فيلم   1917   سام مينديز يحول رعب الحرب إلى تحفة سينمائية

فيلم 1917 سام مينديز يحول رعب الحرب إلى تحفة سينمائية

ترجمة / أحمد فاضل

" 1917 " للمخرج الإنكليزي سام مينديزهو فيلم جريء بشكل مثير للدهشة ، مثير مثل أي سرقة لا يترك فيها السراق أي أثراً لهم ، مزعج مثل كابوس يجثم على الصدور ،

فمن خلال العمل مع ويلسون كيرنز الكاتب المشارك الذي ابتكر لنا دراما رائعة للحرب العالمية الأولى في جبهتها الغربية ، من خلال رحلة فظيعة تم تصويره في لقطة واحدة غير عادية من قبل المصور السينمائي روجر ديكينز ، وهي لقطة مستمرة لم تنقطع أحداثها المروعة (مع تعديلات رقمية تتسلل إليها ) ، حيث يوضح لنا مينديز ما يراه هؤلاء الجنود وأحياناً يدور بالكاميرا حوله حتى نراهم جميعاً .

بليك ( دين تشارلز تشابمان ) وشوفيلد ( جورج ماكاي ) جنديان تعرضا لشعور زائف بالأمان ، وهما يشهدان معارك ضارية فيما يبدو أنه تراجع ألماني ، و " دفعة كبيرة " وشيكة من قوات الحلفاء لتحقيق النصر ، لكن الفريق ( كولن فيرث ) يخبرهم أن استطلاع الصور الجوية كشف أن الألمان انسحبوا بعيداً ، ووصلوا ببساطة إلى موقع يتم فيه الدفاع عنهم بشكل أفضل ، وجذب عدوهم إلى الفخ ، والآن هناك فرقة بريطانية أخرى على وشك التقدم نحو مذبحة قادمة بعد أن تم قطع الاتصال الهاتفي الميداني معهم ، فإن الطريقة الوحيدة لإخبارهم بالتوقف عن الهجوم هو عبر هذين الجنديين ، ولذا يتعين عليهما شق طريقهما عبر الأراضي الحرام وعبر الخطوط الألمانية المهجورة ، فيسافر بليك وشوفيلد وسط مشاهد مروعة ، جذوع اشجار مكسورة منتشرة في كل مكان ، وبحيرات طينية وحفر خلفتها القذائف ، وجثث الموتى ، والفئران التي تعتاش عليها ، ثم عندما يتعثرون في الخنادق الألمانية ، ويكتشفون مدى متانة بناءها ، ومدى تهيئتها وتدريبها وقيادتها بشكل أفضل للألمان الذين يتوسمون فوزهم ، لكن يجب عليهم أن يستمرا وسط شعورهما بالخوف ، والغثيان والدهشة التي تأتي مع تجربة بقائهما على قيد الحياة لحظة بلحظة ، وبشراسة التمسك بها مع كل طلقة قناص تحاول أن تخترق طبلة أذنيهما .

عن / صحيفة الغارديان البريطانية

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top