وإسهامه في هذا المنبر السينمائي الجديد مع (إبراهيم عمر، ومحمد زبيداي) يفتح نافذة أخرى لمحبي السينما، خاصة في السنوات الأخيرة، الممتدة بين نهاية القرن الـ20 ومطلع القرن الـ21، والتي شهدت انحسار الدوريات السينماية في جميع العواصم العربية. فقد عانى المشهد السينمائي من انعدام المجلات السينمائية، بل ندرتها، تلك المعنية بنشر الثقافة والوعي السينمائيين، التي عاشت ما يشبه المدّ والجزر في حركتها السينمائية، المفضية إلى إنتاجات سينمائية متباينة، شكلاً ومضمونًا وفاعلية وحضوراً، نسبةً إلى الأوضاع والمتطلّبات والمستلزمات الإنتاجية الضخمة، والمغايرة ـ إلى حدّ كبير ـ للإنتاجات الفنية الدرامية وغير الدرامية الأخرى.

فانتعاش الثقافة السينمائية، بأشكالها المختلفة، "متأتٍ من حراك الإنتاج السينمائي وفاعليته في كلّ بلد"، مضيفًا أن "العراق، بالنسبة إلى بلدان عربية أخرى، تأخّرت السينما فيه ـ بشكل ملحوظ ـ عن اللحاق بأصناف ثقافية وفنية أخرى، وبمساراتها الفاعلة والمؤثّرة.

لكن بفعل انتشار وسائل التواصل وثورة الاتصالات والتأثيرات الكبيرة للميديا، هناك بشائر بعودة الطموح السينمائي، مشفوعاً بثقافة قوامها الكتابات النقدية والصحافية الرصينة، ناهيك عن المطبوعات الفنية الجادة، رغم محدوديتها.

ويأتي صدور كراسات السينما، الآن ضمن هذا الإطار 

فالمجلة بدأت المجلة تنتشر في الوسط السينمائي العربي، وخاصة الطلبة، ومخرجي الأفلام القصيرة، وكتاب السيناريو، وحتى المغرمين بالسينما، وبعد 5 أعداد، نعود للمساهمة، والمشاركة في هذه المبادرة، وبالطريقة التي نجدها مناسبة، وعلى أقل تقدير الترويج لها في الوسائل الإعلامية التي تعملون فيها

ولكن يبقى الأهم، المساهمة في إثراء صفحاتها بمواد خبرية، صحفية، نقدية، دراسية، وحتى نصوص، وشهادات، وتجارب..

أخبار، حوارات، ترجمات، تقارير ، قراءات، سيناريوهات، ...وكل مايتعلق بالأفلام القصيرة حصراً

والمواضيع العامة التي تتعلق بالسينما بشكل عام، مثلاً : صالات السينما، حوارات مع نقاد السينما، النقد السينمائي، المجلات السينمائية، كتب السينما...

والمجلة في البدايات، تعمل بشكل تطوعي، ولكننا بصدد التواصل مع المؤسسات الداعمة، وكما نعرف، فالحصول على دعم ليس سهلاً، ، ولكن المجلة بدأت نستقطب تبرعاتٍ رمزية من الأفراد متابعي المجلة الذين يرغبون بأن تستمر، وتتطور

ولهذا، فإن هذه الدعوة تطوعية حتى إشعار آخر، وعلى العكس، نفكر بإطلاق فكرة تعاونية نجمع من خلالها بعض التبرعات، أو المشاركات كي تمكننا من طباعة الأعداد السابقة، واللاحقة، على الأقل من أجل حفظها الأرشيفي للتاريخ.

صدور كراسات الفيلم القصير، يسهم بلا شك في دعم هذا النوع من الأفلام، ويمنح عشاقها فرصة لنشر ارائهم ومقترحاتهم في هذه المجلة، فضلاً عن اكتساب خبرة كبيرة في التعاطي مع الأقلام المساهمة فيها؛ بما يعززالصلة مع عالم الفن السابع بكل تفاصيله.