اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الرأي > العمود الثامن: المالكي محتجاً !!

العمود الثامن: المالكي محتجاً !!

نشر في: 1 ديسمبر, 2019: 10:28 م

 علي حسين

كان من المفترض أن يكون موضوع المقال لهذا اليوم عن "ربطة" عنق رئيس الوزراء المطرود عادل عبد المهدي ذات اللون الأحمر،

الذي أراد من خلالها أن يذكرنا بأنهار الدم التي سالت بسبب رفضه مغادرة كرسي رئيس الوزراء، وكنّا جميعاً أنتم وجنابي قد عشنا مع عادل عبد المهدي وهو يتحدث كل يوم عن الانجازات الضخمة التي حققها خلال السنة الأولى من ولايته، حتى توهمنا أن بغداد تحولت بين ليلة وضحاها إلى مدينة تنافس طوكيو وسنغافورة على المركز الأول في آسيا، وكأنه لم يكن ثمّة عراق قبل وصول عادل عبد المهدي إلى كرسي رئاسة الوزراء. 

إياك عزيزي القارئ أن تظنّ أنّ "جنابي" يهدف إلى السخرية من قادة البلاد الأشاوس، فالديمقراطية العراقية تقضي بأن يبقى المواطن العراقي متفرجاً، فيما جميع الساسة شركاء، يضمن كلّ منهم مصالح الآخر، حامياً لفساده، مترفّقاً بزميله الذي يتقاسم معه الكعكة العراقية في السرّاء والضرّاء.. ولهذا كان لا بد من أن يخرج علينا السيد نوري المالكي ليشيد بالتظاهرات ويحذر من الطائفية، ويطالبنا بأن نستمر في إنجاز المشروع الوطني الذي بدأه سيادته عام 2006 ، والذي لم تسمح له الإمبريالية أن يواصل إكماله.

هذه هي النتيجة، لا حدود للسخرية من المواطن العراقي، ولهذا عندما يقول السيد المالكي إن المندسين أرادوا الشر بهذا البلد، دون أن يشير بإصبعه إلى قتلة الشباب في بغداد والبصرة والناصرية والنجف وكربلاء، فلا ينبغي أن نصاب بالدهشة، وعينا ان نتوقع خبرا يقول اصحابه إن السيد المالكي استنكر بشدة وشجب بقوة استخدام المتظاهرين للحجارة، لأنه اكتشف أن على المتظاهر أن يتلقى الرصاص وقنابل الغاز باعتبارهما هدايا من الحكومة! .

ليس أمامك عزيزي القارئ، سوى أن تصدّق رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، خصوصاً عندما يصرف وقته الثمين هذه الأيام على كتابة توجيهات وخطابات، يوماً ليسخر من الاحتجاجات، ويوماً من أجل الإسراع بإنجاز " تبليط " الخط السريع للإصلاح، الخطاب الأخير فاق ما قبله وما بعده، فقد خاطب السيد المالكي المتظاهرين بأن يحذروا من عودة الدكتاتورية، ولم يتساءل السيد المالكي عن الأسباب التي أدت إلى قيام الاحتجاجات.. ولم يذكرنا كيف أن "فخامته" قال عن المتظاهرين ذات يوم إنهم "فقاعات". 

للأسف يعاني السيد المالكي من مشكلة عميقة مع العراقيين، فهم رغم ما يبدونه من إخلاص ورغبة في متابعة خطاباته ، لا يبدو أنهم يستطيعون حلّ ألغاز ما يقوله، لذلك نراه بعد كل خطاب "يخرج" من على الشاشة، ليشرح لمستمعيه بإشارة من إصبعه، علّهم يفهمون، لكن يبدو من مجموعة الخطب، أنهم لا يريدون أن يفهموا أنّ الرجل غير مسؤول عن ما جرى خلال ولايتيه "السعيدتين".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملاحق المدى

!!العمود الثامن: وثيقةعالية نصيف

 علي حسين كنت أتمنى أن لا أعود إلى الكتابة عن النائبة عالية نصيف ، لكن ماذا أفعل ياسادة والسيدة النائبة خرجت علينا مؤخراً لتتقمص شخصية الفنان الراحل توفيق الدقن وهو يردد لازمته الشهيرة...
علي حسين

باليت المدى: الأمل الأخير

 ستار كاووش كان مروري في الشارع الأخضر بمدينتي القديمة كافياً لإعادتي لتلك الأيام البعيدة، فها أنا بعد هذه السنوات الطويلة أقف بمحاذاة المقهى القديمة التي كنتُ أرتادها صحبة أصدقائي. مازالت رابضة في مكانها...
ستار كاووش

قناديل: لقطات!

 لطفية الدليمي لقطة أولى بعد أيام قلائل من 9 نيسان 2003 خرج أحد العراقيين ليبحث عن فرن صمون يبتاع منه بعض ما يقيتُ به عائلته في تلك الايام المشحونة بالفوضى والخراب.
لطفية الدليمي

قناطر: الأمل.. جرعة المورفين التي لا تدوم طويلاً

طالب عبد العزيز أولئك الذين يأكل أرواحَهم الاملُ ما اشفق الرَّبُّ عليهم! وما الطفه بهم، وإن لا يبدو الاملُ متحققاً في المدى القريب. تلتقط الكاميرا على الجادة بفلسطين وجه شيخ، طاعنَ السنوات كثيراً، أشيبَ...
طالب عبد العزيز
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram