المتظاهرون المحتجون يتعاطفون مع محمد قاسم
بغداد / حيدر مدلول
فشل منتخبنا الوطني لكرة القدم في الوصول الى المباراة النهائية لبطولة كأس الخليج العربي الرابعة والعشرين إثر خسارته أمام شقيقه البحريني بفارق الركلات الترجيحية (3-5)
بعد إنتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بنتيجة (2-2) في القمّة الكروية الماراثونية التي ضيّفها ملعب عبد الله بن خليفة بنادي الدحيل الرياضي في العاصمة القطرية الدوحة في افتتاح منافسات الدور نصف النهائي التي شهدت حضوراً كبيراً من قبل الجماهير الرياضية العراقية من الجالية المقيمة في قطر أو القادمة من العاصمة بغداد وعدد من المحافظات.
وساهمت الأخطاء القاتلة المزمنة التي يعاني منها الخط الدفاعي لمنتخبنا التي لم يتمكن السلوفيني سريشكو كاتانيتش منذ توليه رئاسة الملاك التدريبي منذ بداية آب 2018 في وضع حلّ جذري في معالجتها بصورة سريعة حيث نجح لاعبو منتخب البحرين الشقيق في استثمارها عندما نجح كلا من المدافع عبدالله الهزّاع في تسجيل هدف التعادل الأول في الدقيقة الرابعة عشرة من الشوط الأول عندما ارتقى لمناولة من ركلة ركنية حوّلها برأسه الى شباك حارس المرمى جلال حسن وسط تفرّج سبعة من أسود الرافدين عليه داخل منطقة الجزاء ، وتكرّرت الحالة مرة أخرى في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع التي منحها الحكم الياباني سياتو في إحراز الأحمر البحريني هدف التعادل الثاني بواسطة المهاجم محمد جاسم المرهون عندما أستقبل كرة جميلة وصلت اليه من مسافة 70 مترمن زميله المدافع أحمد ابوغمار دون رقابة عليه من المدافعين علاء علي مهاوي وأحمد إبراهيم وميثم جبار ليسدّدها بكرة جميلة تعانق الشباك العراقية ، وتشهد فرحة جميلة للمدرب البرتغالي هيليو سوزا وملاكه المساعد ولاعبيه الجالسين على دكة الاحتياط وجمهوره في أن ينتهي الشوط الأول من الموقعة الخليجية بنتيجة التعادل الإيجابي (2-2) .
وتكرّرت حالة صيام نجومنا من التهديف للمرة الرابعة على التوالي في بطولة الدوحة 2019 حيث لم يتمكن أي من لاعبينا في كسر هذه الحالة أمام منتخبات قطر في الافتتاح وأمام الإمارات في الجولة الثانية وأمام اليمن في الجولة الثالثة والأخيرة من الدور الأول لحساب المجموعة الأولى حيث كانت الأهداف الثمانية لنا في الشوط الأول فقط فيها وهو أمر حيّر وأدهش نجوم الكرة العراقية السابقين الذين توافدوا الى العاصمة القطرية الدوحة قبل يومين من لحظة الانطلاق لدعم ملف تضييف محافظة البصرة للنسخة الخامسة والعشرين المؤمّل إجراؤها أواخر عام 2021 وهي حالة لم يكن عليها المنتخب الوطني لكرة القدم منذ المشاركة الأولى في النسخة الرابعة بالعاصمة القطرية الدوحة عام 1976 وكذلك تطرّق اليها النقاد والمحلّلين والمتابعين في العديد من البرامج الرياضية التلفازية بالقنوات المحلية والخليجية الحاصلة على الحقوق الحصرية لبطولة كأس الخليج العربي الرابعة والعشرين لكرة القدم وعزوا فيها الى التكتيك الدفاعي المستند والذي يحرص كاتانيتش الى استمرار اللعب عليه من الحفاظ على النتيجة حتى النهاية أملاً بانتصار غالٍ ، وهو ما تحقق له في مباراتي قطر والإمارات.
