العراق يودع 2019 بعملية عسكرية واسعة لتعقب بقايا داعش فـي 5 محافظات محررة

العراق يودع 2019 بعملية عسكرية واسعة لتعقب بقايا داعش فـي 5 محافظات محررة

 بغداد/ وائل نعمة

تنوي القيادة العسكرية ان تدخل البلاد العام الجديد وقد قضت بشكل نهائي على تحركات ما تبقى من داعش الذي عاود عناصره في الاسابيع القليلة الماضية نشاطهم في المدن المحررة بالتزامن مع الذكرى الثانية لاعلان بغداد القضاء على التنظيم.

ومن المفترض ان تحسم العمليات الاخيرة التي شملت المحافظات الخمس المحررة سابقا من التنظيم- دفعة واحدة- تهديدات داعش الجديدة، على الرغم من وجود ثغرات في الحدود قد تهدد بانهيار الانجازات الامنية.
واطلقت العمليات المشتركة، امس، اوسع حملة عسكرية خلال العام الحالي الذي يوشك على نهايته، لملاحقة "فلول داعش". وشملت الحملة محافظات الانبار، ونينوى، وصلاح الدين، وديالى، وكركوك، بعد نحو 20 يوما فقط من آخر حملة عسكرية شملت بعض المحافظات المحررة.

وجاءت العملية العسكرية الاخيرة بعد 24 ساعة فقط من مقتل امريكي بهجمات صاروخية استهدفت معسكر (كي وان) في كركوك والذي يضم قوات امريكية. كما كانت قد شهدت الاسبوع الماضي، مناطق جنوب الموصل، والقائم (غرب الانبار)، وبيجي (شمال تكريت)، وابو صيدا (شمال بعقوبة) هجمات مسلحة وتفجير سيارات مفخخة.

تأمين المحافظات

ويقول علي الحسيني وهو قيادي في الحشد الشعبي في اتصال مع (المدى) امس، ان العمليات الجديدة "ستضع حدا حاسماً لتحركات داعش"، وستؤمن محيط محافظات "ديالى، كركوك، وصلاح الدين" التي كانت اجزاء منها قبل 5 سنوات محتلة من قبل التنظيم. واعلنت قيادة العمليات المشتركة، الاحد، عن انطلاق المرحلة الثامنة من عملية ارادة النصر، فيما اشارت الى ان العملية تتكون من خمسة اجزاء.

وقال نائب قائد العمليات الفريق قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يار الله في بيان انه "بتوجيه من رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وباشراف قيادة العمليات المشتركة انطلقت، صباح الأحد، المرحلة الثامنة من عملية ارادة النصر من خمسة محاور"، مبينا ان "المحور الأول كان لقيادة عمليات نينوى، فيما كان المحور الثاني لقيادة عمليات الجزيرة".

واضاف ان "المحور الثالث لقيادة عمليات صلاح الدين والمحور الرابع لقيادة عمليات ديالى والمحور الخامس للمقر المتقدم في كركوك"، لافتا الى ان "المحور الأول اشتركت فيه القطعات لوائي المشاة 73 و92 في الفرقة الخامسة عشر، وألوية المشاة 43 و60 و21 في الفرقة العشرين ."

واكد يار الله ان "المحور الثاني اشتركت فيها قطعات الفرقة السابعة لواء مغاوير الجزيرة ولواء المشاة الثامن فرقة المشاة الآلي الثامنة لواء المشاة 30"، لافتا الى ان "المحور الثالث اشتركت فيه قطعات لواء المشاة 91 وقوات من قيادة شرطة صلاح الدين".

وتابع ان "المحور الرابع اشتركت فيه قطعات الفرقة الخامسة وقوات من قيادة شرطة ديالى"، موضحا ان "المحور الخامس اشتركت فيه قطعات الفرقة المدرعة التاسعة وألوية 18 و15 من الشرطة الاتحادية ولواء المشاة 45 بالفرقة الحادية عشر ولواء المشاة 52 في الفرقة الرابعة عشر، وألوية1 و2 و3من فرقة الرد السريع، حيث اسند في هذه المرحلة طيران القوة الجوية وطيران الجيش وطيران التحالف الدولي والحشد العشائري وعدد من الوكالات الأمنية والاستخبارية".

