إياد الصالحي
يستأنس البعض في إطلاق نقده الجارح للناس ، والتقليل من قدراتهم ، وعرقلة طموحاتهم بأساليب تحبط المراقبين وتزيد الشكوك حول مستقبل مشروع يُراد منه البدء بمنهج جديد وآليات غير تقليدية تسير به الى مكاسب وطنية كبيرة ،
فمثل هؤلاء النقاد "اللؤماء" يعتقدون أنهم يعلمون السريرة في النفوس ويعمّموا ما يروق لهم من بيانات تمثل صِفراً بمنظور الواقع يدركون أن لا قيمة لها!
لكن .. حتى الصِفر لا يساوون شيئاً أمام رمزيته لاستنهاض هِمم الناس بعد انكسارهم ، أو ما يمثله من نتائج لاحقة في معادل العمل لتحقيق الهدف المطلوب ، وبناء على ذلك يمكن عدّ مكاشفة فريق الكابتن عدنان درجال لوسائل الإعلام يوم الخميس الماضي في فندق الشيراتون بأنه المؤتمر صِفر بجدول أعمال الفريق بُعيد انتهاء الحراك القانوني ، والشروع بالتهيئة للمرحلة الجديدة في ظلّ هيئة تطبيع مستقلة تمهّد لإجراء الانتخابات ، وفي المقابل من حق أي فريق آخر يمتلك مقوّمات التنافس على وضع برنامج إصلاحي لمنظومة كرة القدم أن ينال ثقة الهيئة العامة يلتقي الإعلام في أي وقت.
نذكّر أسرة الكرة العراقية ، إذا كان أبناء الرافدين هم أوّل من استخدموا الصفر قبل خمسة آلاف سنة في التعبير عن فراغ الاشياء من محتوى الفائدة ، فهم اليوم يقطعون أجندة العام 2020 بأمل كبير على صناعة أكثر من رقم صعب في معادلة أنفاذ اللعبة من أصفار سائبة جمعتها طوال السنين السابقة على صعيد اهمال المواهب وتخبّط إقامة الدوري ومدة الانتهاء منه ، واستياء المدربين من ظُلمهم ، وتسليم مقدرات اللجان الفاعلة بيد من لا خبرة له إلا ما ندر، وغياب التقييم الفني الموسمي ، والتلاعب بمواد جوهرية في النظام الداخلي لمصلحة منتفعين ، وعدم تحقيق العدالة عند محاسبة المخالفين في مباريات الدوري ، وتجاهل تام في مسابقة الدرجة الأولى ، فيما تنظر بعض الدول الأوروبية الى أهمية الدرجة الرابعة على خط المساواة مع الأولى في القيمة الفنية والإعلامية والتسويقية.
إن الإصلاح الشامل لا يتم في قاعة المؤتمر، أمر منطقي يتوجّب التنبيه عليه واستخلاص أهم ردود الأفعال المتناقضة حوله، والصحيح أيضاً أن يكون رأي المنتقِد موضوعي وينحاز للمصلحة العامة، ففي ذلك قيمة شرفية عليا لأي متحدّث يراعي هكذا مبدأ يستهلّ مقدّمة أي اعتراض يبديه أزاء محنة الكرة أو الشخص المتصدّي للإصلاح، أما تكسير المجاذيف بدافع الحقد أو ارضاء طرف خاسِر فهو عمل بعيد عن قيم "الشرف المهني" مثلما أستلّ أحد الأكاديميين خنجره بعد ساعة من انتهاء مؤتمر الشيراتون ليستعرض حزمة من اللاءات الهجومية ضد القائمين عليه مثل (لا داعي له ، لا يختلف عن السابقين، لا برنامج واضح، لا تتوقعوا شيئاً جديداً) كأنه يحذّر من وباء قادم يهدّد الكرة العراقية !! أمر يسترعي الانتباه له بانتظار ما تكشف عنه الأشهر المقبلة لمن يزعم الإصلاح لنتبيّن قبيل بدء الانتخابات هل ما جرى انتصار للعبة أم انكسار؟!
لا أحد يتمنّى استمرار المشاكل ، والأغلب من المنتقدين بمهنية عالية يتطلّعون إلى البناء من الصِفر وليس ترميم ما خلّفته سنين طويلة من التمرّد على اللوائح والتعليمات الدولية واقتياد مسؤولي اللعبة إلى المحاكم ، وزج شركات تجارية واقتراض مبالغ من لاعبين دوليين لدفع رواتب مدرب أجنبي ونفقات معسكر المنتخب ، وعدم الجدية في اللحاق بركب بعض الاتحادات العربية المتطوّرة.
أن الخطر الأكبر الذي يجب أن نتفق كلنا حول ونسرع لوأده هو عدم تأثير التنسيق الدولي والآسيوي والشخص الموثوق به محلياً من جهة الفيفا ، على مصير المنتخب الوطني في التصفيات المزدوجة لبطولتي كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023 إذا ما استمرّ الفراغ الإداري أو عمد البعض الى خلط الأوراق باستثارته الهيئة العامة لتبنّي قرار ما ربّما يصعّد الأزمة الى درجة التجميد وهو ما يغمز اليه البعض من وجود تحرّكات من اتحادات تصارع معنا في نيل تذكرة التأهل الى الدور الحاسم للتصفيات ولا يستبعد ذلك إذا بقيت أسرة الكرة العراقية تقضي الاشهر المقبلة بالتشكيك والتسقيط والتعاير بتأريخ ومواقف بعض النجوم عفى عليها الزمن ولا مبرّر لاجتراره
اترك تعليقك