع ثقافي رصين ومتسع، يتمتع باستقلالية البرامج وجودة الستراتيجيات الموظفة في خدمة الثقافة العراقية، وثانياً تلبيتها لحاجات المثقفين عامة بلا تمييز ولا استثناء ولا انحياز، وهو ما سيسهم في توسعة نطاق ثقافتنا مؤدياً إلى مسارات جديدة للمثقف العراقي المستقل الذي لا تعنيه التعبئة الشكلية ولا تهمه الانتماءات الضيقة والمصلحية ذات المآرب الشخصية والنفعية، وثالثاً تهيئة الأرضية لقاعدة ثقافية حرة وأصيلة ذات نمط ثقافي نزيه هو في الحقيقة جديد علينا أو لعله كان موجوداً فيما مضى لكننا نسيناه للأسف في زحمة الزيف والتملق والمباهاة التي طرأت على مشهدنا الثقافي بظهور جماعات لا ثقافية وكتل ذات ولاءات لا علاقة لها بالثقافة، وتجمعات مبتورة وموتورة وهيئات طارئة غير مأمونة النوايا تستغل الفعل الثقافي لتمرير تطلعاتها الضيقة والآنية والأنانية وهو ما لمسته لمس اليد في الدورة الأخيرة لمعرض بغداد التي فيها هيمن الناشرون واقتصرت الفعاليات على نفر متثاقف سيطروا على فعاليات المعرض كافة وجيروها للتطبيل لأسماء معينة ممن يتوخون منها المنفعة الذاتية، بينما استبعدت عنها أسماء مهمة في الثقافة العراقية، ومن ثم لم تضف دورة ذلك المعرض للثقافة العراقية سوى المزيد من المظاهر المضطربة والمشوشة سواء في المناحي التسويقية أو التثقيفية أو الفكرية.
وأنا على ثقة من أنّه سيكون لمعرض الكتاب الدولي الذي تقيمه المدى في كانون الأول القادم رنين خاص في جرس الثقافة العراقية بسبب عراقة هذه المؤسسة ومصداقيتها في النوايا والأفعال، وضلاعتها في عالم الثقافة وسوق الكتاب.
حسن عبد الحميد: براعة وترويج النافع من الكتب
لا يخفى على أحد أهمية ما تضطلع به مؤسسة المدى في حومة تبنيها لإقامة معارض للكتاب عبر سنوات و تأريخها الذي تتزاحم فيه المطبوعات والمسموعات ،بل حتى المرئيات ... بيد أن ما نود تقيمه في محراب " خير جليس"يقع في أوليات جل اهتمامتها على الصعيد العربي و العالمي حتى...
فقد تسنى للمثقف المحلي..في العراق تحديداً تنسيق درجات علاقته بالكتاب عبر بوابات و أروقة معارض المدى..بعد أن كان متعطشاً ... متحسراً وهو يرى واجهات و " فاترينات " عرض المطبوعات دون أن يحظى بها..و اقتنائها بحكم ذائقته..عبر طول انقطاع وضيق تحديات الرقابة وقسرها في تحجيم دور المثقف.
جملة قناعات تضعها المدى في توضيح مقاصدها و نبل تطلعاتها.. حتى أن سلسلة معارضها نقلت" عدوى" حرارة الجهد و التنظيم وصدق مآرب تلك التطلعات الإبداعية و المعرفية الى الكثير من المؤسسات الرسمية والأهلية بغية حسن طرائق العرض القصدي و المبهر لعناوين الكتب..وبراعة ترويجها للنافع و الممتع منها... فضلاً عن تبنّيها للكثير و المتنوع من المؤلفات التي درجت و سعت إليها قبل و بعد حرب الربيع على العراق في نيسان /2003
أفراح شوقي: معارض المدى مدن ثقافية صاخبة
عندما يجري الحديث عن معرض قادم تقوده وتستعد له مؤسسة المدى للكتاب يتبادر للذهن تلك المدينة الثقافية الصاخبة التي تنتظرك.. ليس معرض للكتاب وأهم الاصدارات الثقافية والعلمية والفنية والاجتماعية والفلسفية والدينية فحسب ، إنما منهاج ثقافي متفاعل ومكتنز .. يجري التهيؤ له بوقت سابق وبأمكانيات تقنية وإدارية مميزة، ومشوقة , معارض المدى للكتاب وطوال سنوات سابقة كانت علامة فارقة أسست لنمط جديد من المعارض التي تُشعِرك بأنك داخل مدينة مصغرة للنخب والإبداعات وأهم مايشغل اهتمام الفرد العراقي والعربي معاً ,, هناك الندوات والجدالات والحماسة لتناول أهم الأحداث الثقافية وهناك حفلات لتوقيع الكتب ولقاءات العمالقة من النخب الثقافية والإعلامية والفنية في البلد ,, الجميع يحرص على تخصيص وقت لحضور المعرض برغم الانشغالات ,, المعارض كثيرة فعلاً لكن معرض مؤسسة المدى يغنيك عن أي معارض أخرى .. تلك هي النظرة العامة التي اختزنتها الذاكرة .. أتذكر وأنا ضمن الوفد الإعلامي المكلف بتغطية أيام معرض المدى في أربيل في سنوات مضت أنني كنت انتهز فرصة الاستراحة القصيرة في فترة الغداء لأجل التزود بكتب قيمة يجري الحديث عنها بشغف واهتمام خشية أن تنفد، وماتزال الذاكرة تختزن الكثير من الصور والأحداث التي كانت تحفل بها أيام المعرض لتكون مانشيتات مميزة لمشاريع ثقافية قادمة تتسابق الصحف والفضائيات لأجل اللحاق بها .
مروان ياسين الدليمي: تحول حيوي في إيقاع المشهد الثقافي
حضور مؤسسة المدى في العراق بعد العام ٢٠٠٣ شكل تحولاً حيوياً في ايقاع المشهد الثقافي، خاصة بعد أن اصبح لهذا الحضور مظاهر مختلفة لفعاليات ثقافية متنوعة، محصلتها النهائية ذهبت باتجاه لملمت ما كان مبعثراً من أنشطة ثقافية، حرصت على أن تضعها في سياقات رصينة، مما عزز من مكانة المنتج الثقافي ومنحه مساحة واسعة تنسجم مع فاعليته في الحياة. ومعرض الكتاب الذي تحرص على أن تقيمه سنوياً في موعده، سواء في أربيل أو في بغداد ، يكتسب أهميته من سمعة مؤسسة المدى على مستوى المنطقة العربية منذ تاسيسها في تسعينيات القرن الماضي ، وليس أمراً واقعياً اختزال أهمية معرضها للكتاب في المشاركة الواسعة لدور النشر العربية وما تطرحه من عناوين لكتب وإصدارات جديدة تصل الى المئات وفي مختلف شؤون الثقافة والفكر والمعرفة ، بل تتجلى أهميته في حرص إدارته على إقامة الندوات الثقافية وحفلات توقيع الكتب واستضافة أسماء عربية وعراقية بارزة في حقول الكتابة الإبداعية في أمسيات ثقافية يحضرها جمهور المعرض ، هذا إضافة الى حسن التنظيم الذي شهدناه شخصياً في الدورات السابقة، وكنا نلمس تطوره نسخة بعد أخرى ، وأحسب أن المدى بذلك قد كرست تقليداً أعادت من خلاله الاعتبار للكاتب العراقي بشكل خاص، وسوّقت نتاجه بشكل أنيق ينسجم مع السياقات التي تعتمدها إدارة المعارض الدولية المعروفة خارج العراق.