ولفت يار الله الى ان "هذه العمليات تستهدف تفتيش وتطهير المناطق والقرى والمساحات المفتوحة للتعقب وإلقاء القبض على المطلوبين وتجفيف بقايا الإرهاب وإدامة الاستقرار والأمن ضمن القواطع التي ستشملها هذه المرحلة وفقاً لمعلومات استخباراتية دقيقة"، موضحا ان "القوات الامنية ستبقى العين الساهرة واليد الضاربة على رأس الارهاب".

وحتى موعد الذكرى الثانية للنصر كانت القطعات العسكرية قد اعادت تمشيط نحو 70 الف كيلومتر مربع في مناطق حررت قبل عامين او اكثر، خلال 7 عمليات عسكرية اطاحت باكثر من 60 مسلحا، وتفتيش نحو 200 قرية.

رسائل اطمئنان

واكد علي الحسيني، القيادي في المحور الشمالي للحشد الشعبي ان تلك العمليات "تعيد الاطمئنان للمواطنين بعد موجة من الهجمات التي نفذها داعش مؤخرا"، مؤكدا انها رسالة للمسلحين بان "القوات الامنية قادرة على شن عمليات عسكرية باي وقت". ومنذ العام الحالي شنت العمليات العسكرية 6 عمليات عسكرية في المناطق المحررة من "داعش". ويقول الحسيني: "هناك قوات امنية كبيرة في شمالي البلاد، لكن وعورة المناطق تحتاج الى قطعات متخصصة للقضاء على بقية داعش".

وشملت العملية العسكرية في المحافظات الثلاثة (ديالى، صلاح الدين، كركوك)، مناطق الحويجة، الرشاد، الرياض، الدبس، الزركة، طوزخرماتو، آمرلي، العلم، جبال محكول، حمرين، وشمال ديالى.

واعلنت خلية الاعلام الامني، امس الاحد، عن اصابة ضابط وثلاثة مقاتلين، بتفجير انتحاري خلال عملية ارادة النصر بمرحلتها الثامنة.

وقالت الخلية في بيان، إن قواتها عثرت "على اربعة أوكار للارهابيين تحتوي اجهزة اتصالات ومواد غذائية وملابس واواني طبخ، كما دمرت نفقين إثنين بداخلهما عبوتين ناسفتين، وقتلت خمسة إرهابيين انتحاريين كانوا داخل نفق". وأضافت انه "خلال رفع الاحجار عن النفق، اقدم احد الإرهابيين الانتحاريين أيضاً على تفجير نفسه مما ادى الى اصابة ضابط وثلاثة مقاتلين، من الفوج الثاني باللواء ٩١"، مشيرة الى ان "قواتنا الامنية مازالت تحاصر الوكر، لكي يتم تطهيره غرب وادي الثرثار بالقرب من قرية السرت". ولفتت الخلية إلى أن "القوات الامنية عثرت على معمل تفخيخ في غرب وادي الثرثار قرب قرية مناور الشمري". كذلك قالت القيادة في بيان آخر، ان طيران الجيش ينفذ واجبا مع قوات محمولة جوا من قيادة عمليات الأنبار باتجاه منطقة الكرمة ضمن عملية إرادة النصر الثامنة.

مشكلة الحدود

اما في نينوى، فقد اكد امر لواء في الحشد العشائري ان الحملة العسكرية تستهدف تأمين المناطق المحيطة بالحضر في جنوب غرب الموصل.

وقال احمد الورشان وهو آمر اللواء 15 في الحشد العشائري التابع الى هيئة الحشد الشعبي في اتصال امس مع (المدى) ان "داعش تحول الى عصابات يهاجم القرى في المساء ويستغل بعض المناطق الضعيفة امنيا". وكان مسؤول محلي في الحضر، اكد في وقت سابق لـ(المدى) ان اكثر من 100 قرية، يسكنها نحو 20 الف نسمة، ما زالت مهجورة منذ عام 2014 بسبب تهديدات التنظيم.

ويؤكد الورشان ان مسلحي "داعش" المتبقين في تلك المناطق الصحراوية هم "من الهاربين من العمليات العسكرية بالاضافة الى متسللين من سوريا". ولفت القيادي في الحشد الى ان العمليات العسكرية المتكررة في تلك المناطق "تعالج في اغلب الاحيان جيوب التنظيم ولكن في مناطق اخرى يختفي المسلحون ويعودون الى الظهور بعد نهاية الحملة".

ويرى الورشان ان الحل هو في "تكثيف القطعات العسكرية المرابطة في المناطق النائية" فضلا عن ضبط الحدود مع سوريا التي يقول بانها "ما زالت مفتوحة ويعبر المسلحون بين الدولتين".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top