بغداد/ المدى
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأحد، مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي خلال غارة قادتها القوات الأمريكية خلال الليل في سوريا.
كما قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إيسبر، إن الغارة التي شنتها القوات الخاصة الأمريكية في شمال غربي سوريا كانت تهدف إلى اعتقال أبو بكر البغدادي إذا تسنى ذلك وقتله إذا دعت الحاجة لذلك.
وقال إيسبر لمحطة (سي.إن.إن) "حاولنا التواصل معه وطلب تسليم نفسه. ورفض وهرب إلى مكان تحت الأرض وخلال محاولتنا إخراجه فجر سترة ناسفة".
وأضاف إيسبر إن جنديين أمريكيين أصيبا بجروح طفيفة خلال العملية ولكنهما عادا بالفعل إلى الخدمة.
وقال إن ترامب أجاز العملية أواخر الأسبوع الماضي. وأضاف "الرئيس درس الخيارات في وقت سابق من الأسبوع (الماضي).. وقرر الخيار الذي نعتقد أنه أعطانا أكبر احتمال للنجاح".
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، أن مروحيات أميركية أنزلت مقاتلين على الأرض بعد منتصف ليل السبت في إطار عملية استهدفت قيادات في تنظيم داعش على الأرجح، مشيراً إلى وقوع اشتباكات بينهم وبين الارهابيين.
وأعلنت شبكتا التلفزيون الأميركيتان "سي ان ان" و"ايه بي سي" نقلا عن مسؤولين كبار في وقت مبكر الأحد أن أبو بكر البغدادي قتل على الأرجح بعد غارة أميركية على منطقة إدلب في شمال غربي سوريا.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن سربا من ثماني مروحيات نفذ هجوماً بعد منتصف الليل في محافظة إدلب في منطقة يتواجد فيها "عناصر من تنظيم داعش" و"تنظيم حراس الدين"، ما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص على الأقل بينهم امرأتان وطفل.
وأضاف أن العملية استهدفت منزلاً وسيارة على أطراف قرية باريشا الحدودية مع تركيا.
وأشار الى أن "مروحيات أميركية أنزلت مقاتلين على الأرض اشتبكوا مع المسلحين".
ونجحت القوات الاميركية ــ بحسب رواية ترامب ــ في تحييد 11 قاصرا فيما اخذ البغدادي 3 اطفال معه الى النفق الذي فجر سترته فيه. كما فجرت امرأتان سترتيهما الناسفتين ايضا خلال الاشتباك.
وتحدثت قوات سوريا الديموقراطية صباح الأحد عن "عمل استخباراتي مشترك" مع واشنطن، لكنها لم تذكر ما إذا كانت هذه العملية مرتبطة بزعيم داعش. ثم أكدت ذلك في وقت آخر من الاحد. ايضا اعلنت الاستخبارات العراقية انها ساعدت الاميركان في العملية.
في أنقرة، أفادت وزارة الدفاع التركية في تغريدة على موقع "تويتر" "قبيل العملية الأميركية في محافظة إدلب السورية الليلة الماضية، بأنه حصل تبادل للمعلومات وتنسيق بين السلطات العسكرية للبلدين" (تركيا والولايات المتحدة)، دون إعطاء تفاصيل.
وروى عبد الحميد، أحد سكان باريشا الذي قصد منذ الصباح الباكر موقع الهجوم، لوكالة فرانس برس أنه شاهد "منزلاً مدمراً بالأرض، وإلى جانبه خيما متضررة وسيارة مدنية متضررة وفي داخلها شخصان مقتولان".
وتمكن مراسل لوكالة فرانس برس وصل الى باريشا من رؤية هيكل باص صغير متفحم طالته الضربات.
وقال إن هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) التي تسيطر على محافظة إدلب طوقت الموقع المستهدف منعاً لاقتراب الصحافيين والمدنيين، فيما كانت عناصر فرق إغاثة تقوم بإزالة الأنقاض.
وأشار أحمد الحساوي، أحد سكان المنطقة، إلى وقوع ضربات جوية بعد منتصف الليل. وقال إن طائرات كانت "تحلق على علو منخفض جدا، ما سبب هلعاً كبيراً بين الناس". وذكر أن العملية "استمرت حتى الساعة 3,30 فجراً".
وتأتي هذه التطورات بينما يشهد شمالي سوريا نشاطا عسكريا مكثفا.
فقد انتشرت قوات سورية وروسية في المنطقة الحدودية السورية التركية خلال الأيام الماضية، بينما أرسل الأميركيون تعزيزات إلى منطقة نفطية شرقا تسيطر عليها القوات الكردية، وذلك إثر هجوم تركي على الكرد بدأ في التاسع من تشرين الأول وتم تعليقه في 17 تشرين الأول لاستكمال انسحاب الكرد من "منطقة آمنة" حددتها أنقرة بعمق 30 كيلومترا وطول 440 كم.
ويعود آخر ظهور لأبو بكر البغدادي إلى 29 نيسان الماضي في مقطع فيديو دعا فيه مناصريه إلى مواصلة القتال. وكان ذلك أول ظهور له منذ خمس سنوات.
وتعهد بأن تنظيمه سوف "ينتقم" للهزائم التي مني بها في سوريا والعراق، مؤكداً أن قتال الغرب معركة طويلة.
وكان الظهور الأول للبغدادي في جامع النوري في الموصل في شمالي العراق في تموز 2014، بعد إعلانه "الخلافة" وتقديمه كـ"أمير المؤمنين".
ودعا حينها "المسلمين" إلى مبايعته كخليفة للدولة الإسلامية التي أعلنها على أراضٍ واسعة في العراق وسوريا.
وتم القضاء على التنظيم في 23 آذار 2019 بعد عمليات للتحالف الدولي وقوات سوريا الديموقراطية المتحالفة معه.
تعليقات الزوار
اخفت امربكاه مقتل ابو بكر البغدادي قبل سنتان وكان مجمد كل هذه الفتره ليفوز اترب في النتخابات المقبله ويعزز موقفه