فريق آثار إيطالي يكشف عن آثار آشوريّة عمرها 3000 عام في كردستان

فريق آثار إيطالي يكشف عن آثار آشوريّة عمرها 3000 عام في كردستان

 ترجمة حامد أحمد

منحوتات صخرية تاريخية مذهلة تمثل ملكاً آشورياً وهو يبدي ولائه للآلهة من خلال موكب لحيوانات أسطورية يمتطي عليها

قد تم الكشف عنها تحت الأرض في إقليم كردستان بعد أن تم إخفائها لعدة سنوات لحمايتها من أي ضرر قد يلحق بها من قبل تنظيم داعش الإرهابي الذي احتل أراضي على مقربة منها.

واستناداً لما صرحت به جامعة ، أودين ، في إيطاليا فان المنحوتات المجسمة الآشورية التي يبلغ عمرها 3000 عام تقريباً قد تم الكشف عنها مؤخراً من قبل فريق آثاري ايطالي برفقة علماء آثار عراقيين وذلك في منطقة فايدة جنوب مدينة دهوك . إنها المرة الأولى منذ ما يقارب من 200 عام يتم فيه العثور على منحوتات صخرية آشورية متميزة ، ومن المتوقع أن يسلط هذا الاكتشاف الضوء على مرحلة قديمة من مراحل توسع الامبراطورية الآشورية. وقال عالم الآثار الإيطالي ، دانييل موراندي بوناسوشي ، من جامعة أودين أنه باستثناء المنحوتات المجسمة في موقع خينس الاثاري المكتشف قرب مدينة الموصل في عام 1845 فإنه " ليس هناك صخرة أخرى عليها منقوشات اشورية معقدة يمكن مقارنتها بما تم اكتشافه في موقع فايدة."

ويقود عالم الآثار الايطالي موراندي بوناسوشي أعمال التنقيب في موقع فايدة ضمن مشروع أرض نينوى الآثارية الذي تتبناه جامعة أودين وذلك بالتعاون مع علماء آثار من مديرية آثار دهوك بقيادة حسن أحمد قاسم . وقال إن بدايات الكشف عن هذه المنحوتات ترجع لحقبة السبعينيات وبدأت عمليات المسح للموقع عام 2012 . ولكن كان من المفترض التخلي عن عمل التنقيب الآثاري في الموقع وتخبئته عندما أصبح داعش نشطاً في المنطقة وسيطرته على مناطق قرب مدينة الموصل في العام 2014 . وأضاف عالم الآثار موراندي بوناسوشي أنه نتيجة لذلك لم يتمكن الآثاريون من العودة للموقع إلا في العام 2019 فقط وبدأوا بمزاولة أنشطة التنقيب العلمية هناك . لحد الآن تمكن فريق الآثاريين من استخراج 10 عشرة منحوتات معقدة من حجر آساس لما كان سابقا قناة مياه قديمة . وكما هو الحال مع المنحوتات الآشورية الشهيرة المكتشفة في موقع خنس قرب الموصل فإن هذه المنحوتات تمثل أشخاصاً بارزين نشأوا من سلالات قوية . وقال موراندي بوناسوشي لموقع لايف ساينس الإخباري " من المتوقع جداً أن تكون هناك قطع أخرى وربما تماثيل لمشاهير تحمل نقوشات مسمارية ما تزال مدفونة تحت الصخور الصلبة التي تملأ قناة فايدة ." كل قطعة تمثل موكباً لسبعة رموز لآلهة آشورية قديمة كأن تكون واقفة أو جالسة فوق حيوانات أسطورية مثل تنانين أو أسود وثيران و أحصنة .

ومضى العالم الايطالي بقوله " يمكن تحديد الآلهة على أنه آشور الإله الآشوري الرئيس وهو يجلس على تنين وعلى أسد ذو قرن وزوجته ، موليسو ، تجلس على عرش مزخرف يحميه أسد والإله أمون يجلس على أسد ذي قرن ."

ويبين الموكب أيضاً إله الحكمة الآشوري وهو يعتلي تنين وإله الشمس شمش يعتلي حصاناً وإله الطقس آداد يعتلي أسد ذي قرن وثور وألهة الحب والحرب عشتار تعتلي أسداً .

وقال إن جميع هؤلاء الآلهة كانت وجوههم متجهة نحو جريان مياه القناة التي كانت على ما يبدو تتدفق من تحتهم.

الملك الآشوري سرجون ظهر مرتين في كل لوحة فيها موكب ويظهر عند كل نهاية موكب . وقال موراندي بوناسوشي إن قناة فايدة على ما يبدو قد بناها الملك الآشوري سرجون لغرض أعمال الري المحلية ، ولكنها أصبحت جزءاً من شبكة قنوات أكبر أسسها الملك سنحاريب .

الملك سرجون الذي حكم للفترة من 722 قبل الميلاد الى 705 قبل الميلاد هو والد خليفته سنحاريب الذي حكم لحد فترة 681 قبل الميلاد وأعاد بناء مدينة نينوى القديمة على امتداد نهر دجلة عند ضواحي مدينة الموصل الحالية . وحوّلت قنوات سنحاريب المناطق الرئيسة للامبراطورية الآشورية من أراضي قاحلة نسبياً الى مناطق زراعية خصبة عالية الإنتاج بسبب القنوات المائية . وأضاف العالم الايطالي قائلاً " شبكات الري هذه مع النصب الآثارية المرافقة لها كانت جزءاً من برامج عالية الجودة البنائية خطط لها وأشرف عليها من قبل نخب وضعت الأسس الهندسية لها وفقاً للنمط الآشوري ." التخريب والنهب والتوسع العمراني ، والذي أشتمل على انشاء قناة حديثة في موقع قريب ، جميعها تهدد الآن موقع فايدة الآثاري ، الاهتمام الآن منصب بمشروع إنقاذ لتوثيق هذه المنحوتات التاريخية وحمايتها والعمل على أنشاء ساحة ترفيه آثارية بمقربة من الموقع .

 عن لايف ساينس

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top