محمد جاسم
اقامت جمعية الثقافة للجميع جلسة خاصة عن ليالي الف ليلة وليلة في المسرح حاضر فيها الدكتور سعد عزيز عبد الصاحب وقدم لها الشاعر جاسم العلي
الذي قدم الضيف وقرأ جانبا من سيرته بحضور كثيف من النقاد والمخرجين في المسرح العراقي. قال الناقد د.سعد عزيز عبد الصاحب ان الف ليلة وليلة ليس لها كاتب معروف ولاحقبة زمنية محددة، بسبب الطبيعة الاشكالية لعلاقة النص بالواقع، التي كان محورها الرئيس التجار من الطبقة الوسطى وتحولهم الى الفقر المدقع وتسلط السلطة على رقابهم. وقد ظلت الليالي تنتقل شفاهيا عبر العصور بسبب ممانعة السلطة آنذاك لتدوينها. لكنها تفتحت فيما بعد على الافكار التي انتشرت في بلاد العرب واوروبا فاستفادت منها ونقلتها بتصورات سردية محدثة، واضاف:- هي اقرب لفكرة التأليف الجماعي في الدراما والتجريبية الحديثة. وقد ساهم النسق الشفاهي القبلي للحكايات في عملية تعدد الاصوات السردية في الليلة. واشار الى ان:- من اهم ميزات الليالي انها كتبت بلغة واحدة وبمستوى واحد. ويبدو لي ان الحكايات كتبت اولا ثم اضيفت اليها الاشعار الواردة فيها. ومعظم الليالي تصلح للمسرح لتوفر السردية والصراع والحوار وعنصر الروي والتداخل الحدثي والتشويق وعنصر المفاجأة. وقد استفاد منها الغرب في المسرح والسينما اكثر منا نحن العرب. وكتب عنها واستفاد منها كل من غوتة وتوراندوت وتودوروف وفولتير وكوليردج ويوجين وفيكتورهيغو وغيرهم. اما لدى العرب تناولها مارون النقاش في مسرحيته ابو الحسن المغفل.. وكذلك ابو خليل القباني في مسرحية هارون الرشيد والامير غانم وقوت القلوب. وتوفيق الحكيم في مسرحية شهرزاد وكذلك تناولهاعزيز اباظة وسعد الله ونوس وعلي احمد باكثير والفريد فرج. واوضح ان المسرح العراقي تناولها أيضا عندما قدمت فاطمة رشدي في بغداد هارون الرشيد وانيس الجليس. كما قدمها قاسم محمد في مسرحية كان ياما كان وفلاح شاكر في الف لعبة ولعبة، والف امنية وامنية، والف رحلة ورحلة، وليلة من الف ليلة وليلة. وكذلك في مسرحية الباب ليوسف الصائغ. وقد اثار الحديث مناقشات عديدة من الحاضرين بدأها الدكتور عقيل مهدي الذي اشار الى انه قدم نماذج من الف ليلة بطريقة محدثة او مابعد الحداثة. في حين اشار الناقد اسماعيل ابراهيم عبد في مناقشته لقضية الشخصية في الاعمال التراجيدية بشكل عام معلقا على كتاب د.سعد عن التراجيديا فقال:- الشخصية في المسرح والقص تمثل متحولا متطورا يحمل رسالة فنية فلسفية اجتماعية تكتسب قيمتها المعنوية والمادية من طرافة صناعتها. واضاف: ان سعدا تبنى وجهة نظر تاريخية لنشأة التراجيديا. وليس الشخصية او المسرح عامة، لكنه يفتح لنا دخولا دقيقا الى علم الشخصية في السرديات االحديثة للادب والمسرح.
اترك تعليقك