القطعات العسكرية تلازم الحدود لمنع تسلل سجناء الحسكة

القطعات العسكرية تلازم الحدود لمنع تسلل سجناء الحسكة

 بغداد / المدى

صباح يوم أمس توغلت الآليات العسكرية في مناطق نائية قرب الحدود العراقية السورية تحسباً لدخول مسلحين من عناصر داعش هربوا من سجن داخل الأراضي السورية.

وقال بيان للجيش تابعته (المدى) أمس الاثنين، إنه "بعد ورود معلومات استخباراتية دقيقة بدخول مجاميع مسلحة من الحدود السورية مستغلين انشغال البلد بفايروس كورونا، انطلقت صباح الاثنين عملية ربيع الانتصار الكبرى بمشاركة قطعات الجيش العراقي والحشد الشعبي من قيادة عمليات نينوى وصلاح الدين لتطهير جزيرة نينوى وجزيرة صلاح الدين".

وأوضح أن "القطعات المشاركة في العمليات هي لواء44 أنصار المرجعية وعمليات نينوى للحشد الشعبي والهندسة العسكرية وهندسة الميدان للحشد الشعبي، إلى جانب عمليات صلاح الدين المتمثلة بالفوج التكتيكي وفوج سوات والفوج الأول والثاني لواء 91 الجيش العراقي والفوج العاشر طوارئ صلاح الدين ولواء51 حشد شعبي بمساندة طيران الجيش ومقاومة الدروع للحشد الشعبي".

بدورها، أعلنت قيادة عمليات الأنبار للحشد الشعبي، أمس الاثنين، صد تعرض لتنظيم داعش على منطقة عكاشات غربي المحافظة.

وقال نائب قائد عمليات الأنبار للحشد أحمد نصر الله في بيان تلقت (المدى) نسخة منه، إن "اللواء 18 في الحشد الشعبي التابع لقيادة عمليات الأنبار، تمكن من صد تعرض لعدد من الإرهابيين حاولوا التعرض على قطعات الحشد الشعبي لكن سرعة الرد حسمت الموقف لأبطال الحشد".

وأضاف نصر الله، أن "الهجوم أسفر عن جرح عنصرين من حرس الحدود ومقاتل من الحشد الشعبي تابع للواء 18 حيث استخدم العدو عدداً من قنابر الهاون والأسلحة المتوسطة والخفيفة لكنهم لاذوا بالفرار في عمق الصحراء بعد الرد القوي من أبطالنا في الحشد الشعبي".

وأعلن العراق عام 2017 تحقيق النصر على داعش باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم صيف 2014، لكن التنظيم لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة بالعراق ويشن هجمات بين فترات متباينة.

وزادت وتيرة هجمات مسلحين يشتبه بأنهم من تنظيم داعش، خلال الأشهر القليلة الماضية، وبشكل خاص في المنطقة بين محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى المعروفة باسم "مثلث الموت".

وكانت أعمال شغب قد اندلعت يوم الأحد داخل سجن تُديره قوّات سوريا الديموقراطيّة ويُحتجز فيه عناصر متّهمون بالانتماء لتنظيم داعش، في وقت أقدم عدد من السجناء على الفرار، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر كردية.

وأكّد حدوث التمرد مصدر أمني في قوّات سوريا الديموقراطيّة التي تُدير سجن غويران في مدينة الحسكة بشمال شرقي سوريا.

وقال لوكالة فرانس برس طالباً عدم كشف اسمه إنّ سجناء من تنظيم داعش تمرّدوا داخل السجن.

وأضاف أن بعضهم خرجوا "إلى ساحة السجن"، مشيراً إلى أنّ "هناك حالة استنفار من قبل القوّات الأمنيّة".

وتحدّث عن "فرار عدد من الدواعش من السجن"، مؤكّداً أنّ "عمليات البحث عنهم مستمرّة".

ولفت المصدر الأمني إلى أنّ "طائرات التحالف الدولي تجول فوق السجن والمنطقة".

من جهته، قال المتحدّث باسم التحالف الدولي الكولونيل مايلز كاغنز إنّ "التحالف يُساعد شركاءنا في قوّات سوريا الديموقراطيّة في المراقبة الجوّية خلال قيامهم بإخماد التمرّد" في السجن.

وأوضح لفرانس برس أنّ "عناصر من رتب متدنّية في تنظيم داعش" معتقلون داخل هذا السجن.

بدوره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّ أربعة أفراد على الأقلّ فرّوا من السجن.

وأضاف أن عناصر في التنظيم هم من قاموا بالتمرّد، لافتاً إلى أنّ عملية البحث عنهم جارية.

وكتب المتحدّث باسم قوّات سوريا الديموقراطيّة مصطفى بالي على (تويتر): "قام السجناء بتكسير الجدران الداخلية للسجن وخلعوا الأبواب الداخلية".

وتابع "الوضع متوتّر داخل السجن، وقوّات مكافحة الإرهاب تحاول السيطرة على الوضع. أرسلنا المزيد من التعزيزات وقوات مكافحة الإرهاب إلى السجن".

وبحسب المرصد، يضمّ السجن "أكثر من 5 آلاف عنصر من جنسيّات مختلفة" متّهمين بالانتماء إلى تنظيم داعش.

وبعد سنوات من قيادة المعركة ضد التنظيم في سوريا، لا تزال القوات الكردية تحتجز نحو 12 ألف إرهابي داخل عدد من السجون في شمال شرقي سوريا، بحسب إحصاءاتهم. ومن بين هؤلاء سوريون وعراقيون، فضلاً عن ما بين 2500 إلى 3000 أجنبي من حوالى خمسين دولة.

إلى ذلك قال طارق البشيشي، الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، إن عملية تهريب السجناء من الحسكة تتم بالتنسيق مع الأتراك اللذين يحتلون جزءاً من الشمال الشرقي لدولة سوريا.

وأكد البشيشي أنه لا يوجد فرق بين معظم التنظيمات الإرهابية، سواء داعش أو جبهة النصرة أو القاعدة أو الإخوان، لأن جميعهم يفكرون في طريقة الهروب من جرائمهم باستغلال الأزمات.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top