7 محافظات تختار بديلاً عن علاوي: مرشح الأحزاب لا يمثلنا

7 محافظات تختار بديلاً عن علاوي: مرشح الأحزاب لا يمثلنا

 بغداد/ المدى

عاد الجدل مرة اخرى في ساحات الاحتجاجات حول دورها بتشكيل الحكومة واختيار رئيس وزراء، وسط انباء عن بيع وشراء المناصب في حكومة المكلف محمد علاوي.

وبشكل مفاجئ، انقلب الناشط علاء الركابي، على خطته السابقة التي تضمنت امهال "علاوي" وقتا اضافيا لتنفيذ وعوده، الى طلب ترشيح نفسه رئيسا للوزراء.

وجاءت تلك المتغيرات، عقب خطة امنية، لقضم مساحة الاحتجاجات في بغداد، ومهاجمة "ملثمين" الخيم والمعتصمين، وتشويه التظاهرات.

وسجل في بغداد، استشهاد متظاهر واصابة اكثر من 30، خلال الهجمات التي طالت ساحات الاحتجاج في العاصمة، خلال اليومين الماضيين.

وحتى نهار امس، اتفق عدد من الخيم التابعة للمحتجين، في 7 محافظات، على دعم الركابي لتشكيل الحكومة الجديدة.

ووجه الناشط في ذي قار علاء الركابي، طلبا الى جميع ساحات الاحتجاج في العراق، باجراء استفتاء يكشف عن موقف المتظاهرين من ترشحه لمهمة تشكيل الحكومة "المؤقتة"، مؤكدا أن هذه الخطوة ستحرج النواب وتمنعهم من منح الثقة لـ "علاوي".

ورفض المحتجون في مختلف الساحات تكليف محمد توفيق علاوي برئاسة الحكومة، الذي دخلت مهلة تشكيله الحكومة اسبوعها الثالث، وسط انباء عن صعوبات امام اعلانها.

وقال الركابي في مقطع مصور، حول مسألة ترشيحه: إنه "من المهم معرفة رأي العراقيين في المحافظات الاخرى، (غير المحتجة)، كذلك دعا "المتظاهرين لإعلان موقفهم سريعا".

وبين الركابي في حديثه، أن "المكلف بتشكيل الحكومة يستعد لإعلان كابينته الوزارية"، فيما اشار إلى أن "حصوله (الركابي) على تفويض شعبي سيحرج النواب ويمنعهم من منح الثقة لمحمد علاوي".

وتعهد الركابي، في حال تولي مهمة تشكيل الحكومة بـ "الحفاظ على دماء الشهداء وتحقيق مطالب المتظاهرين".

اعلنت مجموعة من المتظاهرين تدعى "ابناء الدكلاوي"، عن توصل 7 ساحات اعتصام خلال اجتماع عقد في محافظة واسط، للموافقة على ترشيح الركابي، لمنصب رئاسة الوزراء بدلا من محمد توفيق علاوي، وذلك بالتزامن مع انتهاء مهلة الناصرية بشأن اجراء استفتاء.

وكانت الناصرية، قد امهلت الجمعة الماضية، القوى السياسية اسبوعاً، لاستبدال المكلف محمد توفيق علاوي، بآخر تنطبق عليه شروط المتظاهرين.

ونشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ما قالت انه بيان صادر عن ممثل "ابناء الدكلاوي"، اكد فيه إنه "بعد فشل 4 آراء تمثلت بعدم تدخل الساحات في (اختيار) رئيس الوزراء، ومن ثم التوصل إلى التدخل بطرح مواصفات فقط، فضلا عن التوصل إلى طرح مجموعة اسماء لتحرج الطبقة السياسية الا ان المتظاهرين لم يتفقوا عليها ولم يتعاملوا معها بجدية، ومن ثم تم تكليف محمد علاوي".

واضاف البيان، ان "الساحات قررت تبني عدة اسماء بديلة، إلا أن الطبقة السياسية رفضت مقترح (سلة الاسماء) وطالبت باسم واحد"، مبينا انه "على خلفية هذه التطورات اتفقت 7 ساحات اعتصام خلال اجتماع عقد في محافظة واسط على ترشيح الدكتور علاء الركابي".