نجح البرتغالي هيليو سوزا في فلسفته بجاهزية 23 لاعباً وهي القائمة الاساسية التي اعتمدها في خليجي 24 في مبارياته الأربع مع منتخبات عُمان والسعودية والكويت والعراق وكذلك أسلوبه التكتيكي في الدفاع المحكم في منطقة منتخبه والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة في ظل تواجد أوراق رابحة له سواء كانت داخل المستطيل الأخضر أو الجالسة على دكة الاحتياط التي يراهن عليها في تغيير خطّته وفق ما يراه حسب المتغيّرات التي يمرّ بها منافسيه من ضعف واضح في خطوطهم وهذا ما حدث في المباراة مع منتخبنا حيث زجّ بالنجم جاسم الشيخ في الدقيقة 65 بدلاً من محمد عبد الوهاب ولجأ الى إشراك علي جعفر مدن بدلاً من سيد ضياء سيد سعيد في الدقيقة 82 حيث سجّل ركلة الترجيح الأخيرة التي نقلت منتخبه الى المباراة النهائية ودفع بصانع الالعاب سيد مهدي باقر بمكان المدافع أحمد بوغمار في الدقيقة 90وكذلك عمل على اللعب بالورقة الرابحة الأخيرة من خلال ادخاله كميل الأسود في الشوط الإضافي الثاني عوضاً عن عبد الوهاب المالود من أجل تعزيز السيطرة على منطقة العمليات وفرض الرقابة على لاعبينا أملاً للوصول الى الركلات الترجيحية التي تدرّب عليها لاعبي الأحمر البحريني بشكل جيد وخاصة أن سوزا اختار افضل خمسة من اسلحته لإحراز الاهداف لبلوغ الهدف المنشود الذي كان يتمنّاه بحكم الخبرة التي يتمتع بها لاعبوه مقارنة بلاعبي منتخبنا الوطني وهو الأمل الذي كان ينشده منه الاتحاد البحريني لكرة القدم في بلوغ النهائيات لأول مرة في تاريخ المشاركات بعد استحداث النظام الجديد منذ خليجي 17 في قطر.
خرج أسود الرافدين من بطولة الدوحة 2019 بفوائد إيجابية من خلال تجريب عدد من اللاعبين الجدد في مواجهات قوية تسهم في سرعة تجانسهم مع زملائهم من القدامى حيث حصلوا على ثناء الشارع الرياضي عليهم وتنبؤاتهم في أن يكونوا نجوم سيشهد التاريخ لهم خلال الفترة المقبلة ويقف في مقدمتهم صانع الألعاب المتميّز محمد قاسم ماجد الذي عاش ليلة من البكاء المستمر في فندق سانت ريجيس مقر الوفد العراقي بعد فشله في التسجيل من ركلة الترجيح الرابعة وهو أمر تعاطف معه الآلاف من المتظاهرين في ساحة التحرير بالعاصمة بغداد وساحات الاحتجاجات الشعبية في محافظات بابل وكربلاء المقدسة والنجف الاشرف والديوانية والسماوة والناصرية والبصرة فضلاً عن قيام البرتغالي هيليو سوزا مدرب المنتخب البحريني لكرة القدم بالدخول الى داخل ملعب عبد الله بن خليفة الدولي وهو يواسي النجم محمد قاسم بعد ضياعه لكرة الترجيح التي كانت السبب في خروج العراق من البطولة حيث تم تداول الصورة التي جمعتهما على مواقع التواصل الاجتماعي التي تفاعل معها المحللّين والجماهير الخليجية مثنية على الاخلاق الكبيرة ورقيه في التعامل بسلوكه الذي يمثل الروح الرياضية التي تسود بين الاشقاء العرب ووفودهم الرياضية في مثل هذه البطولات التي تؤكد بعدها عن السياسة.
يواصل اتحاد كرة القدم الاستمرار في إدامة العلاقات وتوثيقها مع نجوم الكرة العراقية السابقين الذين كانت لهم صولات وجولات في النسخ السابقة من البطولة الخليجية حيث لم يضم وفده المشاركة في النسخة السابقة أي اسم كروي لامع ما زالت الجماهير الرياضية تتذكره في المقابل زج بأسماء أثارت الاستغراب لدى الشارع الرياضي في العرق مما يعكس الخوف الذي ما زال يعاني منه من الشعبية الجارفة لهم وتاريخهم الكبير مقارنة بتاريخ مجلس الإدارة الحالي للاتحاد حيث وجّه الاتحاد القطري لكرة القدم الدعوة الرسمية لتواجد خمسة من النجوم (حسين سعيد ورعد حمودي وفلاح حسن وهادي أحمد وعلاء أحمد) لحضور الفعاليات ، فيما ضمّت وزارة الشباب والرياضة لعدد آخر من النجوم ضمن وفدها الكبير المشارك في البطولة حيث كانت الفرصة لهم للالتقاء بزملائهم واخوانهم من نجوم الكرة الخليجية السابقين الذي تواجدوا في العاصمة القطرية الدوحة.
اترك تعليقك