الفكرة تبلورت في ذهني منذ عامين حين زرت المكان مصادفة فوجدته تحفة معمارية منسية. فقررت ان اعمل معرضا بمشاركة اكبر عدد ممكن من الفنانين. واضافت "الغرض من ذلك توعية الناس باهمية المكان، وتذكير المعنيين بضرورة الاهتمام به، لانه يحمل تاريخ حضارة عريقة من زمن العباسيين. وحين دعوت اخواني واخواتي من الفنانين بادروا بالمشاركة مشكورين وتحملوا عناء المجيء الى بغداد واحضار لوحاتهم الفنية للمشاركة في هذا المعرض الضخم. والقصر العباسي يعد طرازا خاصا في العمارة الاسلامية حيث نلاحظ الزخرفة والكتابة على واجهة الباب الرئيس المطلة على نهر دجلة، التي رسمت بأيدي نحاتين مهرة كذلك السقوف المزخرفة، التي تظهر عليها التزيينات الهندسية والزهرية والمقرنصات التي تشبه خلايا النحل والآجر المنقوشة. كل ذلك موجود في القصر ويستحق التمتع بهذا الجمال والابداع الذي هو من خلق أجدادنا المبدعين. بصراحة انه كنز معماري ثمين عملنا على ابرازه مجددا بعد ان غلفه النسيان". واشارت الى: اقول وبكل أسف ان معظم معالمنا الحضارية مهملة، وكأن العراقيين ليست لهم اصول ولا ذاكرة ولا حتى الحق في استعادة وحفظ مجد الماضي التليد. حاولت بكل ما استطيع ان اعمل كرنفالا رائعا بجميع الوان الفن والجمال، والتنسيق لهذا المحفل في اختيار هذا المكان، الذي كان متناغما مع أصالة الفن العراقي الأصيل. وبخصوص لوحتها في المعرض قالت: شاركت بلوحة واحدة تجسد حضارة وادي الرافدين الآشورية والسومرية والبابلية.. الحضاره الآشورية تتمثل بالثور المجنح، الذي يرمز إلى القوة والحكمة والشجاعة والسمو. واستخدمت الوان الأكريلك اضافة إلى الفرشاة والسكين في تنفيذ العمل، الذي استغرق مايقارب عشرين يوما. الفنانة مروة الحايك اشارت الى ان مشاركتها جاءت من خلال لوحة جسدت التراث العراقي، مستنبطة من التراث والتاريخ من مدن البصرة الفيحاء وبغداد السلام والموصل الحدباء. واستخدمت فيها الوان الاكريليك والزيت. واحيي الفنانة اسماء على مبادرتها الجميلة في احياء ذكرى هذا المكان المعبّق بأريج التاريخ والذكريات. في حين قالت الفنانة شفاء هادي انها شاركت بلوحة عنوانها (كاعنه فضة وذهب وحنه شذره) استخدمت فيها الاكريلك والزيت. وتحمل في طياتها معنى الارض تزهو باهلها، لاسيما اذا كانت تلك الارض موطنا للحضارة وصنع التاريخ .