دور الساحات

وتسبب البيان، بجدل كبير بين المتظاهرين، خصوصا وان الركابي، كان قد اتهم في وقت سابق، بانه تلقى وعودا بمناصب حكومية، مقابل طلبه اعادة الدوام، وعدم قطع الطرق.

ودعا الركابي، قبل اسبوعين، الى اعطاء "علاوي" مهلة لتنفيذ وعوده، في وقت قال فيه، بان يسعى الى تشكيل تجمع سياسي، لخوص الانتخابات المقبلة.

بدوره يقول احمد سامي، ناشط في بغداد لـ(المدى)، ان "الركابي لا يصلح ان يكون رئيسا للوزراء"، رافضا في الوقت نفسه، اقحام ساحات الاحتجاج بتشكيل الحكومة.

وسنَ اتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، سُنة تقديم ساحات الاحتجاجات مرشحين للحكومة، في انعطافه انصاره المعروفين بـ"القبعات الزرق" قبل عدة اشهر من لعب دور الحماية الى السياسة.

ووفق ناشطين، فان انصار الصدر، بدأوا منتصف تشرين الثاني الماضي، بتعليق صور المرشحين، ورفض آخرين في ساحات الاحتجاج، في وقت كان فيه المتظاهرون مشغولين، باستمرار الاحتجاجات.

ويعتبر سامي، ان الركابي شخصية مهمة لاستمرار التظاهرات، وان ترشيحه "يؤدي الى اتهام الساحات بالطمع في الحصول على المناصب".

ويصر المحتجون على تشكيل حكومة مستقلة عن الأحزاب السياسية ولا تخضع لأية ارتباطات خارجية، لكنهم غير متفقين على طرح اسم معين.

بالمقابل، نشر النائب فائق الشيخ علي، تغريدة على "تويتر" فهمت من بعض الناشطين، بانها ضد الركابي.

وقال علي، الذي رشح نفسه في وقت سابق لرئاسة الحكومة، "لقد عاهدت الله (جلَّ وعلا) بأن أتبنى الثورة والثوار ولن أخونهم أو أتخلى عنهم، فدماؤهم ثقيلة يوم القيامة".

واضاف :"ولن يفتَّ في عضدي أو عزيمتي إصرار تافه مكلّف بتشكيل حكومة، ولا طامح مهزوز برئاسة الوزراء".

ومن المفترض أن يقدم علاوي، الذي سمي رئيسا للوزراء بعد توافق صعب توصلت إليه الكتل السياسية، تشكيلته إلى البرلمان قبل الثاني من آذار المقبل للتصويت عليها، بحسب ما ينص الدستور.

وكان كاظم العيساوي المستشار الأمني للصدر، هدد في وقت سابق، رئيس الوزراء المكلف بـ"إسقاطه" خلال ثلاثة أيام في حال أقدم على توزير أشخاص ينتمون لجهات سياسية، خصوصا من الفصائل المسلحة.

وأيد الصدر تكليف علاوي رغم رفض المتظاهرين تسميته باعتبار أنه مقرب من النخبة الحاكمة.

قبل فوات الوقت

ويقول مهيمن علي، وهو ناشط آخر في بغداد، لـ(المدى) امس، ان "القوات الامنية والملثمين يشنون حملات لقتل المتظاهرين"، معتبرا ان "حياد ساحات الاحتجاج" سيمنح السلطة فرصة فض التظاهرات.

وتقدمت القوات الامنية، مساء الجمعة، من محيط ساحة التحرير، بعد ان طاردت المتظاهرين في شارع الخيام، وسط بغداد.

وطعن الخميس الماضي، 3 متظاهرين في التحرير، بالسكاكين من ملثمين، كما قتل متظاهر اخر، باطلاق رصاص من مسدس كاتم، بحسب ناشطين.

وكانت السلطات، قد تمكنت نهاية الاسبوع الماضي، من اعادة فتح عدد من الطرق التي كان يغلقها المحتجون، ابرزها جسر السنك، وسط بغداد.

بالتزامن مع ذلك، بدأت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حملة "تشويه" للمحتجين، وخاصة النساء، مستخدمة مقاطع فيديو، وصورا مفبركة.

ويقول مهيمن علي: "الهجمات تتصاعد، وعلينا الاسراع في دعم الركابي"، مبينا ان الاخير "شخصية جيدة وتنطبق عليه شروط المتظاهرين".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top