ظُهر يوم أمس ظهرت تسريبات عن نية الحريري الاستقالة، وفي نفس الوقت كتب عبد المهدي الى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قائلا: اتفق مع رئيس تحالف الفتح هادي العامري على تشكيل حكومة جديدة وأنا سأستقيل. 

وفي المساء استقال الحريري، فيما رد الصدر على عبد المهدي مغرداً: إرحل. 

وبعيدا عن غرف السياسة، حيث العراقيون يلوحون بالأعلام في ساحة التحرير المنطقة التي شهدت مجازر حقيقية، لا يرغبون بمغادرتها كما لا يبدو أن استقالة عبد المهدي هي كافية لإخلاء الساحة. 

ولأول مرة منذ 2003 تخرج عوائل كاملة محتجة على فساد الإسلام السياسي والطبقة الحاكمة. وكما هو الحال في شعار تظاهرات بيروت "كلن يعني كلن" يرغب العراقيون بتغيير كل من في السلطة وقانون الانتخابات والدستور.

يريد المتظاهرون الآن جني ما أعطوه من خسائر راحت نتيجة رصاص الأجهزة الأمنية وقناصة الأذرع المسلحة المحتمية بظلال الحكومة التي خلفت ما يقارب 225 شهيداً وأكثر من 8500 جريح من غير إحصائيات "مجزرة كربلاء". 

وتقول الطالبة دعاء: "السلطة التي قتلت وجرحت 10000 عراقي لا يحق لها البقاء. كما لا يحق لكل من هو في المشهد السياسي البقاء. يغادرون جميعا".

وتضيف: "الحل بعزل الحكومة ومحاكمتها. الحل بحكومة مصغرة تعدل الدستور وقانون الانتخابات وتغير مفوضية الانتخابات وتدعو لانتخابات مبكرة لا تشارك فيها الوجوه الحالية".

في أعلى طوابق المطعم التركي الذي يمسكه المتظاهرون وهو يشرف على ساحة التحرير والمنطقة الخضراء يقول متطوع يرتدي قناعا للوقاية من غاز القنابل المسيلة ويده اليسرى مغطاة بضمادة نتيجة إصابة سابقة: نصاب ونعود. سئمنا الإسلام السياسي. ليس نحن فقط.. كل الشعب لا يرغب ببقائهم بدليل لا أحد يكترث لفرض حظر التجوال ولا الالتزام بالدوام.

وقال متظاهر ارتدى قناعا يقيه من الغاز المسيل للدموع، رافضاً كشف اسمه لفرانس برس، "نحن في العراق نقول الممنوع مرغوب. الساعة الثالثة فجراً قالوا إنهم سيفضون التحرير، وكل الناس أتت".

وأعرب أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن انزعاجه وأسفه لتصاعد العنف وتساقط الضحايا، الذي صاحب التظاهرات في العراق.

بدورها، دانت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس – بلاسخارت أمس الثلاثاء بأشد العبارات ارتفاع عدد الوفيات والإصابات خلال التظاهرات التي اجتاحت أنحاء كثيرة من العراق.

قبل الطبع:

وقبل طبع الصحيفة أكدت مصادر أن رئيس الجمهورية برهم صالح عقد اجتماعا تضمن بحث مطالب المتظاهرين وإقالة الحكومة وتشكيل حكومة انتقالية.