توقف جهود افتتاح مقبرة تضم رفات أكثر من 1000 مدني غرب الموصل

توقف جهود افتتاح مقبرة تضم رفات أكثر من 1000 مدني غرب الموصل

 متابعة المدى

لم تكلل محاولات فتح إحدى المقابر الجماعية التي انشأها تنظيما القاعدة وداعش بحق الأقليات والقوات الأمنية في غرب الموصل بالنجاح لعمق المقبرة التي كان يفجرها "الدواعش" بين حين وآخر لجعلها أعمق، وأكبر اتساعا لمزيد من الضحايا.

وكشف عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان، علي البياتي في تصريح لـ(سبوتنيك) امس الأحد، عن جهود لفتح مقبرة "علو عنتر" الواقعة شمال قضاء تلعفر غربي الموصل قبل فترة قصيرة، لكنها توقفت لأسباب غير معلومة.

وبين البياتي، أن المقبرة تحوي على أكثر من 400 رفات لضحايا من المكون التركماني، و600 رفات لايزيديين، وضحايا من مكونات أخرى، بالإضافة إلى جثث منتسبين في التشكيلات الأمنية من مناطق مختلفة في الموصل، قتلوا على أيدي عناصر تنظيمي "القاعدة"، و"داعش" الإرهابيين.

وينوه البياتي إلى أنه "لا يمكن البت بكشف الأعداد الكاملة للرفات في داخل المقبرة، إلا بفتحها"، متداركا، "لكن شهود العيان يؤكدون الأرقام المذكورة بعدد الضحايا وهم رجال، وشباب، ونساء، وأطفال".وأكمل، كما أن هنالك معلومات أيضا من بعض شهود العيان الذين التقى بهم أعضاء من المفوضية في زيارة جرت حديثا، بصحبة اللجنة الدولية لشؤون المفقودين للقاء عائلات المفقودين، عن أن قسما كبيرا منهم (المفقودون) تم قتلهم ورميهم في هذه المقبرة.وأعلن البياتي، تطهير محيط المقبرة، بالكامل من الألغام التي زرعها داعش، كما تم إنشاء "سلم" لغرض الوصول إلى عمق المقبرة ولكن بسبب التوقف اندثر حتى السلم.ونوه البياتي، إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي، لم يكتف بقتل الضحايا، ورميهم في المقبرة، فقط، وإنما كان يقوم بتفجير المقبرة كل فترة لكي تتسع أكثر.ولفت عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان، في ختام حديثه، إلى أن أعضاء من المفوضية، واللجنة الدولية لشؤون المفقودين، التقوا بعائلات المفقودين في تلعفر، والذين عددهم أكثر من ألف مفقود اختطفوا على يد تنظيم داعش الإرهابي، وبعض الناجين من قبضة التنظيم، لم يعد منهم سوى ما يقارب 40 مختطفا فقط.وقتل تنظيم داعش الإرهابي، الآلاف من المواطنين العراقيين، ودفنهم في مقابر جماعية، لاسيما عمليات الإبادة التي طبقها بحق أبناء المكون الإيزيدي بعد اقتياد الفتيات، والنساء، سبايا وجاريات، أثناء سطوته على مدن الشمال.واستمرت جرائم تنظيم داعش الإرهابي، بحق المدنيين العراقيين، حتى أثناء هزيمته بتقدم القوات الأمنية لتحرير السكان، والمدن، خلال الأعوام ما بين 2015، وحتى أواخر عام 2017.

ومن اكبر المقابر الجماعية التي تسبب بها التنظيم الارهابي هي مقبرة "الخسفة".

وقال أستاذ التاريخ في جامعة الموصل‏ إبراهيم العلاف، قبل مدة إن "الخسفة حفرة كبيرة وعميقة جداً، تقع جنوب غرب مدينة الموصل، من جهة حمام العليل، وهي تبعد عن الموصل بنحو 20 كيلومتراً، في منطقة صحراوية متروكة عمرها لا يعرف لكنها قديمة جداً، وقيل إنها وجدت إثر سقوط نيزك على الأرض قبل آلاف السنين. وشخصياً أعتقد أن عمق الحفرة كبير، وإذا رميت فيها عدداً من الشاحنات الكبيرة فلن تشاهدها وكأنك ما رميت شيئاً، ومعروفة تاريخياً كما هو متداول بأنها (حفرة الجن)".وقال العلاف إنه "قبل مدة زمنية بعيدة حاول البريطانيون وحتى الأميركيون كشف سر الخسفة وما فيها، لكنهم لم يستطيعوا ذلك، فهي حفرة طبيعية، وكأنما فعلاً هي حفرة الجن". وأضاف أن "تنظيم داعش استغل هذه الحفرة، بسبب عمقها، وللتغطية على جرائمه ضد أهالي مدينة الموصل". وختم العلاف قوله إن "هذه الحفرة ليس فيها نفط، بل كبريت، وكشف ذلك من خلال رائحة الكبريت القوية التي تخرج منها، فلا أحد يستطيع الوقوف بالقرب منها، وإذا فعل فيكاد يختنق بسبب الرائحة". 

وأعلن العراق في كانون الأول 2017، تحرير كامل أراضيه من قبضة تنظيم "داعش" بعد نحو 3 سنوات ونصف من المواجهات مع التنظيم الذي احتل نحو ثلث البلاد معلنا إقامة ما أسماها "الخلافة الإسلامية".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top